Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

متى تكتمل منظومة” الحج” الفريضة المقدسة – بقلم اشرف الجداوى

بقلم /اشرف الجداوى

انتهى حجاج بيت الله الحرام امس " الثلاثاء " من رمى الجمار ثالث ايام التشريق بكل يسر وسهولة بعد التطوير الهائل الذى لمسه الجميع بمنطقة الجمرات واضافة قطار المشاعر بكامل طاقته الاستيعابية لنقل الحجاج بالمشاعر ، وبدأ الزحف المقدس فى التواتر من هناك الى المدينة المقدسة للوصول للبيت العتيق لتأدية الركن الاخير من مناسك الحج "طواف الافاضة " داعين وملبين ومهللين وفرحين حامدين الله كثيرا ان من عليهم بأداء الركن الخامس من اركان الاسلام .. فى ايام معلومات لارفث فيها ولافسوق ولاجدال ….. وتحولت المنطقة المركزية حول البيت الحرام الى سفن بشرية بيضاء تسعى كل واحدة منها للدخول لصحن الكعبة المشرفة للطواف الاخير قبل المغادرة من الارضى الحجازية سائلين المولى عز وجل الاتكون هذه رحلتهم الاخيرة لام القرى "مكة المكرمة " وطامحين الا تكون هذه الزيارة اخرعهدهم ببيته العتيق الذى تهوى اليه الافئدة شوقا وعشقا من كافة بقاع المعمورة …

– وكانت لنا بعض الملاحظات على مجمل منظومة الحج هذا الموسم تتعلق بالتنظيم وما شابه هذا الموسم من هنات واخطاء وعثرات غير مبررة من السلطات المختصة بالحج بعد ما اغرقتنا بفيض من الاخبار المرئية والمكتوبة عن الاستعدادات غير المسبوقة لجميع الاجهزة المختصة وبخاصة ادارة تنظيم المرور بالمشاعر المقدسة ،والدفاع المدنى .. ولكن فيما يبدو ان التصريحات الاعلامية والصحفية البراقة عن خطط للتصعيد على عرفات واخرى للنفرة الى مزدلفة ، واخيرة الى منطقة المشاعر بمنطقة "منى" شئ والواقع شيئا مؤسفا للغاية و"ليس من سمع كمن راى"..!

– فى البداية لم نلقى بالا بحركة المرور البطيئة ونحن نزحف صعودا الى مشعر "عرفات" لقضاء الركن الاعظم من شعيرة الحج ، وراينا نحن الذين اعتادنا على تلك الرحلة المقدسة ان التكدس وبطء الحركة امر طبيعى فى مثل ذلك الوقت ، اذ ان تحريك نحو 3 ملايين حاج عبر الحافلات فى ساعات قليلة من ليلة الجمعة قبيل فجر يوم السبت من مكة المكرمة وجدة الى عرفات يحتاج الى مزيد من المثابرة والصبر ومجهود خارق محمود من قوات الشرطة المرورية لاننكره على الاطلاق ..!

– و لكن الشكر والثناء على مجهودات اجهزة المرور تحول الى غضب واستنكار من جموع الحجيج وقت النفرة مع غروب شمس يوم المشهد الاعظم .. بعد ما عان الحجاج من الانتظار غير المبرر لساعات طويلة لبدء فتح الطريق طبقا للخطة التى سمعنا عنها وقرأنها بالصحف للمركبات التى تقلنا نزوحا الى مزدلفة لاستكمال المناسك … اكثر من 4ساعات انتظار داخل الحافلات بالمواقف المحددة لها .. و3ساعات اخرى للوصول الى مزدلفة … والمثير والمؤسف اننا لم نشاهد فرد مرور واحد عله يخبرنا عن سر هذا الارتباك الذى اصبح سيد الموقف .. اختفاء غريب وملحوظ رصده الحجيج صغيرهم قبل كبيرهم لاجهزة المرور المفترض ان تنتشر فى محاور الطرق من عرفات لمزدلفة .. ولم نجد سوى الطوافات العمودية تقطع سماء منطقة المشاعر من اقصاها لاقصاها ولاندرى هل رصدت تلك الطوافات كارثة الشلل التام الذى اصيبت به طرق ومحاور المنطقة اشك فى هذا ..!

