Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

احتكار الاعلام بعد احتكار الحديد…. بقلم وليد عبدالرحمن

 

احتكار الاعلام بعد احتكار الحديدبقلم / وليد عبدالرحمن

عندما قرأت مقولة جوزيف جوبلز وزير إعلام هتلر " أعطنى اعلاميين بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعى " تذكرت حال الاعلام المصرى حاليا والذى لا أعتقد إن أحتكار الاعلام بعد الثورة والمحاولات المستميتة من بعض الجهات غير المعلومة أو المعلنة فى السيطرة عليه من أجل بث بعض الرسائل المحددة التى يمكن من خلالها الوصول إلى أهداف تعمل كلها ضد الثورة وأهداف الثورة وتتاجر بالثورة.

وخلال الاشهر الماضية تأكدت إن الشعب المصرى لايمكن أن يرى إن هناك قلعة إحتكار يتم تكوينها ثانية وبدلا من أن تكون تلك القلعة الاحتكارية فى الحديد كما كان سابقا قبل الثورة ، تكون حاليا فى إحتكار الاعلام ، فهل يمكن أن يكون الاعلام مربحا مثل الحديد ؟! ، أم إن هذه الاعلام يمكن أن يصل المحتكر إلى أهداف أهم كثيرا من العائد المادى منه ؟! ، وكيف سيكون رد فعل الشعب المصرى حيالها بعد أن استطاع أن يقضى على الفساد الذى كان سائدا من قبل والذى كان منه احتكار الحديد.

ويمكننا أن نرصد موقف غريب فى العملية الاحتكارية الاخيرة فى الاعلام والتى كان بطلها أحد رجال الاعمال الذى لم يكن معروفا من قبل وفجأة سطع نجمه بقوة وأطلق قناة فضائية فى بداية شهر يوليو الماضى ، بعدها وتحديدا فى شهر أغسطس الذى وافق شهر رمضان أطلق قناتين لتصبح مجموعة مكونة من ثلاث قنوات .

ورغم الخسارة التى منيت بها القنوات فى شهر أغسطس نتيجة للمصروفات الهائلة على أعمال رمضان وتراجع العائدات من الاعلانات الا أن المفاجئة كانت كبيرة فى اتجاه صاحب تلك المجموعة لشراء مجموعة قنوات أخرى فى شهر سبتمبر وتلاها بشراء مجموعات أخرى فى شهر أكتوبر حتى وصل العدد إلى 14 قناة ، مع حرصه على أن يترك فى كل مجموعة مشتراه نسبة 15 فى المائة لمن يبتاع منه المجموعة وهى حق الادارة للقناة .

ولايمكن لاى من المراقبين تقبل أن يسعى رجل أعمال إلى الخسارة المادية فى أى مشروع يدخل فيه وهو الامر الذى كانت كل التصرفات فى عكس هذا الاتجاه فهو يتوسع رغم الخسارة ويدفع مزيدا من المال فى ذات المجال الذى يتعرض فيه للخسارة وهو الامر الذى يطرح عشرات من علامات الاستفهام .
 

وبعد تواتر العديد من المعلومات حول علاقات صاحب الاحتكار الاعلامى الجديد بالعديد من الدول الخليجية والتى على رأسها الكويت التى تريد وأد الثورة ودعم الرئيس المخلوع حسنى مبارك ضد الثورة ، فيمكن أن نصل إلى النتيجة التى نستشفها جميعا بسهولة وهى الاسباب الحقيقة وراء توسيع العملية الاحتكارية للاعلام وعدم المبالاة بالخسائر المادية من وراء التوسع فى شراء القنوات الفضائية .

ولاضرر أن نتابع قنوات هذا المحتكر الجديد لنرى إن هناك منهج من الإثارة المنتظمة فى كافة الاحيان ووضع البنزين على النار وكان ابرزها فى أحداث السفارة الاسرائيلية وكذلك احداث ماسبيرو والعمل على تأجيج نيران الاقليات بصورة كبيرة من أجل إستمرار الفوضى والعمل على زرع الفتن والصدام بين المصريين وهدم الثورة فى النهاية وعدم تحقيقها لاهدافها ، وسيكون الغرض الاساسى هو جعل البشر كلهم خاضعين لتوجهات وسياسات تلك القنوات ومنقادين له ومنفذين أوامره ونواهيه .

ومع بعض البحث نجد إن المرحلة التالية فى المخطط الاعلامى الاحتكارى هو تطبيق عالى المستوى لمنطق الإثارة فى إنتخابات مجلس الشعب القادمة ، وبعدها تكون المهمة الاساسية بعد إكتساب ثقة الجمهور وتطويعه لاغراض هذا الاعلام المشبوه هى الترويج لاعادة رجال الاعمال من النظام السابق إلى السوق المصرى لانقاذ الاقتصاد المصرى ، والتصالح مع رجال أعمال بورتو طره من أجل إعادة أموال المصريين والتى لن تستفيد شيئا من حبس أصحابها !!.
 

ورغم إن المذيعين الذين يتم الاعتماد عليهم فى تلك القنوات من المحسوبين على النظام السابق الا أنهم نجحوا عبر دراويش الفضائيات فى التقرب من المصريين بصيغة أو بأخرى ، مع الاعتماد فى الاساس على منهج إثارة الرأى العام .

ومع المحاولات الدائمة من جانب تلك الفضائيات للترويج وإقناع الرأى العام بفساد التليفزيون المصرى وحده ، نجد إن الاهداف الخفية للعملية الاحتكارية فى الاعلام والتى يمكن كشفيها بمراقبتها وتحليلها بدقة تفسد المجتمع المصرى وتضره اكثر بكثير من فساد التليفزيون الحكومى الذى تم رصده وانتهى أمره.

وفى ظل الحديث عن الاعلام يجب علينا أن نذكر مقوله أخرى لجوبلز وهى " اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرين ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك " وهو ذات الامر فى العديد من الفضائيات التى تدعى أنها مع الثورة رغم أنها ظهرت بعد الثورة وكانت من أنصار النظام السابق ومن أقرب المقربين منه بل وكان النظام هو المدافع الاساسى عن كافة أخطائهم وخطاياهم .

على الشعب المصرى أن يعمل جاهدا لكشف الاعلام المدسوس والموجه لاغراض لاتخدم الثورة وأن تتم مقاطعة هذا الاعلام من أجل مستقبل مصر وثورتها التى يجب أن نعمل من أجل إنجاحها ومحاربة كل اعدائها وكل من يريد إعادة النظام السابق الفاسد .
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله