Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

أثار سوريا تطلق مبادرة الشباب يستكشفون التراث الحضاري الوطني

دمشق " المسلة " … أقامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بسوريا ظهر أمس احتفالا رسميا بمناسبة مرور 65 عاما على تأسيسها وذلك في المتحف الوطني بدمشق تم خلاله إطلاق مبادرة الشباب يستكشفون التراث الحضاري الوطني بهدف توعية الشباب السوري بأهمية تراثه وتنوعه وثرائه.
 

 

وأشار الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة في كلمة له إلى أن وزارة الثقافة تولي اهتماما كبيرا للشريحة الشابة في المجتمع السوري حيث تبدأ مع الطفل ثم اليافعين وتتوجه بعد ذلك إلى الشباب الذين يشكلون عماد المستقبل ويساهمون في بنائه وازدهاره.

وبين وزير الثقافة أهمية تكريم الرواد الاثاريين والمتحفيين قائلا إن تكريم الأمير جعفر الحسني والدكتور سليم عادل عبد الحق اللذين بذلا جهدا مخلصا في العمل المتحفي هو للتأكيد على ان سورية بلد الوفاء وتقدر وتعتز برجالاتها المخلصين الذين سيبقون في ذاكرتنا رموزا وقدوة للاجيال الصاعدة .

وأضاف عصمت ان هذا التكريم هو بادرة تشجيعية لزملاء هؤلاء الرواد لكي يسهموا بنفس الجهد و تبقى افعالهم ذكرى في عقول وقلوب الشعب السوري مشيرا إلى ان سورية هي مهد للحضارات والمتحف الوطني هو واجهة حضارية وثقافية لأبناء شعبنا وللسياح الاجانب.

بدروه قال الدكتور بسام جاموس المدير العام للاثار والمتاحف إن المتاحف تعتبر مرآة المجتمع ومعيار رقي الامم ومقياس تقدمها والمتحف مسؤولية حضارية كونه مقرا ومركزا للمحافظة على الممتلكات الثقافية ولاسيما أن عصرنا الحاضر يشهد حضارة عالمية متميزة .

وأضاف جاموس أن المكرمين الحسني وعبد الحق لعبا دورا هاما في تأسيس نواة الاثار السورية حيث تسلم الأمير الحسني إدارة متحف دمشق ومهام التخطيط لبناء المتحف الحالي الذي تم وضع أهم المكتشفات الأثرية فيه وصدر له دليل مختصر لمقتنيات دار الآثار الوطنية بين عامي 1947 و 1950 ثم تسلم عبد الحق دائرة الآثار والتنمية وتابع إنجاز أقسام المتحف ناقلا إليه بوابة قصر الحير وهو مدخل المتحف الان وكذلك مدفن يراحاي التدمري .

كما ساهم عبد الحق في إعداد الكوادر الوطنية إضافة إلى مؤلفاته العديدة حول الآثار والمتاحف موضحا ان الأعمال في انجاز المتحف بدأت منذ ثلاثينيات القرن الماضي وما زالت مستمرة حتى الوقت الحاضر .

وبين مدير الآثار والمتاحف أن سورية تشهد في أيامنا هذه فتحا اثريا عظيما ولاسيما فيما يتعلق ببناء المتاحف ومتاحف المواقع وتأهيل كوادر وطنية متخصصة إضافة إلى النشر العلمي والتوثيق الالكتروني للآثار موضحا ان المشاركات الدولية وخاصة المعارض الأثرية السورية التي تجوب العالم أكدت أن سورية مهد الحضارات وأرض الديانات .

وأطلق المتحف بهذه المناسبة مبادرة الشباب يستكشفون التراث الحضاري تحت عنوان اتعلم احب اعمل والتي ستتضمن مجموعة من النشاطات الخاصة بالتراث الحضاري السوري الموجهة إلى شريحة الشباب من خلال عدة مراحل .

وقدمت المهندسة هزار عمران مديرة المتحف الوطني لمحة سريعة عن هذه المبادرة مبينة انها ستتضمن مجموعة من النشاطات الخاصة بالتراث الحضاري السوري الموجهة إلى شريحة الشباب بين 15 إلى 30 عاما باعتبارها من اهم الشرائح العمرية التي يمكن تحفيزها وتحريكها تجاه التراث الحضاري من خلال تعريفها على اهم عناصره ومكوناته المحلية والعالمية وارتباطه بحاضرها وهويتها كما ارتباطه بماضيها ومستقبلها.
 

وأوضحت عمران أن هذه المبادرة ستعلم الشباب كيف يحيي تراثه الحضاري ويكتسب أسلوبا جديدا للتعامل معه وحمايته والحفاظ عليه للأجيال القادمة لأنهم وخلال السنوات العشر القادمة سيشكلون بدورهم أسرهم الجديدة ويكونون اباء وأمهات لجيل جديد يعلمونه حب التراث واحترامه.

وأشارت عمران إلى إن المبادرة التي حملت عنوان (أتعلم أحب وأعمل) تهدف الى تعريف الشباب بفكرة التراث الحضاري وأهميته ومساعدتهم على تعلم حب التراث وبيان مدى التنوع الفكري والحضاري لتراثهم المحلي وارتباطه بالهوية الوطنية.

كما تهدف إلى تحفيز هذه الفئة العمرية على المساهمة في صيانة هذا التراث من خلال تقديم ساعات من أوقات فراغهم للتطوع في المساعدة بإظهار هذا التراث بصورة جيدة عبر العمل في المتحف الوطني وتشجيع الشباب على نشر الوعي بالتراث الحضاري ضمن أسرهم وأماكن دراستهم وعملهم.
وبينت عمران أن المبادرة التي ستبدأ في الرابع من الشهر القادم وعلى مدى خمسة ايام ستتضمن ورش عمل ثقافية تشمل خمس محاضرات حول التراث الحضاري وتنوعه في التراث المحلي وقانون الاثار وأحدث المكتشفات الأثرية في سورية يشارك فيها من عشرين إلى ثلاثين شابا وشابة.

كما تتضمن يوماً تطوعياً للعمل في المتحف الوطني بحسب عمران وآخر لزيارة قلعة دمشق ومتحف التقاليد الشعبية وخان اسعد باشا بينما تبدأ الدورة الثانية في الرابع عشر من الشهر القادم مع بداية العطلة الانتصافية للمدارس مشيرة إلى ان البرنامج سيتكرر كل شهر ونصف الشهر أو شهرين حسب برامج الامتحانات المدرسية والجامعية وسيتم الإعلان عنها في المتحف الوطني بدمشق.

وفي نهاية الحفل قام وزير الثقافة والحضور المشارك بغرس شجرتي زيتون في حديقة المتحف تكريما لذكرى الامير جعفر الحسني أول مدير عام لمديرية الآثار القديمة خلال الفترة من 1947 إلى 1950 والدكتور سليم عادل عبد الحق مدير عام مديرية الآثار القديمة خلال 1950 الى 1965 وعرفانا لهما بالتقدير والاحترام وتخليدا لذكراهما.

يشار إلى أنه سبق وزرعت شجرة نارنج في الحديقة نفسها عام 2008 تكريما لذكرى السيد اوريتا من اليابان الذي قضى شطرا طويلا من عمره في سورية وكانت له مساهمات كثيرة في دعم قطاع الآثار في سورية من خلال ايجاد سبل التعاون بين المديرية ووكالة الجايكا اليابانية.

المصدر : سانا

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله