عمان "المسلة"… عاد الى عمان قادما من طرابلس في ليبيا مساء أمس الوفد الرسمي الذي شارك باعادة افتتاح خط شركة طيران الملكية الاردنية الى طرابلس بمعدل خمس رحلات اسبوعية.
وكانت الملكية قد استأنفت رحلاتها الجوية الى بنغازي في الخامس عشر من شهر أيلول الماضي بمعدل ثلاث رحلات اسبوعية.
وضم الوفد الذي ترأسه أمين عام وزارة الخارجية محمد علي الظاهر ، المدير العام الرئيس التنفيذي للملكية حسين الدباس ومستشار وزير الصحة لشؤون الصحة العلاجية الدكتور سامي الدليمي ورئيس مكتب التمثيل الاردني لدى ليبيا فواز العيطان وعدد من المسؤولين والاعلاميين.
وكانت الملكية الاردنية قد علقت جميع رحلاتها الجوية بين عمان وكل من طرابلس وبنغازي بعد اندلاع الاحداث في ليبيا خلال شهر شباط الماضي.
والتقت وكالة الانباء الاردنية (بترا) على هامش احتفال تدشين الخط عددا من المسؤولين الذين أكدوا أهمية إعادة افتتاح الخط لتعزيز وتطوير علاقات التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات السياحية والطبية والاقتصادية.
وقال امين عام وزارة الخارجية محمد على الظاهر أنه وبتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني فان جميع الابواب مفتوحة لدعم الشعب الليبي الشقيق وتقديم المساعدة المطلوبة لاعادة بناء دولته الحديثة التي هي بحاجة الى تطوير واعادة تأهيل في جميع المرافق العامة والبنية التحتية.
وقال إن إعادة افتتاح الخط من قبل الملكية الاردنية التي هي سفيرنا المتجول، تشكل دليلا أكيدا على ان الاردن يحرص ان يصل الى العمق الليبي ويخدم الاشقاء ويسهل عليهم عملية التواصل مع العالم لافتا الى ان هناك أعدادا كبيرة من الليبيين الذين يتلقون العلاج في الاردن ووجود هذا الخط يسهل عملية نقل هؤلاء المرضى كما انه يعكس أجواء الطمأنينة والاستقرار في الأردن.
وأشار الى أن الاستثمارات الليبية في الاردن تتنوع لتشمل مجالات الاسمنت والبوتاس والمصارف معربا عن الأمل ان يزداد حجم هذه الاستثمارا بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
واضاف الظاهر ان الاردن حرص على افتتاح مكتب التمثيل الاردني في بنغازي بعد اندلاع الاحداث ، وقد تم نقله الآن لمباشرة مهام عمله من العاصمة طرابلس بعد أن استقرت الاوضاع السياسية هناك مبينا انه سيتم قريبا افتتاح السفارة الاردنية في طرابلس.
وقال المدير العام الرئيس التنفيذي للملكية الاردنية حسين الدباس ان الملكية تعمل في ليبيا منذ عشرات السنين من خلال محطتي بنغازي وطرابلس.. ونعتبر هاتين المحطتين من أهم المحطات في ضوء تزايد أعداد المسافرين القادمين الى الاردن سواء لغايات السياحة او المعالجة او لمواصلة رحلاتهم الى دول المشرق العربي وشرق آسيا.
وأضاف الدباس ان الاشقاء الليبيين يفضلون الاردن فيما يتعلق بمسألة السياحة العلاجية بالرغم من المنافسة على مستوى المنطقة واوروبا معربا عن سعادته بأن تكون الملكية أول شركة طيران عربية تستأنف رحلاتها على خط طرابلس مبينا ان الشركة تستخدم على هذه الخط طائرات ايرباص 320/321 الحديثة والمتطورة.
ولفت الدباس الى انه تم حجز مقاعد رحلة العودة الى عمان بالكامل وهذا مؤشر على تزايد الطلب على هذا الخط الحيوي. وقال مستشار وزير الصحة الدكتور سامي الدليمي إن الاردن قطع شوطا كبيرا في مجال السياحة العلاجية على مستوى دول الاقليم ما أهله لاستقطاب المرضى من جميع دول المنطقة في ضوء الموقع المتوسط والخبرات الطبية المتقدمة في مستشفيات القطاعين العام والخاص.
وبين انه يوجد في الاردن حاليا أكثر من ألف مريض ليبي يتلقون المعالجات الطبية في مختلف المستشفيات من أمراض الجراحة العامة والباطنية والمسالك البولية وجراحة المنظار والتصوير الشعاعي وعمليات العيون المتقدمة والسرطان لافتا ان هناك انفاقا باهظا لتطوير مرافق وتجهيزات القطاع الطبي والحصول على أجهزة طبية حديثة ومتطورة كما ان الخدمة الفندقية في المستشفيات الاردنية على درجة كبيرة من الجودة.
وبين الدليمي ان تسعة مستشفيات اردنية والخدمات الطبية الملكية حصلت على درجة الاعتمادية التي هي عبارة عن معايير عالمية تحددها لجنة طبية محايدة بعد زيارات ميدانية دورية تجريها للمستشفيات المختلفة مشيرا ان الاردن مصنف بالدرجة الاولى على مستوى دول الاقليم فيما يتعلق بالسياحة العلاجية وبالدرجة الخامسة على مستوى العالم.
واضاف انه للحفاظ على هذا المستوى المتقدم فان وزير الصحة الدكتور عبداللطيف الوريكات يحرص دائما للاطمئنان على مستوى الخدمات المقدمة للمرضى الوافدين ويجرى لقاءات دورية مع أعضاء السلك الدبلوماسي في عمان في سبيل تسويق وتسهيل قدوم المرضى من الدول الشقيقة والصديقة.
كما تم تعيين ملحقين صحيين في اليمن وكردستان العراق وعلى المستوى الداخلي هناك توجيهات لمؤسسات القطاعين العام والخاص للحفاظ على هذا المستوى المتقدم والحفاظ على سمعة الأردن الطبية المتميزة من خلال مديرية السياحة العلاجية في وزارة الصحة التي تحرص على متابعة شؤون المرضى الوافدين والاطمئنان على مستوى الخدمات الطبية والفندقية المقدمة لهم.
وعبر وزير العمل والتأهيل الاجتماعي الليبي الدكتور مصطفى الرجباني الذي رعى حفل الاستقبال الذي أقيم في مطار طرابلس عن تقديره للدعم الذي قدمه الاردن، ملكا وحكومة وشعبا، للدولة الليبية الحديثة. كما أعرب عن تقديره للملكية الأردنية التي بادرت باستئناف رحلاتها الجوية الى طرابلس بعد أن استقرت الاوضاع وعادت الامور الى طبيعتها.
كما أعرب عن تقديره وامتنانه لدعم الاردن للشعب الليبي خلال مرحلة الثورة من خلال المستشفى الاردني الميداني مؤكدا حاجة بلاده الى العمالة الأردنية المدربة والمؤهلة في شتى المجالات وخاصة في تخصصات الكمبيوتر والبرمجيات والتخصصات الاكاديمية والطبية والهندسية وبناء القدرات الفنية المختلفة.
وأعرب مدير مطار طرابلس الدولي عزالدين النعاس عن تقديره للملكية الاردنية لحرصها على استئناف الرحلات الجوية الى طرابلس مؤكدا أن إدارة المطار ملتزمة بتطبيق المعايير الدولية من حيث التجهيز والسلامة الجوية والنواحي الأمنية والفنية.
وقال ان هذه المبادرة من جانب الملكية كأول شركة طيران عربية تستأنف رحلاتها الى طرابلس بعد التحرير يعطي الانطباع الجيد للشركات الأخرى بأن المطار في حالة جاهزية قصوى وانه مهيأ لاستقبال الرحلات الجوية العالمية.
من عوض الصقر