Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

محطة القطارات في درعا علامة فارقة في تاريخها ونقطة التقاء للأبناء والزوار بسوريا

دمشق " محمد العويد " … تبدو محطة القطارات بدرعا التي استقطبت عشرات الالآف من الزوار عبر تاريخها الطويل علامة فارقة في تاريخ المدينة ونقطة التقاء لأبنائها وزوارها ولا يتوه عنها غريب أو قاصد بعد أن أعطت للمدينة اسمها.
 

 

وعلى الرغم من اقتصار رحلات القطارات التي تنطلق من المحطة وتعود اليها على رحلة واحدة اسبوعية خلال السنوات العشر الماضية الا ان اسم المحطة بات تؤم المدينة وهويتها حيث تعرف مدينة درعا بوسطها التجاري واحيائها السكنية المحيطة بالمحطة وذلك لتمييزها من درعا البلد القريبة منها والأقدم تاريخيا ولا يفصل بينهما سوى جسر لمرور المركبات والأشخاص.

وتعود شهرة هذه المحطة لتاريخها الذي يرجع إلى العهد العثماني وما عرفته حينها من تبادل لأصناف التجارة والتقاء الوفود القادمة والمغادرة وهو ما استمر حتى اليوم وان تبدلت قوافل التجارة بسوق يحيط بالمحطة يوفر للقادمين إلى وسط المدينة جميع احتياجاتهم فبقي الاسم حاملا عبق وتاريخ المدينة وتوسعت الاحياء وامتدت وأخذت أسماء جديدة كالقصور والكاشف والسبيل ليبقى اسم المحطة مقترنا دائما بالمدينة بمفهومها الأوسع.

وتتوسط محطة القطارات مدينة درعا وتعتبر بمثابة بداية هامة ومركزية لما يسميه الباحثون التاريخيون درعا القديمة التي تمتد في محيط المحطة فبقيت بعض المحال التجارية إلى اليوم محافظة على كثير من البعد التاريخي إضافة إلى ان بناء المحطة حمل طابعاً معمارياً مميزاً مع ما يحيط به من ملحقات معمارية من نفس الطراز.

كما لعبت القاطرة البخارية باعتبارها واحدة من أقدم القطارات في العالم وسكك القطارات المتداخلة ببعضها دوراً أساسياً في استقطاب الناس وبقاء اسم المكان طيلة عقود تجاوزت الأحد عشر وعلى الرغم من توزع الكثير من محطات القطارات في مدن أخرى من المحافظة لكنها لم تطبع المدن باسمها وان بدت علامات فارقة فيها إذ تتوزع محطات القطار في المحافظة بين المحطات الرئيسية التي تبدأ من المسمية وجباب وخبب ومحجة وازرع وخربة غزالة وصولا إلى محطة درعا والتي باتت اليوم مقصدا للقادمين عبر الرحلات الأسبوعية من الأردن إضافة إلى القادمين إلى مدينة درعا.

أما المحطات الاختيارية والتي كان يتم التوقف بها باشتراط وجود راكب هي بويضان والنجيح وشقرا بينما في الاتجاه الشرقي للمحافظة تبدأ المحطات من مدينة بصرى الشام مرورا ببلدات معربة وغصم والجيزة والطيبة والنعيمة وصولا إلى درعا.

أما المحطات الاختيارية والتي كان يتم التوقف بها باشتراط وجود راكب هي بويضان والنجيح وشقرا بينما في الاتجاه الشرقي للمحافظة تبدأ المحطات من مدينة بصرى الشام مرورا ببلدات معربة وغصم والجيزة والطيبة والنعيمة وصولا إلى درعا.

وتكتسب الشوارع المحيطة بالمحطة أهمية لجهة خصوصيتها واتساع مساحاتها وارتفاع أسعارها فأضحت نقطة الجذب الأهم لتزاحم الناس حولها فنشأت الأسواق المحيطة بها كسوق الحميدية وشارع الشهداء وسوق المحطة.

ويقول المهندس قاسم المسالمة رئيس غرفة تجارة المحافظة ان منطقة درعا المحطة هي الأقرب إلى مفهوم الوسط التجاري والإداري لمركز المدينة نظرا لتزاحم الخدمات المقدمة إداريا في هذه المنطقة طوال السنوات السابقة وهو ما انعكس اهتماماً تجارياً أيضا إضافة لتزاحم العيادات الطبية والمكاتب الهندسية والمحال التجارية في هذا المحيط.

وأشار إلى أن محطة القطارات هي الأقدم في النشوء نظرا للبدء حينها ببناء بعض المحلات التي اعتبرت مخازن للتجار بانتظار بعض المبادلات التجارية ثم تطور الأمر بإنشاء بعض البيوت السكنية للعاملين حينها في محطة القطارات باعتبارهم من الفنيين ومن خارج المحافظة.

وأضاف.. ان ما يؤكد صدقية وجهة نظره عن اقدمية المحطة انه حتى وقت قريب كانت المحلات حديثة العهد تحيط بموقع محطة القطارات الحالي وبذلت الجهات المعنية جهودا جبارة حتى وصلت إلى إزالتها باعتبارها كانت تشوه المنظر العمراني للمحطة واستبدلت بساحة يمكن للزائرين الاستراحة بها إضافة إلى تميز الأبنية المحيطة ببناء المحطة بالحجر الأزرق البازلتي فيما حديث العهد البيتوني تتضح هويته.

ويلفت المسالمة إلى ان بعض الدراسات تتحدث عن أن حي الكرك في درعا البلد هو الأقدم تاريخيا نظرا لوجود كنوز أثرية ومعالم كالحمامات الرومانية والمدرج والمعابد والمساجد واستمرار الوجود البشري فيها دون انقطاع مبينا أن محطة القطارات هي الأقدم فيما يخص درعا التجارية.
 

ويشير محمد الإمام صاحب أحد الفنادق ذات الطابع الأثري إلى أن مجموعات من الزوار تقصد الفندق تحديدا لقربه من المحطة وإمكانية مشاهدة والتقاط الصور التذكارية لعربات المحطة وسككها وتحركات القاطرة البخارية صباحا وهو ما يوفر للسائح فرصة نادرة للتمتع بالمشهد أكثر من مرة في اليوم الواحد.

من جانبه لفت المهندس قاسم الجنادي مدير فرع مؤسسة الخط الحديدي الحجازي في المحافظة انه تم الانتهاء من عمليات ترميم المحطات الواقعة على طول الخط بين دمشق ودرعا بتقنية عالية وفق المخططات الهندسية والمواصفات الفنية المطلوبة ويستكمل حاليا ترميم محطة بصرى بهدف إعادة التأهيل وفق طابع أثري قديم بما يشجع التجارة والسياحة ويشكل عامل جذب للقادمين إلى المحافظة مضيفا ان المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي لا توفر جهدا في الحفاظ على معالم هذه المحطات التاريخية لتوفير غنى في المشهد السياحي للمحافظة بدءا من محطة درعا وصولا إلى المواقع الأثرية والسياحية التي تزخر بها المحافظة.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله