عمان "المسلة"… اضاف الاردن معلما جديدا الى (شبكة اليونسكو لمحميات المحيط الحيوي العالمية) بانضمام (محمية الموجب الطبيعية) الى هذه المنظومة بعد ان حققت المقومات التي تلبي الوظائف الرئيسة ل(برنامج الانسان والمحيط الحيوي) من خلال صون الطبيعة والتنمية المستدامة.
وبانضمام المحمية التي تقع على مسافة 90 كيلومترا جنوب العاصمة عمان الى الشبكة بموجب قرار ل(للمجلس الدولي للتعاون التابع لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة -يونسكو) خلال اجتماع عقد اخيرا في مدينة (دريسدن) الالمانية تصبح محمية الموجب ثاني محمية محيط حيوي في الاردن بعد محمية ضانا من مجموع المحميات المنضمة الى شبكة (اليونسكو الدولية لمحميات المحيط الحيوي) والبالغ عددها 580 محمية في 114 دولة في العالم.
وتبلغ مساحة محمية الموجب التي اسستها الجمعية الملكية الاردنية لحماية الطبيعة عام 1988 حوالي 200 كيلومتر مربع واخذت اسمها من و(ادي الموجب) الذي يخترقها لمسافة 13 كيلومترا.
وتتميز بخصوصية جغرافية فريدة تتكون من ثلاثة انماط مناخية مختلفة هي مناخ البحر الابيض المتوسط والنمط الايراني الطوراني والنمط السوداني.
وتمنح ارتفاعاتها المتباينة المحمية ميزة اضافية حيث تتراوح بين 400 متر تحت سطح البحر فيما تبلغ اعلى نقطة فيها نحو 800 متر فوق سطح البحر عدا عن وقوعها في حفرة الانهدام وعلى مسار الطيور المهاجرة بالاضافة لوجود بعض الاودية ذات الجريان الدائم اضافة الى ان 27 كيلومترا من اراضيها يقع على شواطئ البحر الميت.
وقال مدير الجمعية الملكية الاردنية لحماية الطبيعة يحيى خالد لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان (يونسكو) قررت ضم المحمية بعد ان استوفت الشروط اللازمة للضم التي تشمل ايضا تطوير برامج مختلفة داخل المحمية بالتعاون مع المجتمع المحلي وترويج الزراعة المستدامة التي تعتمد على مصادر مياه اقل ومردود اقتصادي جيد وتطوير برامج السياحة البيئية.
وفيما يتعلق بانضمام المحمية الى المحيط العالمي قال ان هذا الامر يشكل حافزا لبلاده لاعداد ملفات ترشيح المحميات الطبيعية المتبقية كمحميات (محيط حيوي) للمساهمة في تعزيز الوعي العام باهمية المحميات الطبيعية مؤكدا اهمية دور المحميات الطبيعية في زيادة المشاريع الاقتصادية الاجتماعية التنموية المستدامة وربط السكان المحليين بحماية الطبيعة.
وعن ميزات المحمية قال خالد ان المحمية بالاضافة الى دورها في الحفاظ على التنوع الغني بالاحياء البرية والنباتية تقدم للزوار والذين بلغ عددهم العام الماضي 16 الف زائر رياضة تسلق الشلال والسير في الممرات المائية وعددها اربعة وفي الممرات السياحية والتمتع بالطبيعة المائية والجبلية المميزة.
وعن التنوع الحيوي في المحمية قال مدير مشروع حماية الطيور المحلقة في الجمعية عبد الرزاق الحمود ان المحمية تقع ضمن ما يعرف ب(عنق الزجاجة) وهو مصطلح يطلق على مواقع معينة ضمن مسارات الهجرة تعبرها الطيور باعداد كبيرة معتمدة على الية طيران التحليق (التحويم).
واضاف ان (محمية الموجب الطبيعية) تعد موقعا مهما لهجرة الطيور خاصة المحلقة لوقوعها ضمن ثاني اهم مسار لهجرة الطيور على مستوى العالم وعلى مسار "حفرة الانهدام" على البحر الاحمر الذي يعبره حوالي 5 ملايين طائر بين اوروبا وافريقيا خلال مواسم الهجرة كل عام.
واشار الى تميز المحمية كحاضنة للطيور وقال ان 14 نوعا منها من اصل 36 تعتبر انواعا مؤثرة في النظام البيئي لذلك فان دراستها تأتي في سلم اولويات البحث البيئي كصقر الجراد (العويسق) المهدد بالانقراض على مستوى العالم وما زالت المحمية مكانا ملائما لتكاثره طبيعيا.
وعن الحياة البرية في المحمية قال مدير المحمية هشام الدهيسات ل(كونا) ان المحمية تضم نحو 412 نوعا من النباتات منها 43 نوعا نادرا و67 طبيا و12 ساما و22 مأكولا و115 رعويا الى جانب 50 نوعا من اللافقاريات المائية و30 من اللافقاريات البرية وثلاثة انواع من الاسماك ومثلها من البرمائيات و21 من الزواحف و150 من الطيور و 24 نوعا من الثدييات ك(البدن) و(الغزال الجبلي).
ووظف القائمون على المحمية عناصرها لخدمة المجتمع المحلي من خلال مشاريع انتاجية تشمل الحرف اليدوية ومشروع الحلي والفضة ومشروع انتاج النباتات الطبية واستخراج الزيوت العطرية اضافة الى مشروع تكاثر البدن "الوعل الجبلي" في المناطق الجبلية المطلة على البحر الميت.
وكان المجلس الدولي للتعاون التابع لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو قرر هذا العام ضم محمية الموجب الطبيعية ضمن محميات المحيط الحيوي في العالم اعترافا من المجلس بموقع المحمية الفريد باعتبارها المحمية التي تقع في اكثر بقاع العالم انخفاضا كما ان برنامج هذه المحمية يجمع بين حماية الطبيعة وتطوير المجتمع المحلي.
ومحميات المحيط الحيوي العالمي هي مواقع اعترفت بها (يونسكو) وتقوم المجتمعات المحلية بدور فاعل في ترشيد وادارة وحماية التنوع الاحيائي ما يجعها مواقع تعليم في مجال التنمية المستدامة.