نقوش فرعونية على جدران المعابد تثبت ان الفراعنة أول من عرف لعبة التحطيب
عبد العظيم : لا يجوز لأهل المتوفى إثناء اللعب المطالبة بثارة او ديته
الاقصر" المسلة" محمد عبداللطيف – لعبة قتالية نقشها الفراعنة على جدران معابدهم وهي من الألعاب التي تشجع على الفروسية والمهارة في القتال، فهي ليست، كما يظن البعض، تقتصر على مجرد الإمساك بالعصا والوقوف أمام الخصم لمبارزته، بل لها قواعدها وأصولها الصارمة التي لا بد من تعلمها جيدا قبل حمل العصا، فعدم التعرف على قواعد وأصول هذه اللعبة التاريخية من الممكن أن يعرض الشخص للسخرية من الآخرين، وقد تصل في بعض الأحيان للقتل.
وللعام الخامس على التوالي تنظم هيئة قصور الثقافة بالتعاون مع محافظة الأقصر مهرجان التحطيب فى ساحة معبد الأقصر هذا المهرجان الذى يفتتح غدا السبت بحضور عدد كبير من السائحين ومن اللاعبين ومن الجماهير التي تأتى من محافظات بعيدة للاستمتاع بهذه اللعبة الشيقة التي تلعب على أنغام الموسيقى الفلكلورية .
يقول الباحث "عبد المنعم عبد العظيم" ان لعبة التحطيب لعبة قديمة يرجع تاريخها إلى الفراعنة، والدليل على ذلك وجودها في النقوش على جدران المعابد، فقد اكتشف الباحثين نقوش كثيرة تعبر عن أشخاص يتبارزون بالعصي كرياضة، لكن العصا التي استخدمها قدماء المصريين كانت مصنوعة من نبات البردي المعجون حتى لا تكون مؤذية، ولكن في مراحل أخرى متأخرة من التاريخ استخدمت عصا أكثر صلابة وأكثر إيذاء، لدرجة أنها تتسبب في وفاة بعضهم داخل حلبة التحطيب وهو ما كان يحدث حتى زمن قريب ايضا، وفي تلك الحالات لا يجوز لأهل المتوفى المطالبة بثأره، أو حتى ديته، وذلك على نقيض حالات القتل الأخرى.
ويعتبر فن التحطيب رياضة أيضا وهو يدعو في جوهره إلى قيم كبيرة ويشجع على نشر أخلاقيات وقيم نفتقدها كثيراً.
رقصات الفنون الشعبية التي تعتمد على العصي كأداة للرقص، ولكن ما نقدمه هو الروح الحقيقية للتحطيب المصري الذي يعتبر رياضه لها أخلاقيات خاصة فرغم اعتمادها على الهجوم والدفاع وفكرتها القتالية، إلا أنها تدعو إلى التسامح والإخاء كما أنها تعبر عن كرامة ابن الصعيد وشهامته.