Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

التوزيع الجغرافي لأهم مواقع السياحة العلاجية في الوطن العربي بقلم د. ابراهيم بظاظو

 

بقلم : الدكتور ابراهيم بظاظو 


 رئيس قسم الإدارة السياحية – جامعة الشرق الأوسط – الأردن

 

تتوافر في الوطن العربي كل مقومات نجاح صناعة السياحة العلاجية والاستشفائية، وهي مقومات طبيعية بالدرجة الأولى، بدأت في السنوات الأخيرة تتعزز بإنشاء مرافق الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى المراكز الطبية الحديثة، والتي تتمتع بوجود كفاءآت طبية وعلمية متخصصة ومنافسة لبعض ماهو موجود في الدول المتقدمة.

يوجد في معظم الأقطار العربية آلاف من المصادر العلاجية الطبيعية، كالينابيع الساخنة الغنية بالمعادن المفيدة في علاج الكثير من الأمراض ،علاوة على توفر أماكن نادرة عالميا مثل منطقة البحر الميت حيث المياه المالحة بالإضافة الى الطين الخاص المشهور عالميا والمستخدم في علاج العديد من الأمراض، وهناك في دول منطقة المغرب العربي برزت طريقة العلاج بمياه البحر، والتي تجد رواجا كبيرا لدى الأوروبيين.

يتمتع الوطن العربي بمناخ متنوع حيث نجد الهواء الجاف في المناطق المرتفعة ذات الطقس المعتدل الملائم لعلاج حالات الربو والأمراض الصدرية ،وهناك الواحات الصحراوية حيث الهواء النقي الجاف، وقد برزت في السنوات الأخيرة مراكز طبية مرموقة في عدد من الدول العربية استقطبت أعدادا كبيرة من المرضى الوافدين من دول أقل حظاً في مستوى الخدمات الطبية.في الآونة الأخيرة شهد عدد من الدول العربية وضع استراتيجيات وخطط بعيدة المدى لإرساء صناعة سياحة علاجية تتكامل فيها عناصر هذه السياحة من مستشفيات ومنتجعات ،وكوادر بشرية مؤهلة وبالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة.

إن الصورة المستقبلية لصناعة السياحة العلاجية العربية واعدة ومؤهلة للنجاح ومنافسة للمراكز المشهورة عالميًا كتلك المزدهرة في دول أوروبا، وهنالك عدد من الأقطار العربية عززت منتوجها من السياحة العلاجية بإقامة قطاع طبي حديث تتوافر لديه أحدث المستشفيات وكافة التخصصات وأندرها ووفرت الكوادر الطبية المتميزة مما جعل دولاً كالأردن ولبنان ومصر والسعودية وتونس -على سبيل المثال- نقطة جذب يقصدها المرضى من الدول العربية الأقل حظاً في ميدان الخدمات الطبية المتقدمة.

ومن أبرز مواقع السياحة العلاجية والاستشفائية في الوطن العربي انطلاقا من رؤيتنا في ضرورة تكافل الجهود العربية للارتقاء بهذا القطاع الذي يسهم في بعض الدول بأكثر من عشرة بالمائة من اجمالي دخل القطاع السياحي العام بل ويساهم في رفد الدخل القومي ويوفر آلافاً من فرص العمل، ويعتبر الأردن واحداً من الدول الرائدة في مجال الاستشفاء العلاجي، حيث أنه بالإضافة إلى موارده الطبيعية العلاجية من المياه المشبعة بالمعادن وشلالات المياه الساخنة والوحل البركاني، فإن الله أيضا قد حباه بالعديد من المستشفيات المتميزة والأطباء البارعين والذين أكسبوا الأردن مكانة معروفة في كافة أنحاء العالم.

ومن أهم مواقع السياحة العلاجية في الوطن العربي ،البحر الميت ويقع إلى الغرب من مدينة عمان و على مسافة (55) كم ،وينخفض عن مستوى سطح اليابس 422- تحت مستوى سطح البحر ,فقد شهد حقباً تاريخية متعاقبة، وغدا أكثر المناطق جذباً للسياح الباحثين عن الدفء والطبيعة الخلابة في فصل الشتاء ،والغرابة التي تتمثل بكونه بحرا لا تعيش فيه الكائنات الحية بسبب ارتفاع كثافة الأملاح في مياهه، ورغم أنه فقير بالكائنات الحية فإن الملوحة الشديدة تشكل كنزاً ثميناً لما تحويه من المعادن، عدا عن كونه أصبح مقصداً مهماً للسياحة العلاجية , فمياهه المالحة علاج لكثير من الأمراض المستعصية كالصدفية و غيرها من الأمراض الجلدية وذلك عن طريق الاستحمام أو استخدام المنتجات الطبية التي تستخرج منه ويتم تسويقها في مختلف بقاع العالم، ويؤمل أن يكون أحد مواقع عجائب الدنيا السبع الطبيعية في 11/11/2011.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله