اربد التاريخ مسار سياحي
عمان "المسلة"… من مشهور ابوعيد- يجهد القائمون على جمعية وكلاء السياحة في الترويج للسياحة الداخلية من خلال رحلات ضمن مسارات سياحية تسلط الضوء على مواقع اثرية وتاريخية وسياحية تعج بها مختلف محافظات المملكة.
ويرى رئيس الجمعية شاهر حمدان في وكلاء السياحة والسفر في عمان والمحافظات خير وسيلة لانجاح المشروع الذي يهدف الى تشجيع السياحة الداخلية لتعويض السياحة الوافدة من الخارج التي تأثرت بفعل الاوضاع السياسية الاقليمية والاقتصادية العالمية.
وخلال رحلة نظمتها الجمعية لمنتسبيها في محافظة اربد بصحبة اعلاميين زاروا معالم سياحية واثرية واطلعوا على مختلف المراحل التاريخية للمحافظة خاطب حمدان وكلاء السياحة قائلا "ان على عاتقكم تقع مسؤولية الترويج لوطنكم ورد بعض الجميل اليه".
واضاف ان الترويج للاردن ومعالمه هو واجب وطني نعبر من خلاله عن انتماء ونرد به بعض الجميل خاصة وان الاردن غني بارثه الحضاري والتاريخي الذي قد يحتاج لسنوات لكشف كنهه واستكشاف معالمه ما يختصر على وكلاء السياحة عناء الترويج.
وقال ان الجمعية ولهذه الغاية ارتأت ان تسلط الضوء على مسار جديد يبدأ في مدينة اربد بزيارة معالمها التاريخية في متحف السرايا ومدينة ام قيس الاثرية والاطلاع على ارثها الانساني الذي جسده شاعر الاردن الكبير مصطفى وهبي التل والجانب الحضاري الذي تختزله بيوت اربد القديمة من بينها بيت محمود جمعة واسماعيل النابلسي وعلي خلقي الشرايري.
واشار حمدان فى تصريح لوكالة انباء الاردن الى ان زيارة محافظة اربد تاتي ضمن برنامج بدأته الجمعية بمشاركة منتسبيها في مختلف المحافظات وزارت من خلاله عددا من مناطق الجنوب والوسط ويتواصل بزيارة شمال المملكة وسينتقل قريبا الى شرقها وغربها.
وكان (متحف دار السرايا) اول محطة في زيارة الوفد الذي ضم ممثلي وسائل اعلام محلية وعربية واطلع على مشروع ريادي تخطى حدود المتحف الاثري بالدمج بين العرض حسب مبدأ التسلسل الزمني للمراحل الحضارية لعروس الشمال وبين تخصيص قاعات لمواضيع خاصة كالتعدين والمنحوتات والفسيفساء وخزائن للاختام والحلي والزجاج والنقوش والكتابة المسمارية.
ومتحف دار السرايا هو صورة مصغرة وملموسة للعمق الحضاري للاردن كما يتجسد في محافظة اربد والمتحف يعرض لاول مرة ادوات الانتاج الزراعي والمنزلي من وادي الحمة او وادي زقلاب وهي قطع اثرية من فترة حاسمة في التطور الحضاري الاردني (16000-8500 قبل الميلاد) تتخطى اهميتها المستوى المحلي وتطاول العالمية.
وبحسب المؤرخين لتاريخ محافظة اربد فانها تنفرد وفي جميع مراحل التطور الحضاري الاردني بانها ممثلة في مواقعها الاثرية ابتداء من العصر الحجري القديم ومن ثم العصر الحجري النحاسي والبرونزي المبكر والبرونزي المتوسط فيما عرفت المحافظة عددا من مواقع العصر الحديدي مع نهاية اللف الثاني وخلال النصف الاول من الالف الاول قبل الميلاد ومن ثم الفترة الهلنستية ومرت بازدهار المدن الرومانية والبيزنطية والحضارة الاسلامية وانتهاء بالفترة العثمانية.
ويضم متحف السرايا الذي بناه العثمانيون منتصف القرن التاسع عشر فوق الطرف الجنوبي لتل اربد بين جنباته تاريخ المحافظة مجسدا ملحمة تاريخية للحضارات التي مرت بالمحافظة مخلفة معالم تاريخية وعلمية بينها ادوات لطب الاسنان كما هو في مدينة ام قيس الاثرية.
وقادت الجولة المشاركين الى بيوت اربد التراثية وترحموا على شاعر الاردن الكبير مصطفى وهبي التل(عرار) الذي يرقد في المكان الذي ولد فيه في بيت بني اوائل القرن التاسع عشر. واستمع الوفد الزائر الى شرح من مدير بيت عرار الثقافي محمد المحاسنة عن تاريخ البيت ومقاطع من حياة الشاعر عرار واطلعوا على بعض الصور التي تجسد مراحل مختلفة من حياة الشاعر الكبير.
وفي بيت النابلسي اطلع الوفد على معالم البيت الذي بني اواخر الفترة العثمانية واستخدم فيه الزجاج الملون في النوافذ الخارجية والنوافذ المطلة على الحوش الذي تتوسطه نافورة.
ومن على اطلال مدينة ام قيس الاثرية التي حافظت على معالمها الرومانية كالمدرج والفوروم والشارع الرئيس الممتد من الشرق الى الغرب على مسافة 800 متر امتدت انظار المشاركين الى طبريا والجليل الفلسطيني والجولان في مشهد يجسد عظمة مدينة ام قيس ويفسر الصراع الحضاري على المنطقة. وجمعية وكلاء السياحة والسفر تأسست عام 1960 وتضم في عضويتها حوالي 700 وكيل سياحة وسفر وتهتم بالشأن السياحي وقضايا منتسبيها وتتعاون مع جميع الجهات السياحية في المملكة.