بقلم وليد عبدالرحمن
@@ على الرغم من الحزن الشديد الذى يغلف كل ما حولى وحزنى الشديد وقلبى الذى يعتصر بالالم لشهداء التحرير الجدد ..غير أننى بحق فى سعادة شديدة نتيجة لعودة الحياة ثانية وبقوة لميدان التحرير الذى انتفض وأفاق من غفوة كانت مفروضة عليه من قبل البعض من لاعبى السياسة المحترفين فى الساحة السياسية المصرية من كل الاطياف السياسية .
نجح الميدان فيما لم ننجح فيه جميعا أن يؤكد إن الساعة لن تعود إلى الوراء بل ويؤكد إن الثورة قائمة وإنها عادت لتنفض الغبار عن نفسها الذى فرضه المجلس العسكرى بتراخى شديد وأداء غير مفهوم فى تلبية مطالب الثورة الحقيقية ، فلم يكن الشعب يقوم بتلك الثورة من أجل إزاحة الرئيس المخلوع حسنى مبارك وحاشيته فقط بل إقرار الديمقراطية والحرية فى بلد يحتاج اليها ويتوق لرؤيتها ويعيش فى مصر جديدة تتفق وما قمته من دماء شهداء الثورة .
ورغم الخلافات الواضحة بين القوى السياسية على إقتسام كعكعة الثورة بينهم طيلة الاشهر الماضية الا أنهم تناسوا الهدف الاساسى من قيام الثورة وهو التغيير الذى ينشده الجميع والذى لم يحدث طيلة الشهور الماضية ولم يشعر أى من المواطنين بشىء من هذا ، فالتعامل الامنى أكثر عنفا ، والازمة السياسية فى الشارع لم تراوح مكانها ، ومجلس الوزراء لم يتخذ قرارا واحدا يرضى أى من أفراد الشعب ، والمجلس العسكرى لم يحرك ساكنا تجاه الجدول الزمنى لنقل السلطة إلى سلطة مدنية كما لو كان هو الذى دفع بالشعب للقيام بالثورة لنقل السلطة من نظام مبارك إلى المجلس العسكرى بدلا من قيام القوات المسلحة بانقلاب عسكرى عليه.
إنتفاضة ميدان التحرير جاءت بعد جمعة للتيارات الاسلامية كانت تسعى منها إلى هدف خاص بها فقط واستعرضت عضلاتها أمام الشعب لإرهاب الشعب فى الانتخابات القادمة ، وكان واضحا تماما الصيغة التى أصدرت بها بيان المشاركة الاخوانية والذى أكد تصاعد وتيرة الاحتجاجات على وثيقة السلمى وتقديم الشهداء من أجل هذا ما لم ينصاع السلمى لهم !! وهى نفس القوة التى أعلنت بها عدم المشاركة الاخوانية الرسمية فى التظاهرات الحالية أو مليونية اليوم رغم مشاركة شباب الاخوان.
ميدان التحرير أعلن رفضه الانصياع لكل من يريد أن يدفع به إلى ما وراء 25 يناير ، ومن الواضح إنه أستنجد بغباء الأمن وكمين الغياب السياسى الكامل لكافة الاطياف السياسية من أجل العودة أقوى مما كان ليثبت إن الرهان الخاسر على رخاوة الشعب المصرى الثورى وعدم قدرته على العودة أقوى مما كان رهان خاسر.
لا أعلم لماذا تأخرت كثيرا إقالة حكومة شرف التى لم يرض عنها الشعب لاشهر طويلة ولم يف عصام شرف نفسه بوعده بالعودة إلى الميدان إذا لم ينجح فى تحقيق ما تطلبه الثورة منه !!
فعندما كان هذا الطرح يتم تقديمه طيلة سنوات النظام السابق حول البديل للرئيس المخلوع كانت الاجابة أنه لايوجد من يحل محله لخبرته وتاريخه وما شابه من حجج الحفاظ على أمن الوطن ، ونفس الاسباب تم طرحها على الشارع المصرى بأنه لا بديل عن عصام شرف فى الوقت الراهن لتولى مسئولية الحكومة الحالية للعبور بتلك الفترة الحساسة من تاريخ البلاد ، أليس بين الشعب المصرى رجل رشيد يمكنه قيادة حكومة قوية تستطيع العبور بمصر إلى بر الامان وتحقيق آمال الثورة وما يطالب الشعب .
يا ساده .. لابديل الان لإنجاح ثورة يناير فعليا الا تنحية كافة المطالب الخاصة وتحقيق مطالب الثورة والتى من أهم السبل لتحقيقها تشكيل حكومة إنقاذ وطنى لها كافة الصلاحيات للخروج من الأزمة الحالية على أن تقوم باتخاذ إجراءات فورية لفرض الأمن ووضع حلول للأزمات التى تعانى منها البلاد مثل الأزمة الاقتصادية التى لم يكن هناك أى طرح واقعى للتغلب عليها .
ويجب أيضا أن يتم الاعلان عن جدول زمنى حقيقى لنقل السلطة إلى سلطة مدنية منعا لحالة التخوف من سيطرة المجلس العسكرى على الحكم ، مع تأجيل الانتخابات البرلمانية لاسبوعين يمكن خلالهم تهيئة الاوضاع فى الشارع لإجراء الانتخابات فى هدوء تمهيدا لاعلان دستور للبلاد ينجح فى تنظيم الحياة السياسية لمصر ويليق بها.
@@ على الجميع أن يعلم إن الشعب المصرى حطم قيوده ولن يرضى عن أى قمع أو خداع يمكن أن يؤدى به إلى التخلى عن ثوابته من الديمقراطية والحرية والتى يحلم بها والعودة بمصر إلى مكانتها التى تليق بها بين دول العالم المتقدمة فنحن شعب يستحق هذا وأكثر .