Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

السياحة العلاجية في الهند تدخل المنافسة العالمية

القبس جالت على أهم مستشفيات نيودلهي ومومباي

 

نيودلهي- كاتيا عباس
لبى وفد من الإعلاميين دعوة السفارة الهندية بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية «فيكي» بمناسبة انعقاد مؤتمر ومعرض الهند وجهة طبية سياحية في الكويت، للتعرف الى المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة في نيودلهي ومومباي والاطلاع على الخدمات والتسهيلات التي تقدمها لمرضاها، ولا سيما بعد ان دخلت السياحة العلاجية في الهند المنافسة العالمية من حيث كلفة العلاج المنخفضة، وعدم وجود فترة انتظار للمريض لاجراء عملية جراحية كما هو الحال في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها.

أول محطة للوفد كانت، زيارة ادارة الخليج والحج في وزارة الخارجية الهندية التي أكد مديرها اي ار غاناشيام عمق العلاقات الثنائية بين الكويت والهند ووصفها بالتاريخية، مشيرا الى أن أهمية الكويت بالنسبة للهند ليس لكونها دولة نفطية فقط وانما لقربها الجغرافي من البلاد التي سهلت التبادل التجاري طوال قرون، مشيرا الى أن الجالية الهندية في الكويت تعتبر الأكبر عددا مقارنة بالجاليات العاملة في الكويت ومن بينها ما يعادل 7 آلاف طبيب اضافة الى عدد كبير من المهندسين والكفاءات المهنية والأكاديميين، بالاضافة الى التجارة المزدهرة بين البلدين ولكن ينقصنا أساس لتثبيت العلاقات بين بلدينا وهو الاستثمار المشترك بأموال كويتية وعقول هندية.

«فيكي» وحلقة نقاشية
والمحطة الثانية للزيارة كانت مقر اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية «فيكي»، حيث أقيمت حلقة نقاشية عن موضوع السياحة الصحية في الهند حضرها ممثلون عن وزارتي الصحة والسياحة ومسؤولون في اتحاد التجارة والصناعة قدموا معلومات للوفد الاعلامي الكويتي حول الاقتصاد الهندي بشكل عام واسهام القطاع الصحي فيه بشكل خاص والأفق المنظور لهذا القطاع الذي يخطط المسؤولون الهنود للاستحواذ على حصة لا بأس بها من سوق الرعاية الصحية العالمية.

وتحدث المسؤول في «فيكي» برافين أن قطاع السياحة العلاجية أضيف حديثا الى نشاطات الاتحاد، مشيرا الى أن البلاد تستقبل سنويا نحو 600 ألف مريض من جميع أنحاء العالم للعلاجات الطبية على أعلى المستويات وبأسعار تنافسية مقارنة بأوروبا وأميركا.

وبدوره تحدث مسؤول العلاقات الاقتصادية في «فيكي» هان شومان قائلا إن الهند أكملت السنة العشرين من فترة الاصلاحات الاقتصادية التي بدأت في عام 1991 على يد رئيس الوزراء حينها الدكتور مانموهان سينغ، ووضع برنامج الاصلاح الشامل الذي حدد السياسة النقدية والتجارية والاقتصادية بشكلها العام، ولفت شومان الى أن الهند حققت نقلة اقتصادية واجتماعية نوعية، وأن النمو الاقتصادي بلغ %6.9 عام 2009 بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية.

وكذلك قدمت مسؤولة القطاع الصحي في «فيكي» شو هان ميشرا شرحا موجزا عن البنية التحتية للقطاع الصحي في الهند والمميزات التي يمكن أن تجذب الكويتيين للعلاج في الهند، وقالت إن %80 من مجال العناية الصحية يديره القطاع الخاص الذي يلعب دورا محوريا في هذا الحقل. وأن دور «فيكي» يعتبر صلة وصل بين القطاع الخاص والحكومة، وقالت ان حوالي %40 من الأطباء العاملين في بريطانيا هم من الهنود واضافة الى العدد الكبير من الكادر التمريضي من الهند.

القطاع الصحي
وبدوره أوضح مساعد مدير القطاع الصحي في «فيكي» سيدهارات سينوات في أن حجم سوق الرعاية الصحية قد سجل 48 مليار دولار في عام 2010 ومن المتوقع أن تنمو هذه الصناعة من 12 – %15 خلال العقد القادم، وزاد أن الهند تطمح الى أن تصبح وجهة للسياحة الطبية العالمية، لأن الاحصائيات تشير الى النمو الحاصل في القطاع الصحي بنسبة %22 خلال العام الماضي.

كما أنها تسعى للاستحواذ على 3 الى %5 من حجم سوق الرعاية الصحية في العالم، وأوضح أن أهم ما يتميز به قطاع الصحة في الهند هو كلفة العلاج المنخفضة مقارنة مع العلاج في الولايات المتحدة وبريطانيا فضلا عن أنه لن تكون هناك فترة انتظار للمريض لأجراء أي عملية جراحية في حين أن المريض يحتاج من 6 الى 14 شهرا انتظارا لاجراء عمليات مثل القلب المفتوح في الولايات المتحدة وبريطانيا وهذا ما سيميز ويعطي الأفضلية للعلاج في الهند، نظرا الى أنها قد أسست جميع البنى التحتية اللازمة لاجراء كبرى العمليات الجراحية مع وجود أطباء محترفين.

وأضاف سينوات أن قطاع تعاون المستشفيات الخاصة في الهند عمل بالمعايير العالمية نفسها من ناحية استخدام أحدث الأجهزة التكنولوجية الخاصة بالقطاع فضلا عن المستوى العالي للاهتمام الذي يولوه للمرضى مما يخلق نوعا من الثقة بالخدمات المتوافرة ومستوى الأطباء العالميين في هذا المجال.

نظام «أيوش»
وتحدثت بمادل دوبي من وزارة السياحة عن الآثار والمواقع التاريخية في الهند التي تعتبر وجهة فريدة من نوعها بالنسبة للسياحة العالمية، مشيرة الى الارث التاريخي الذي يعود الى أكثر من 5 آلاف عام، قالت ان وزارة السياحة تخطط للذهاب ابعد من تاج محل وأبعد من التاريخ والاثار، لإظهار ما تشهده الهند من تطور وما تحتويه من كنوز طبيعية وما يمكن أن تقدمه من سياحة الرحلات وتسلق الجبال وسياحة الغوص والصيد والسياحة الطبية وغيرها من المنتجات السياحية على مدار العام. مؤكدة أن كل شخص يمكن أن يجد سببا يدفعه الى زيارة الهند بحسب اهتماماته وعلى مدار الـ 365 يوما في السنة.

وقدم المسؤولون عن المشروع تعريفا بنظام «أيوش» وتتضمن 5 أنواع من الطب البديل المعروفة منذ القدم ، وهي: أيروفيدا، واليوغا، والطب اليوناني، والسيدها، والهوميوباثي. وتستفيد الهند في اعتمادها على هذا النظام الطبي من عدة ميزات تتمتع بها كالتنوع البيولوجي الذي تحتويه مساحتها الشاسعة، والتنوع المناخي حيث تحتوي 12 منطقة مناخية مختلفة، الى جانب تعدد النباتات الطبية والخبرة في استخدامها، وتمتلك الهند العديد من المعاهد والمؤسسات التي تدرس هذه الأنواع الطبية.

زيارات ميدانية
وتخلل الرحلة زيارة 9 مستشفيات في كل من نيودلهي ومومباي، وكانت البداية مع مستشفى «معهد أرتيمس للعناية الصحية» الذي تبلغ سعته 300 سرير، ويقدم خدمات على مستوى عالمي بوجود كادر طبي متخصص لديه سنوات من الخبرة والتدريب في العديد من المستشفيات الأوروبية والأميركية، ويتضمن «أرتيمس» مركزا متخصصا بأمراض السرطان، وأمراض القلب، والطب النووي، والعظام، والخصوبة والولادة وغيرها باستخدام أحدث الأجهزة التكنولوجية المتوافرة في العالم.

ويوفر «أرتيمس» عناية خاصة للمرضى القادمين للعلاج من الخارج لا سيما المرضى العرب حيث يمكن المراسلة عن طريق الايميل ويحصل المريض على التشخيص المبدئي بعد 6 ساعات عمل من تسلم المستشفى للتقارير الطبية ويتمكن المريض من اجراء محادثة مع الطبيب المختص عبر «السكايب» حيث يتم تشخيص الحالة.

ويقدم مستشفى ميدانتا الخدمات السابقة نفسها وتشمل التخصصات في علاج مرض السكر، وجراحات الدماغ، وعمليات تجميل، فضلا عن وجود قسم للطب النووي والاشعاعي. كما يحتوي المستشفى على بنك دم خاص بها للحالات الطارئة التي تستدعي نقل دم، ومختبرا لاجراء التحاليل الطبية اللازمة، وصيدلية. ويمتاز «ميدانتا» بامكان اجراء الاستشارة والتشخيص التلفزيوني عن بعد وعبر الساتلايت.

ويعتبر مستشفى «فورتيز» ثاني أكبر المستشفيات في الهند تأسس عام 2001 متصل بشبكة مع 62 مستشفى بالعالم لمعالجة جميع الأمراض المستعصية. ويضم «فورتيس» نخبة من الأطباء المتميزين عالميا بالاضافة الى أحدث المعدات الطبية الألمانية. وقد حصدت مجموعة مستشفيات «فورتيس» العديد من الجوائز العالمية منها «care awarded».
 

كذلك زار الوفد أكبر وأقدم المجموعات الطبية في الهند وهي مستشفى «أبولو» ويشمل جميع التخصصات الطبية من زراعة النخاع والقلب والكبد وقد أجرى المستشفى أول عملية زراعة قلب لمريض أميركي في العام الماضي وحاليا يقوم بالدراسات والفحوصات لاجراء زراعة قلب لمريض كويتي، كما يحتوي المستشفى على جناح خاص بعدد من السفارات العربية المتعاقدة معهم منها سفارة الكويت، ويوفر «أبولو» امكان تشخيص حالة مريض من الخارج خلال 48 ساعة ويقدم له عرضا مفصلا عن العملية والتكلفة وبتوفير كل التسهيلات اللازمة بداية من تأشيرة الدخول حتى لحظة رجوعه الى بلده ومتابعة الحالة بعد عودة المريض الى بلده.

ومستشفى «بريموس للجراحات التخصصية» آخر المسشتفيات التي زرناها في نيودلهي يقع في الحي الدبلوماسي ولديه فرع في نيجيريا ويبعد عن المطار مدة 15 دقيقة وكادرها الطبي يضم جراحين من مختلف أنحاء العالم، ومن أهم تخصصاتها جراحة العظام والعمود الفقري. وقد أجرى المستشفى أخيرا عملية جراحية ناجحة لاستبدال ورك لسيدة عمرها 107 سنوات بالاضافة الى عملية استئصال البروستات باللايزر. ويذكر أن نسبة المرضى الأجانب في المستشفى تتراوح بين 40 – %50 من مختلف دول العالم وأنه يستقبل ما يقارب 200 مريض شهريا.

أما مستشفى «سفن هيلز» وهو أول المستشفيات التي زرناها في مدينه مومباي وهو استثمار حكومي في القطاع الخاص تبرعت بلدية مومباي بالارض لبنائه، يتضمن جميع أنواع الجراحات وهو أكبر المستشفيات الهندية مساحة يحتوي على منازل خاصة للمرضى القادمين من الخارج ومرافقيهم تحتوي على 300 منزل ومركز للتسوق.

نعيش لنعطي الأمل
ويرفع مستشفى «هندوجا» شعار «نعيش لنعطي الأمل» في خبرة عمرها 60 عاما حيث بدأت من عيادة صغيرة أنشأها الدكتور بي اتش هندوجا عام 1951 وتوسعت لتصبح واحدة من أهم المستشفيات التي تقدم خدمات صحية نوعية تستخدم أحدث التكنولوجيا الطبية، ويشتمل المستشفى على العديد من الاختصاصات منها الجراحة العامة والجراحة القلبية وجراحة التجميل وجراحات الاطفال. اضافة الى مركز للخصوبة ومعالجة العقم.

وينقسم الى بناءين منفصلين أحدهما للمرضى المقيمين والآخر للعيادات التي تقدم العلاج والاستشارات للمرضى غير المقيمين. وقد عزز مكانته من خلال الجوائز العديدة التي حصل عليها.

وبدوره يقدم مستشفى «كوكيلابن ديروبهاي امباني» خدمات على مدار الساعة بواسطة كادر طبي متفرغ بالكامل، ويتضمن قسما لأمراض الدماغ والجهاز العصبي، والسرطان، والامراض القلبية، والعظام والمفاصل، وقسما للأطفال وآخر للطب الطبيعي واعادة التأهيل.

كما يقدم قسم العيادات الخارجية المكون من 140 عيادة الاستشارات العلاجية لنحو 6000 مريض يوميا، كذلك يستقبلمستشفى «امباني» ما بين 25 الى 30 مريضا اجنبيا يوميا فإنه يركز في هذه الفترة على المرضى من الخليج خاصة سلطنة عمان والسعودية، وقد حقق المستشفى مركزا مرموقا بين نظائره بعد ثلاث سنوات من انشائه حيث صنف بأكبر المستشفيات في الهند. وآخر المستشفيات التي شملتها الجولة كان مستشفى «هيرانانداني» في مومباي ويضم العديد من الأجهزة المتطورة لعلاج السرطانات، وقسما لمعالجة اضطرابات النوم والأمومة والطفولة. ويقوم بجراحات استبدال المفاصل وامراض العظام، وقسما لرعاية المسنين

طموح
بين نيودلهي ومومباي تنقل الوفد الاعلامي بين مجموعة من المستشفيات، وتعرف إلى خطط الهند لتكون وجهة عالمية للسياحة العلاجية لما تتمتع به من مزايا تؤهلها لتحقيق هذا الطموح.

المصدر : القبس الكويتية

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله