بقلم د. ابراهيم بظاظو … ما زال مسلسل نزيف الخسائر يزداد على القطاع السياحي بسبب الأحداث التي يمر بها دول الجوار العربي لتخسر السياحة الموسم الشتوي والصيفي، فضلا عن إلغاء عدد كبير من السياح رحلاتهم إلى الأردن وهو ما يزيد من تدهور القطاع السياحي الأردني، وذلك بتراجع واضح في السياحة الدولية بنحو 75% والسياحة العربية بنحو 35% ،فضلا عن انهيار أرباح الشركات السياحية مما يؤدي إلى استغناء الشركات السياحية عن العمالة، مما يزيد الأعباء على الاقتصاد الأردني في الفترة المقبلة خصوصا أن السياحة تعتبر من أهم مصادر الدخل القومي في الأردن.
ويمثل الدخل السياحي حوالي 14.7% من إجمالي النقد الأجنبي للدخل القومي نظراً لما تملكه المملكة من المقومات التاريخية والثقافية التي تجعلها تحظي بمكانة متميزة على خريطة السياحة الدولية، خصوصا في مجال السياحة الثقافية والسياحة الترفيهية والعلاجية والدينية، كما تعتبر صناعة السياحة من أهم الأنشطة الاقتصادية وأسرعها نمواً على مستوى الأنشطة الإقتصادية في المملكة ، وتشير الإحصاءات إلى أن واحدا من كل 8 أردنيين يعملون في قطاع السياحة بشكل مباشر أو غير مباشر، لكن أحداث الربيع العربي وما تلاها أثرت على القطاع السياحي بخسائر فادحة بعد تراجع أعداد السياح، وإنفاقهم وتراجع معدلات الإشغال الفندقي إلى ما بين 20 و25 في المائة.
إن الخاسر الأكبر من أحداث الربيع العربي هو القطاع السياحي في الأردن ؛ وذلك لاعتماد القطاع السياحي الأردني على دول الجوار خاصة سوريا ومصر ، وهذه الدول تعاني العديد من المشاكل فاستمرار المظاهرات يتسبب في رعب للسائحين الوافدين, وبالتالي عزوف عدد كبير منهم عن زيارتها. ويشار إلى أن الرحلات السياحية غالباً ما تتضمن زيارة مصر والأردن وسورية ضمن حزمة واحدة، ورغم استتباب الأوضاع نسبياً في مصر، فإن التزام الأردن بالعقوبات العربية سيؤدي إلى مزيد من التراجع في أعداد السياح.
وتدهور السياحة أثر على المرشدين السياحيين ، ويشارإلى أن نسبة البطالة بين المرشدين السياحين بلغت 65%، حيث تم إلغاء بعض الرحلات السياحية إلى الأردن؛ بسبب تحذيرات الدول لرعاياها وتخوفهم من الأحداث الحالية في الشرق الأوسط.
ووفقاً لتقديرات المنظمة العربية للسياحة فقد تكبد قطاع السياحة العربي خسائر فاقت 7 مليارات دولار خلال العام الجاري، كما أن هذا القطاع سجل تراجعاً وصل إلى 11 في المئة في بلدان المشرق العربي و13 في المئة في بلدان المغرب العربي، وذلك في الوقت الذي سجلت فيه السياحة العالمية نمواً بنحو 5.2% ، ويشار إلى أن حجوزات المكاتب السياحية الأردنية لعام 2012 تقل بنسبة 80% تقريباً عن عام 2010 .كما تم الغاء حجز 7700 غرفة فندقية في فنادق الأربع والخمس نجوم منذ بداية الربيع العربي .
لذا يجب تشجيع السياحة المحلية من خلال تقديم عروض مغرية، كما يتعين إعادة النظر في استراتيجية الأردن في الترويج للسياحة في الخارج والداخل. وفي هذا الصدد، تعهدت وزارة السياحة بتكثيف الدعاية السياحية في الأردن، حيث ستجعل من التنوع الذي تتميز به المملكة المحور الرئيسي لسياستها الترويجية بكل ما يتضمنه ذلك من جوانب تجذب السياح الأجانب المحتملين.