فاس "المسلة" .من عبدالواحد الطالبي . .. افتتحت الليلة الماضية أعمال الدورة الثامنة لمنتدى مدينة فاس الدولي حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي والشراكة المتوسطية بمشاركة شخصيات رفيعة المستوى وصفوة من المفكرين والأدباء والمثقفين والعلماء والفقهاء ورجال الدين من القارات الخمس وأطراف من المجتمع المدني العربي والدولي بينهم شخصيات كويتية.
وأكد المتداخلون في الجلسة الافتتاحية التي تميزت بتكريم عبداللطيف يوسف الحمد المدير العام ورئيس مجلس ادارة الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي أن هذا المنتدى الذي ينظم تحت شعار "الشباب وتحديات العولمة" سيمكن المشاركين من توسيع النقاش وتعميقه وتبادل الأفكار حول التحديات الراهنة والمستقبلية في عالم يتحول سريعا وأفرز فاعلا جديدا يتمثل في الشباب المتطلع الى ربح رهان كل التحديات.
وشددوا على أهمية المنتدى الذي ينظمه المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية في الفترة بين 9 و12 ديسمبر الجاري والذي افتتح فعالياته بقاعة (المدينة -البطحاء) في فسح الطريق للتعرف على دينامية شباب العالم لاسيما العربي بدقة وواقعية.
وأوضحوا أن موضوع الشباب يكتسي أهمية بالغة لفهم وا
ستيعاب الحراك الاجتماعي من أجل رسم خارطة جديدة لمجتمعات المنطقة العربية وحوض البحر الأبيض المتوسط بنخب قيادة متطلعة الى قيم الحداثة والتقدم والكرامة واقرار الديمقراطية الحقيقية تضمن ادماجا فعليا للشباب على كافة المستويات.
وأبرزوا أن الحراك الاجتماعي يأتي في سياق سيرورة تاريخية حتمية لا تستدعي الخوف من تأثيراتها أو من التغيير الذي يمكن أن تحدثه في ظل استمرار الحوار والنقاش الهادئ وتمديد جسور التواصل الثقافي بين مختلف الحضارات.
ودعوا الى تعزيز قيم التسامح والتعايش واحترام الحق في الاختلاف وتدبير الخلافات بمنظورات تستحضر القيم الديمقراطية في بعدها الكوني الانساني القائم على الحوار والاصغاء والتشارك.
وأوضح رئيس المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية عبدالحق عزوزي وهو الجهة المنظمة في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن المنتدى سيقوم بتتبع وتقييم نتائج الحراك الشعبي الذي بدأ من تونس وفتح النقاش حول الدور الذي يمكن لشباب العالم الاضطلاع به وذلك في اطار خارطة طريق حقيقية ومؤسساتية قابلة للرصد والتقييم من جميع الأوجه بقصد مباشرة الخطوات الضرورية.
وأشار الى أن المركز ارتأى استدعاء مختصين وفاعلين معنيين لتحديد دور الفاعلين لاسيما النخب السياسية الحاكمة وكذا القوى المعارضة والاستماع الى وجهات نظرهم في اطار انفتاح المنتدى وتوجهه العام لتثبيت التعددية والروح التشاركية التي ميزت طيلة دوراته السابقة خططه وبرامجه.
وقال عزوزي "اننا سنبحث من بين أشياء أخرى التحولات السياسية الأخيرة التي شهدتها الدول العربية في اطار الربيع العربي" لافتا الى أن برنامج المنتدى يتضمن يوما كاملا للنقاش حول هذا الموضوع تحت عنوان "الربيع العربي والاستثناء المغربي".
ويمثل دولة الكويت في هذا الملتقى ماضي عبدالله الخميس أمين عام الملتقى الاعلامي العربي وألقى كلمة في الافتتاح شهد فيها بكفاءة ونزاهة وجدارة عبداللطيف يوسف الحمد وقدم عرضا حول تجارب الحمد المهنية والشخصية والجهود الذي بذلها من كل المواقع والمسؤوليات التي تولاها لتعزيز علاقات الكويت مع المجتمع الدولي والبلدان الصديقة والشقيقة.
كما حضر أعضاء من السفارة الكويتية في الرباط الجلسة الافتتاحية للمنتدى الى جانب بعض ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدة لدى المملكة المغربية.
وأشاد المشاركون خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى بجهود الحمد في الدفع بالعمل العربي المشترك وأكبروا دوره من خلال كل المواقع والمسؤوليات التي تولاها في تعزيز علاقات بلاده في المحيط الاقليمي والدولي مع البلدان الصديقة والشقيقة وتمتينها وترسيخ مكانة الكويت في المجتمع الدولي ككيان اقتصادي وسياسي نافذ يحظى بالاحترام والتقدير.
وسلمت العديد من الشخصيات المتداخلة هدايا رمزية لعبداللطيف الحمد كما سلمه رئيس مجلس جهة (فاس بولمان) امحمد الدويري المفتاح التاريخي الذهبي للعاصمة العلمية للمملكة المغربية (فاس) امتنانا وعرفانا بكل ما قدمه الحمد والصندوق العربي من خدمات لهذه المدينة التي اصبحت ضمن التراث العالمي المادي الانساني المصنف لدى اليونسكو.
وأعرب الحمد في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) في أعقاب الاحتفاء به كشخصية السنة وتكريمه عن تقديره واعتزازه بهذه الالتفاتة التي اعتبرها تكريما للمسؤولية شاكرا وممتنا لكل من وقف وراء اقتراحها وتنفيذها.
وأكد متانة العلاقات القوية بين الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي والمملكة المغربية الشقيقة مبرزا اهتمام الصندوق بالتنمية والتنمية البشرية في هذا البلد الذي بادر باقرار اصلاحات عميقة طموحة.
من جانبه أكد وزير الاقتصاد والمالية المغربي الأسبق مستشار العاهل المغربي سابقا الرئيس الحالي لمؤسسة فاس محمد القباج في تصريح مماثل ل(كونا) ان الحمد كان منسجما باقتناع مع سياسة الكويت الداعمة للمواقف القومية السياسية والاقتصادية مشددا على الدور الذي نهض به الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي بفضل خبرة رئيس مجلس ادارته وحنكته في توطيد العلاقات البينية للكويت مع عدد من الدول خدمة للبعد القومي العربي.
وبدوره أعرب أمين عام الملتقى الاعلامي العربي ماضي عبدالله الخميس في تصريح ل(كونا) عن فخره بالكويت وما أنجبته من كفاءات متميزة في مجالات مختلفة معلنا سعادته بالانتماء الى "ذات الأرض التي أنجبت رجلا في مثل قامة الحمد الثقافية والعلمية والانسانية".
وقال ان الكويت مازالت تعطي وتقدم للعالم العربي المزيد من الكوادر المتميزة في مجالات انسانية مختلفة موضحا أن الكويت بلد صغير في مساحته لكنها كبيرة بعطائها عظيمة برجالاتها شامخة باحتضانها للمتميزين والمبدعين من كافة أرجاء الوطن العربي الكبير.
وسيبحث المشاركون في المنتدى الذي يستمر اربعة ايام عددا من المحاور تتمثل في "التنمية البشرية وتحقيق الاهداف الانمائية للألفية".
يذكر أن برنامج المنتدى يتضمن تنظيم ندوات وعروض ثقافية وفكرية تهم (التغيرات السياسية في المغرب والعالم العربي) حول مواضيع "الثورات العربية والبحث عن السبل نحو الديموقراطية" و"الرهانات والترتيبات المؤسساتية في الدول العربية على ضوء الربيع العربي" و"الانتقال الديمقراطي بالمغرب والتمفصلات الكبرى للدستور المغربي" و"الدستورانية المغربية والمغاربية والعربية المقارنة" و"التحديات الاقتصادية والاجتماعية للدول العربية في سياق الربيع العربي" و"التشغيل وبطالة الشباب أي كفاءات لمهن الغد".
كما يتضمن البرنامج عقد ورشات تتعلق ب "التعليم والتكوين والتنمية المستدامة نقاش مع الشباب" و"الشباب والشبكات الاجتماعية مقاربة سوسيو-تجريبية" و"تعبئة الشباب الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج" و"الشباب في مواجهة تحديات الشغل" و "الشباب في الفضاء الأورومتوسطي التحديات الكبرى".
وسيصدر المشاركون في ختام هذا المنتدى الذي ينظم بتعاون مع عدد من الشركاء من بينهم الجمعية البرلمانية المتوسطية بيانا ختاميا.