– ولم يجد اغلب الحجاج بد من الترجل من الحافلات التى وقفت على مشارف منطقة مزدلفة مصابة بالشلل الحركى ،وبدأنا فى السير زحفا على الاقدام وسط كتل بشرية هائلة للوصول لمزدلفة واداء المغرب والعشاء ولم الحصى ،ثم الزحف الى منطقة "منى " لرمى الجمرة الكبرى ،وعقب الرمى معاودة الزحف مرة اخرى الى منطقة العزيزية بمكة المكرمة بهدف العثور على وسيلة نقل للذهاب الى البيت الحرام لاداء طواف الحج والسعى للمتعجلين او الذين يرغبون فى العودة مرة اخرى الى خيام المبيت بمنطقة منى " لقضاء ايام التشريق " رحلة معاناة ومشقة استغرقت اكثر من 10 ساعات وقطع فيه الحجاج نحو 30 ذهابا وعودة واجهزة المرور تعلن كل ساعة على الاكثر نجاحها فى ادارة النفرة والذهاب لمزدلفة ومنى عبر الاثير دون تعليق ..!

– وكالعادة شهدنا قوات الامن الخاصة بالمشاعر فى اليوم الاول لرمى الجمرة الكبرى وتلك المنطقة المعروفة بظاهرة الافتراش دوما كل موسم ، واستبشرنا الخير بهذا العدد من افراد الامن والتجهيزات من عوائق وسدادات تحول بين الحجاج وبين افتراشهم للطرق المؤدية للجمرات ،وكذلك العلامات الضوئية والالكترونية المنتشرة فى كل مكان والتى تحذر من الافتراش والازدحام والتدافع فى منطقة الجمرات … ولكن ذهبت كل هذه الاستعدادات ادراج الرياح عقب قيام الحجاج برمى الجمرة الكبرى وشاهدنا فى ايام التشريق مرة اخرى ظاهرة الافتراش والنوم فى كافة المحاور والطرق المؤدية للجمرات بحيث اصبح الوصول اليها يحتاج مهارات خاصة للحاج حتى لايقع بين المفترشين لاقدر الله .. وتحولت اطراف المحاوروالطرق الى اسواق عشوائية صغيرة لبيع كل شئ بخلاف الاطعمة والمشروبات والفاكهة … وباتت المعاناة جد قاسية لمن اراد ان يذهب لرمى الجمرات او العودة سواء للمخيم او نزولا الى مكة المكرمة ساعتين اويزيد قليلا فى ظل اختفاء افراد قوات الامن دون مبرر اللهم نفر قليل منهم تحول الى مشاهد فقط لخلق الله فى ارضه الحرام وللعلم ان هذه المسافة لا تستغرق اكثر من 15 دقيقة على الاكثر فقط لو قام الامن بدوره فى تنظيم الحركة بمنطقة المشاعر ..!

– وتبقى كلمة اخيرة بعد وصولنا للمحطة الاخيرة فى الرحلة المقدسة والفريضة الغالية امل كل مسلم ومسلمة فى شتى بقاع المعمورة حتى نهاية الكون … المجهودات التى تبذله السلطات السعودية لتطوير وتحديث وتوسعة الحرمين محمودة ولاينكره الا جاحد ، كما ان التيسيرات على ضيوف الرحمن تتوالى وتتلاحق من حكومة المملكة من موسم حج لاخر وعلى مدار العام خلال موسم العمرة ولانستطيع ان نغفل هذا بل نثمنه ونحيى كل من يساهم فى اضافة جديدة للمنظومة المحكمة لخدمة ورعاية ضيوف الرحمن .. ولكن وهنا اتوجه للمسئولين عن الحج والعمرة وباقى الاجهزة المساعدة لهم متى سيتم تطوير وتدريب الفرد العامل فى تلك المؤسسات حتى تكتمل المنظومة بحق وتختفى جل المشكلات المتعلقة بالتنظيم والمرور ، وظاهرة الافتراش والباعة الجائلين فى مناطق المشاعر والتى تؤدى فى النهاية الى صعوبة تحرك الحجاج وانتقالهم بيسر وسهولة من بقعة لاخرى لاتمام مناسك الفريضة المقدسة ..!؟

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله