Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الحمامات الأثرية بحماة فى سوريا منتجعات شعبية يجد فيها روادها مكانا للمتعة والاسترخاء

حماة " المسلة " … اشتهرت حماة منذ القديم بحماماتها ذات الطراز الشامي البديع ونمط بنائها المعماري التراثي المميز حتى يومنا هذا حيث كانت تستمد مياهها من نهر العاصي بواسطة النواعير وقنواتها المائية وقد اندثر معظمها وتوقف عدد منها عن العمل نتيجة وجود الحمامات في المنازل ولم يبق منها إلا ثلاثة وهي العبيسي الواقع خلف قصر الأرناؤوط والعثمانية في حي الطوافرة والأسعدية في سوق الطويل لا تزال تؤدي وظيفتها التقليدية للكثير من الأشخاص في عصرنا الحالي و الذين يجدون فيها مكاناً للراحة والاستجمام والاسترخاء وقضاء أوقات تسودها البهجة والمرح والتسلية بصحبه الأصدقاء أو الأقارب للابتعاد عن صخب الحياة اليومية المعاصرة وما يكتنفها من ضغوط وتعقيدات ومتاعب واستحضار العادات والطقوس الأصيلة التي كان يمارسها الآباء والأجداد من منطلق الحنين إلى الماضي بكل أصالته وبساطته ومتعته.

وكان في مدينة حماة سابقا عدد من الحمامات الأثرية وعددها 12 وهي حمام القاضي ويقع في جورة حوا وهو حمام كبير يؤتى إليه من عدة أزقة وحمام الحلق و يقع في الدباغة قرب سوق تفضلي وهذا الحمام منخفض عن أرض السوق بما يزيد عن عشر درجات وهو كبير‏وقد قامت مدينة حماة بمشروع لإعادة تأهيله مؤخرا وحمام الأسعدية نسبة إلى بانيه أسعد باشا العظم ويقع في منتصف سوق الطويل بمحاذاة خان الجمرك وهو حمام كبير ومازال يعمل حتى يومنا هذا وكذلك حمام الادرباك الذي يقع في ساحة الموقف قرب جامع المسعود مكان المخبز الآلي حاليا و حمام العثمانية وهو حمام كبير يقع في المدخل الجنوبي لحي الطوافرة ‏وما زال يعمل وحمام المؤيدية ويقع ضمن أرض قصر العظم وهو حمام صغير لم يعد يعمل في الوقت الحالي وحمام الذهب ويقع في حي المدينة وقد أزيل بفعل الهدم والبناء‏‏.

وحمام الدرويشية الكائن في شارع المرابط وهو حمام كبير مازال بناؤه قائما ولكنه لا يعمل وبحاجة لإعادة تأهيل وهناك حمام الشيخ وكان يقع تحت قبو الكيلانية وقد هدم مع القبو المذكور وحمام السلطان وكان يقع في حي السعادة على ضفة العاصي مقابل مقهى السلطان الحالي وقد أعدت الآثار بالتعاون مع المدينة مشروعا لإعادة إحيائه لكنه الآن معطل وحمام العبيسي ويقع في حي البارودية وما زال يعمل وأخيراً حمام المدار الذي يقع في سوق المدار في الحاضر وهو حمام صغير لكنه الآن خارج الخدمة.

وقال أيمن السوس مدير دائرة حماة القديمة إن الحمامات الأثرية الموجودة في مدينة حماة حاليا ترجع إلى العهد العثماني حيث كانت تؤدي وظيفة صحية كما كانت تؤدي في نفس الوقت وظيفة دينية واجتماعية وأخرى ترفيهية كما كانت الحمامات العامة مكانا مناسبا لاستضافة اللقاءات الجماعية الودية بين الناس وما يتخللها من تجاذب لأطراف الحديث وتقديم الضيافة من مأكولات ومشروبات متنوعة.

كما كان يقام فيها بعض مراسم احتفالات الخطبة والزواج والختان ناهيك عن أن الحمامات أيضا تعد من المنشآت التي تدر ربحا منتظما ووفيرا ومن ثم فقد حرص أصحاب الثروات قديما على إنشائها والاستفادة من ريعها أو وقفها وقفا أهليا أو خيريا لأغراض البر والتقوى كالمساجد والمدارس.

وأشار السوس إلى أن الحمامات القديمة في وقتنا الحاضر حافظت على الكثير من طقوسها التقليدية وغاياتها مع تغيرات طفيفة طالت آلية عملها واستخدام الوقود في عملية تسخين المياه التي كانت سابقا تعتمد على مخلفات المنازل من قمامة كانت تستخدم بعد تجفيفها كوقود في تسخين مياه الحمام إضافة إلى أكياس الورق والقش ونشارة الخشب وجذوع الأشجار اليابسة والحطب تحت جرن نحاسي ضخم بحيث تنساب الحرارة الناجمة عن الحرق تحت أرضية القسم (الجواني) عبر أقنية مبنية من القرميد تعمل على تسخين أرضية الحمام وتنتهي إلى أقنية فخارية ضمن الجدران تساعد على تسخينها أيضا أما الفائض من الدخان الناجم عن الحرق فيخرج عن طريق مدخنة متواجدة في القسم (الوسطاني) منوها بأن الحمامات كانت تؤدي إلى جانب وظائفها الرئيسية دورا بيئيا فاعلا في الحفاظ على نظافة المدينة وتخليصها من نفاياتها.

وعن خطط دائرة حماة القديمة في مجلس المدينة في إحياء هذه الحمامات التراثية القديمة وإعادة ترميم البعض منها أوضح المهندس السوس أن هناك جهودا كبيرة لتشجيع مالكي هذه الحمامات على إعادة تشغيلها ووضعها في الخدمة والاستثمار كونها تشكل أحد أهم المعالم الأثرية والرموز التاريخية والحضارية لمدينة حماة القديمة وذلك في إطار إحياء هذه الحمامات مجددا لما تمثله كعامل جذب سياحي هام في المدينة.

ودعا باقي الجهات المعنية إلى ضرورة تحفيز أصحاب هذه الحمامات على استثمارها من خلال توفير المازوت والماء بسعر مدعوم وتخفيض التكاليف والرسوم المفروضة عليهم وصولاً إلى تنشيط عمل هذه الحمامات وإعادة إحيائها كطقوس اجتماعية تراثية وسياحية فريدة من نوعها لافتا إلى أن مجلس مدينة حماة قام بهذا الصدد بترميم حمام السطانية وإعادة بناء حمام الحلق الكائن في مدخل سوق الطويل من الجهة الشمالية والذي تعرض للهدم في الفترة الماضية.

وعن أقسام الحمام القديم شرح الحاج عثمان فران صاحب حمام الأسعدية في سوق الطويل أن للحمام ثلاثة أقسام أكبرها القسم الخارجي ويسمى باللهجة العامية (البراني) وهو مخصص لتبديل الملابس والاستراحة بعد الاستحمام لتناول بعض الأطعمة والمشروبات التي أحضرها الزبائن معهم إلى الحمام والقسم الوسطاني وهو يمثل المنطقة الفاصلة بين القسم الداخلي (الجواني) و(البراني) ويمتاز بدرجة حرارة معتدلة أعلى قليلا من القسم الخارجي من أجل التهيوء للاستحمام وأخيرا القسم الداخلي ( الجواني) المخصص للاستحمام وهو مجهز بأجران وصنابير للماء البارد والساخن وأجران للاستحمام وتكون درجة الحرارة فيه أعلى من القسم الذي سبقه وفيه بعض الحجرات ( المقصورات ) حيث تخصص كل عائلة أو جماعة بواحدة.

وأفاد بأن الإقبال على الحمامات ينشط في فصل الشتاء قياسا مع فصل الصيف حيث تكون درجات الحرارة منخفضة وتحظى وقتها عملية الاستحمام بالماء الساخن والحصول على حمام دافئ في الحمامات العامة التي تمتاز بدفئها وانتشار البخار في مختلف أروقتها بمكانة كبيرة لدى الكثيرين الذين يفضلون الاستمتاع والاسترخاء فيها ويفتح الحمام أبوابه من الساعة الثامنة والنصف وحتى الساعة الخامسة مساء مع تخصيص أوقات للنساء غالبا ما تكون قبل فترة الظهيرة وتحت إشراف إدارة نسائية خاصة.

المصدر : سانا

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله