أعلنت كرواتيا مؤخرا عن احتضانها لأول مؤتمر عالمي بأوروبا حول السياحة الحلال، سعيا منها لاستقطاب المزيد من السياح العرب والمسلمين. ويأتي هذا المؤتمر لينافس السياحة الحلال بالدول العربية التي تحتل دبي المرتبة الأولى فيها، ويرجح أن تحوز الإمارات على المرتبة الثانية على مستوى الدول الآسيوية. كما أن المؤتمر يدعم عمل الدول على توفير مناخ حلال لاستقطاب المزيد من السياح على الرغم من أن أغلب هذه الدول ومن ضمنها كرواتيا تحتل مراكز متقدمة من حيث الإقبال السياحي، بالإضافة إلى أنها تزخر بكل مقومات الجذب السياحية.
زغرب …. تحتضن مدينة أوباتيغا الكرواتية ولأول مرة في أوروبا مؤتمرا عالميا حول السياحة الحلال، ما بين 2 و4 نوفمبر المقبل، بهدف جذب المزيد من السياح المسلمين والعرب.
وسينعقد هذا المؤتمر بحضور قادة المؤسسات الرائدة في صناعة الطعام الحلال والخدمات الحلال والباحثين في ذلك بهدف تعزيز تبادل الخبرات وتقديم دولة كرواتيا على كونها وجهة سياحية جديدة في المستقبل للسياح الباحثين عن المعايير الحلال، بالإضافة إلى ممثلين عن تركيا والإمارات العربية المتحدة وموريشيوس وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية بحسب العرب.
وقال رئيس مركز التوثيق بشهادات الحلال، علاء الدين دوكنجيك إن “مركز التوثيق أُقيم في عام 2010 لوضع معايير الحلال في كرواتيا التي تبيّنت الحاجة إليها مع تزايد أفراد الجالية المسلمة”.
وأشار دوكنجيك إلى أن شهادة الحلال قد تدفع بسرعة مسار تحول كرواتيا إلى أحد أبرز الوجهات السياحية العالمية عندما يبحث السائح عن الخدمات الحلال.
وتابع دوكنجيك “إن قطاع السياحة الحلال يشكل 13 بالمئة من نسبة السياحة العالمية، وفقا لآخر مؤشرات قيمة السياحة الحلال التي تقدر بالمئات من الملايين”.
وأضاف دوكنجيك “هناك العديد من المتاجر والفنادق والمطاعم في كرواتيا التي تبحث عن شهادات الحلال، وفي واقع الأمر توسع تلك الشهادات من تشكيلة الخدمات المتاحة للسياح المسلمين وللسياح غير المسلمين المعتادين على استهلاك المواد الحلال”.
وتتوفر مدينة زغرب على أربعة فنادق حلال فخمة، بالإضافة إلى وجود فنادق أخرى متوسطة المستوى في المدن الساحلية وموثقة أيضا بشهادة الحلال في دبرونفيك وأوماغ، وروفينجي وريجيكا وبيوغراد.
وشدد دوكنجيك على أن الطلب زاد الشهادات الحلال عليها أيضا في صناعة مواد التجميل والأدوية، ولم تعد مقتصرة على صناعة الأغذية، وبالأخص اللحوم فقط.
وتعرف كرواتيا بأنها واحدة من أكثر الوجهات السياحية جذبا، علما وأنها تحتل المركز الـ18 على مستوى العالم من حيث الإقبال السياحي.
وتمتاز كرواتيا بتنوع وتعدد منتجعاتها التي تقدم العديد من خدمات العلاج والرفاهية، كما تحتوي على معالم السياحة الجماعية إلى الأسواق المتخصصة ومختلف المطاعم، إضافة إلى السياحة البحرية.
وكانت توقعات حول السياحة الحلال نشرت أوائل العام الحالي وهي ترجح أن تبلغ أعداد المسافرين الحلال 150 مليونا بحلول العام 2020.
وتعتبر السياحة الحلال بحسب بعض الإحصائيات أسرع قطاعات السفر نموا في العالم في الوقت الراهن، بالإضافة إلى أنه يتم اعتبارها من بين المحفزات على السفر والتوجه إلى أماكن دون أخرى.
لذلك تسعى العديد من الدول الأوروبية والآسيوية إلى توفير مناخ حلال لاستقطاب المزيد من السياح العرب وخصوصا الخليجيين، ومن بينها تايلاند التي افتتحت مؤخرا أول فندق إسلامي على أرضها على الرغم من كونها من أكثر الوجهات السياحية شعبية كما أنها تحتوي على أفضل الفنادق الفاخرة في العالم.
ووفقا لمؤشّر سفر المسلمين العالمي الذي أعّدته شركة ماستركارد الأميركية المتخصصة في منح تراخيص للبنوك في كامل أنحاء العالم لإصدار بطاقات ائتمان ووكالة التصنيف الحلال في سنغافورة كريسنت ريتنغ، فإن الزوار المسلمين شكلوا قرابة 10 بالمئة من سوق السّفر العالمي في العام 2015.
وقد صنّفت دبي مؤخرا كأفضل وجهة للمسلمين في جوائز السفر الحلال التدشيني الصادر عن سلام ستاندرد، موقع الحجوزات الفندقية الإلكتروني للسوق الإسلامية، إذ أن المدينة تفوّقت على منافساتها الدولية بما وصف «مزايا المناخ الصديق للمسلمين، من حيث الطّعام الحلال، وأماكن الصلاة، والخبرة الثقافية، والسّكن». كما توقّع تحليل حديث صادر عن غرفة تجارة وصناعة دبي زيادة الإنفاق على السياحة الحلال بالإمارات بنسبة 4.4 بالمئة بنهاية العام الجاري.
وسبق وأن أفاد محللون أن أوروبا تسعى إلى جانب الدول العربية والآسيوية إلى توفير مناخ حلال لزائريها، بهدف جذب شريحة من طالبي هذا النوع من السياحة.
وتفيد التقارير الإعلامية أن أول مؤتمر عالمي ناقش قضية السياحة الحلال الإسلامية انعقد بمقاطعة الأندلس (جنوب أسبانيا) في الـ22 والـ23 من سبتمبر العام 2014.
وقال الباحث في شؤون السياحة بيتر أمين، إن “مصطلح السياحة الحلال بات متداولا في السنوات العشر الأخيرة، خصوصا في أوروبا، نظرا لحاجة السائح المسلم إلى خدمة تحترم أسس وأخلاق الدين الإسلامي، ولهذا فإن مؤتمر غرناطة للسياحة الحلال يشكل جزءا من هذا الحراك الواسع، لوضع أسس متفق عليها حول المفهوم الحديث نسبيا، رغم أنه في بلدان مثل تركيا وماليزيا، ربما هنالك تجربة أكبر في هذا المجال، حيث تم تداوله في وقت مبكر”.
وبحسب إدارة المؤتمر فإن السياحة الحلال هي التي لا تقوم الفنادق والمنتجعات السياحية خلالها بتقديم أو عرض أيّ برامج أو وجبات أو مأكولات أو أنشطة تخالف الشريعة الإسلامية، مثل تقديم الخمور، كما لا توجد بها صالات للعب القمار أو حمامات سباحة مختلطة أو أندية للديسكو.
وفي ما يلي قائمة تضم 10 وجهات سياحية أوروبية لعام 2016 تعمل على استقطاب السياح العرب واستقبال السياح من الخليج والسعودية من خلال توفير مناخ حلال، بحسب الموقع العالمي المتخصص في تصنيف الوجهات السياحية في العالم “لونلي بلانت”.
وتقدم هذه الوجهات العديد من الخدمات التي تخصّ السياح العرب مثل الطعام الحلال والشواطئ الخاصة وإضافة مشروبات عربية.
الوجهة الأولى: مدينة بيلوبونيز اليونانية كأفضل وجهة سفر أوروبية.
الوجهة الثانية: ثاني أكبر مدينة في الدنمارك هي آرهوس الدانماركية الواقعة على الساحل الشرقي لشبه جزيرة غوتلاند.
الوجهة الثالثة: مدينة البندقية الإيطالية التي تحيطها الممرات المائية والتي يتوافد عليها السياح العرب سنويا.
الوجهة الرابعة: هي مدينة دوردوني وتقع في بيريجو بفرنسا، وهي المكان المفضل للعائلات الفرنسية والعربية نظراً لطعامها الغني والتاريخ العريق والريف المليء بالقصور والقرى الخلابة.
الوجهة الخامسة: مدينة لفيف الأوكرانية، وتتميز بمجموعة من المقاهي وحمامات المياه الساخنة.
الوجهة السادسة: مدينة أرويكشاير البريطانية وتشتهر بواحدة من مناطق الجذب الرئيسية وهي قلعة أرويك الكبرى النورماندية، والتي تجتذب الكثير من السياح العرب بفضل هندستها المعمارية العائدة للقرون الوسطى.
الوجهة السابعة: تقع في قلب أسبانيا القديمة وتسمى إكستريمادورا.
الوجهة الثامنة: مدينة فارنا ببلغاريا على الساحل الشرقي للبحر الأسود وهي واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في العالم، وتوجد بها الكثير من المطاعم العربية.
الوجهة التاسعة: جزيرة تيكسل الهولندية التي تعد ملاذا لعشاق البحر من جميع أنحاء العالم.
الوجهة العاشرة: مدينة موستار بالبوسنة، فيها كل أنواع السياحة التي تهم السائح العربي حيث الجبل والبحر والطبيعة والطعام الحلال.