Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الثورة تحتاج إلى ثورة بقلم.. وليد عبدالرحمن

بقلم … وليد عبد الرحمن

لا أختلف تماما مع المتوقعين أن تكون الانتخابات البرلمانية القادمة بحر من الدماء بسبب المنافسة الشرسة وتعدد المرشحين وإحتدام المنافسة من جانب مع إنتشار السلاح فى كافة ربوع مصر وتنامى ظاهرة البلطجة من ناحية أخرى .

فالانتخابات القادمة رغم بدء المنافسة مبكرا وسقوط عدد من القتلى الا إن هذا الامر بداية ليس بجديد على الانتخابات ، لان الانتخابات السابقة وبخاصة 2005 و2010 لم يكن أى منهما يمر بدون عنف دموى حتى بين أعضاء الحزب الوطنى وبعضهم البعض .

ورغم إن هناك العديد من التجاوزات من جانب العديد من المرشحين ولكن أبرز التجاوزات جاءت من التيار الاسلامى الذى لم يقتنع بعدم إستخدام المساجد فى الدعاية الانتخابية فاستخدمها دون رادع من الجهات المراقبة للعملية الانتخابية والتى تمنع إستخدام دور العبادة فى الدعاية الانتخابية ولا أحد يعلم لماذا لم يتم إتخاذ أى اجراء عقابى من أى نوع مع أى من المرشحين المخالفين.

ورغم الرفض الجماعى لترشيح الفلول الا إن هناك حملة منظمة من البعض تحمل الدعوة إلى السماح لهم بالترشيح على الا يختارهم الشعب ولكن لم يحدثنا أحد عن اختيار العصبيات والقبليات لمرشحى الفلول من ابنائهم ، وماذا لو وجدنا اعضاء الحزب الوطنى المنحل فى مجلس الشعب تحت أى مسمى أخر والذى سيكون تواجدهم فى المجلس صدمة غير محتملة للشعب المصرى !!.

وتأتى حملة التيار الاسلامى للسيطرة على عملية التصويت مبكرا بالاضافة إلى حملة " أحمى صوتك " التى تعدها جماعة الاخوان المسلمين ، فالاخوان يعدون العدة لغزوة الانتخابات عن طريق ما يسمى ب "التصويت البطىء" بحشد أعضاء الجماعة بعد صلاة الفجر أمام اللجان للتصويت على أن يكون التصويت بصورة بطيئة من أجل إضاعة الوقت على من يريد التصويت بعدهم حتى ينحصر التصويت فى أعضاء الجماعة واتباعهم وقليل من خارجها لان باقى الناخبين سيطول عليهم الوقت فيرحلون وهو ما ينتج فى النهاية تصويتا لصالح مرشحى الجماعة وتكون الانتقادات بعدها لمن لم يصوت من الناخبين لان من حضر صوت لصالح الاخوان.

وتأتى الخطة الاخرى والشبيهة بقوة بتصرفات الحزب الوطنى المنحل فى نقل الناخبين الراغبين فى التصويت بسيارات أعضاء الجماعة المنتشرة والمسخرة لنقل الناخبين وهو شبيه إلى حد بعيد باسلوب الحزب الوطنى ما عدا استخدام الحزب الوطنى لوسائل النقل الحكومية لنقل الناخبين ، وقد نجح الاخوان فى الحصول على أرقام هواتف الناخبين من خلال الشوادر التى أقاموها فى عيد الاضحى لبيع اللحوم على المواطنين فى المناطق المختلفة مع عرضهم على الناخبين نقلهم فى يوم الانتخابات إلى مقار اللجان الانتخابية إذا وجدوا إن الناخب سيصوت للاخوان.

ولم يفت الاخوان بالطبع القيام بتدريب ميليشيات من شباب الجماعة على العاب الدفاع عن النفس من أجل تنفيذ ما أسموه حملة " أحمى صوتك " وهى مجموعات من الشباب سيكون الهدف الاساسى لهم التواجد أمام اللجان لقمع أى خروج عن النظام من وجهة نظرهم بالطبع أو التدخل فى حال وقوع اية مشاجرات أو مصادمات للوصول فى النهاية إلى السيطرة الاخوانية المرغوبة فى البرلمان المقبل والوصول إلى النسبة التى تمنحهم الاغلبية .

وبالطبع فى ظل هذا الاعداد لغزوة الانتخابات فأننا سنرى مجلس شعب بدون أى تمثيل للمرأة لان كافة القوائم التى يتم وضع المرأة فيها يكون ترتيبها متأخرا وبالتالى لايمكن لها أن تنجح الا إذا نجحت القائمة فى الحصول على نسبة تصل إلى 100 فى المائة لان ترتيب المرأة غالبا ما يكون رقم 5 فى أى قائمة وهو التفاف واضح على القرار بضرورة وضع امرأة فى كل قائمة .

 

ويبقى شباب الثورة المرشحين فى الانتخابات المقبلة والذين دخلوا المعترك الانتخابى دون اعداد كافى لهذا المعترك ، وهم يحتاجون بحق إلى وقوف الشعب إلى جوارهم لانهم يمكنهم صناعة مستقبل مشرق يحلمون به بحق من أجل مصر ولكنهم تنقصهم خبرة النصب فى الانتخابات والانفاق الباهظ على الدعاية الانتخابية ولكنهم صنعوا ثورة احترمها العالم ويمكن لهم أن ينجح عدد منهم لإحداث ثورة فى البرلمان وفى الثورة المصرية التى تحتاج إلى ثورة فى ظل ما يحدث حاليا فى الشارع المصرى وفى الاعداد للانتخابات القادمة التى يرغب البعض منها فى سحب مصر إلى الوراء ولكن فى طريقه هو بدلا من طريق الحزب الوطنى المنحل أو النظام الفاسد السابق.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله