أبوظبى "المسلة"… تحت رعاية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات وضمن الاحتفالات باليوم الوطني الأربعين للدولة تنظم وحدة المتاحف والمقتنيات بمركز زايد للدراسات والبحوث بنادي تراث الامارات في فندق فيرمونت باب البحر ابتداء من 19 ديسمبر الجاري وعلى مدى يومين ندوة دولية علمية بمناسبة مرور 250 عاما على إمارة أبوظبي.
يشارك في الندوة كوكبة من صفوة الباحثين والأكاديميين والخبراء في مجال التاريخ والآثار والمفكرين والمثقفين العرب والأوروبيين الى جانب الدولة المضيفة الامارات وممثلين عن عدد من المراكز والجامعات والمنظمات والهيئات ذات الصلة بالتراث الانساني ومركز التراث العالمي بمنظمة اليونسكو ومجلس مدينة بريزيان الاسترالية المتوأمة مع مدينة أبوظبي ومنظمة المدن العربية وجامعات السوربون والقاهرة وقطر وعين شمس والشارقة والامارات العربية المتحدة وتونس والجزائر وأغادير بالمغرب ومركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام والمركز الوطني للوثائق والبحوث ومركز الابداع الثقافي بقطر إضافة إلى دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة وغيرها. وتسلط محاور الندوة التي تحمل عنوان "أبوظبي 250 عاما من التطور" والتي تأتي عبر اللغات العربية والانجليزية والفرنسية على دراسة نشأة أبوظبي قديما وحديثا من الجانبين المعماري والهندسي ..كما سيتم التوثيق للامارة وما شهدته من نهضة وتطور في عهد آل نهيان الكرام باعتبارها ركنا أساسيا من تاريخ المنطقة.
وفي الجانب التطبيقي سيعتمد المشاركون مبنى قصر الحصن الذي يعود تاريخ انشائه الى حوالى 250 عاما كما يعد واحدا من أهم المعالم التاريخية التي تتوسط العاصمة أبوظبي حتى اليوم حيث يحكي بعمارته ومحتوياته قصة إنسان الامارات عبر مراحل مختلفة.
ويستعيد عدد من الباحثين أهمية هذا المعلم الذي كان فيما مضى عبارة عن برج طيني أنشئ على طراز العمارة التقليدية العسكرية لحماية بئر المياة العذبة التي تم اكتشافها عام 1761 ليضم فيما بعد بين جنباته عائلة الحاكم والحاشية ولم يفقد القصر بريقه الأول كرمز تاريخي لجانب الهندسة والمعمار اللذين يميزانه كمكان يشكل رهان الماضي والحاضر والمستقبل فقد أولاه المغفور له باذن الله تعالى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" اهتماما نوعيا من حيث ترميمه وإعادة تأهيله على مرور السنوات كونه يشكل جزءا أصيلا من هوية الشخصية الاماراتية ورمزا تاريخيا يعكس الجانب الانساني والحضاري لمراحل مهمة من تاريخ الدولة على المستوى الاداري والثقافي والسياسي والعمراني حيث كان يضم مكتبا لحاكم إمارة ابوظبي ودوائر الحكومة والقضاء كما كان يضم مجلسا لأعيان البلاد.
ويؤكد المشاركون في الندوة من خلال دراساتهم وأبحاثهم حول قصر الحصن على أنه سيظل رمزا روحيا لامارة ابوظبي كونه يجمع بين تاريخها وتراثها وحضارتها عبر حقب مختلفة وباستعادة الندوة لهذا المعلم تزامنا مع الاحتفالات باليوم الوطني الممتدة ما يشكل نوعا من الاحتفاء الخاص بثقافة وتراث أبوظبي التي تتوجه اليها الأنظار اليوم وبشكل لافت كونها تحتضن هذا الصرح التاريخي النادر بعد أن اصبحت خلال سنوات قليلة من العمل الدؤوب والتوجه الرسمي للقيادة الرشيدة في طليعة مدن القرن الحالي فكرا وثقافة وعمرانا وذلك من خلال المزج بين أحدث االتطورات التقنية والابداع المعماري الفريد ضمن مزيج من هندسة معاصرة لا تنسى طرز العمارة العربية والاسلامية.
وأكد حبيب يوسف الصايغ رئيس اللجنة المنظمة لاحتفالات النادي باليوم الوطني أن الندوة تستمد أهميتها من موضوعها ذي الصلة بروح الامارة وما وصلت اليه من تطور وانجازات على يدي فقيد الوطن الكبير الشيخ زايد "رحمه الله" وهو الذي نال إجماعا دوليا على ثراء فكره المستشرف وما أولاّه للتراث والعمران والموروث الشعبي من اهتمام جعل من الامارات محط أنظار العالم أجمع وعلى كافة المستويات وهو ذات النّهج الذي يسير عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" حيث شهدت الامارة في عهده الميمون إنجازات عمرانية وثقافية واجتماعية وفكرية وفنية واعلامية واقتصادية مبهرة جعلت من أبوظبي صورة واعدة للمدينة القائمة على ثوابت الأصالة والهوية والانتماء المشترك للروح الانسانية.
وقال ان الندوة تستمد أهميتها أيضا من الرعاية التي أولاها لها سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات وحرصه الشديد من خلال توجيهاته السديدة لتطوير نهج الندوة والتركيز على تفعيل الذاكرة وضرورة استحضار التاريخ والتجارب الانسانية من خلال دراسة المكان ومحتوياته وعناصره واستقطاب نخبة من الباحثين والمؤرخين والمتخصصين في مجالات التاريخ والآثار والعمران وهو أمر ذو صلة وثيقة بموضوع الندوة التي تحظى بحجم مشاركة واسعة مما سيحقق لها فرص التنوع في الدرس والبحث والمناقشة المعمقة حول أبوظبي واطلاع المهتمين والحضور على مجالات التوأمة بينها وبين بعض المدن العالمية مما يعزز مكانتها ودورها على الصعيد الدولي من وجهات نظر مختلفة وبخاصة في مجال التسلسل التاريخي للمدينة ومدى انعكاسه على إنسانها وتطورها.
وأوضح أن الندوة ستعمل على إثراء وتطوير علاقات التعاون ما بين النادي والعديد من المؤسسات والهيئات الثقافية والعلمية مما يمنحها حضورا عالميا وهو بحد ذاته إنجاز كبير.
واختتم الصايغ تصريحه بالاشادة بجهود المشاركين في الندوة واهتمامهم بالمشاركة في الاحتفاء باليوم الوطني الأربعين للدولة حيث إن احتفالهم في العاصمة ابوظبي يجسد مدى الحفاوة والاهتمام الذي تلقاه هذه المدينة الاستثنائية التي تجمع في صورتها معادلة الاصالة والمعاصرة ..منوها بأن القيمة العظيمة التي تحتويها أبحاث الندوة ستجمع في كتاب ليكون مصدرا موثقا للباحثين والدارسين.
وأوضح جمعة سالم الدرمكي رئيس وحدة المتاحف والمقتنيات بمركز زايد للدراسات والبحوث أن اليوم الأول من برنامج الندوة يتضمن حفل الافتتاح وثلاث جلسات يشارك فيها 6 من الخبراء من خارج الدولة و5 باحثين أجانب من داخل الدولة ..فيما يشتمل اليوم الثاني على جلستين ومن ثم اصدار البيان الختامي.
وقال انه سيتم تنظيم جملة من الفعاليات المصاحبة من بينها عرض فيلم وثائقي عن تاريخ مدينة أبوظبي كما يعرض للحضور من انتاج قناة ناشيونال جيوغرافيك برنامج وثائقي يتحدث عن فنون العمارة في ابوظبي ومن هذه النماذج مسجد الشيخ زايد الكبير كما يتطرق سيناريو الفيلم الى شواهد عمرانية عملاقة ومميزة مثل برج الدار المستدير وبرج كابيتال جيت في أبوظبي.
المصدر: وام