الترويج للسياحة المصرية في منتدي الطيران العالمي ببرلين
بقلم : جـلال دويــدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
ليس جديدا التأكيد علي ان التدفق السياحي وارتفاع معدلات الاشغال في منشآت المقاصد السياحية المصرية الشاطئية انما يعود وبشكل اساسي لحركة الطيران العارض. هذا الدور الايجابي المنوط بهذا الطيران في عملية تنظيم الرحلات إلي هذه المقاصد يستند إلي مساهمته في خفض تكلفة البرامج السياحية وهو امر يمثل عنصر جذب لهذه النوعية من السياح .وعندما نستعرض ما حققته الدول السياحية الكبري مثل اسبانيا من نجاح في هذا المجال نجد انه يعتمد علي الطيران العارض »الشارتر « .
وهنا لابد ان نتذكر ان الدكتور عبدالقادر حاتم اطال الله في عمره والذي يعد الرائد في نهضتنا السياحية كان صاحب رؤية في هذا المجال عندما لجأ إلي رحلات الطيران العارض وتشجيع رحلاته إلي المقاصد السياحية المصرية في بداية السبعينيات. وقد كان له السبق والفضل في اقامة المشروعات الفندقية في هذه المقاصد السياحية الجديدة خاصة منطقة الغردقة والسخنة والساحل الشمالي.
<<<
اعترافا بأهمية الطيران في استمرار وتصاعد الحركة السياحية المصرية حتي نهاية عام ٠١٠٢ وسعيا إلي إحياء هذا الدور التزمت وزارة السياحة المصرية بتشجيع الطيران العارض علي تسيير رحلاته خاصة في وقت الازمات من خلال تقديم الحوافز المالية علي التشغيل وارتفاع معدلات النقل. وكما هو معروف فان العديد من الشركات الكبري لتنظيم الرحلات السياحية أصبحت تملك شركات طيران خاصه لنقل الافواج إلي كل المقاصد التي تتضمنها برامجها وبرامج غيرها من الشركات الاخري. اذن فقد اصبح نشاط شركات الطيران العارض عنصرا اساسيا في عمليات الترويج السياحي الذي تستهدفه الدول.
في هذا الاطار وتقديرا لأهمية الطيران العارض فإنه كان يأتي علي قمة جدول اعمال وزراء السياحة المصرية والمسئولين بأجهزتها الحرص علي الالتقاء بالمسئولين عن هذه الشركات خلال المناسبات السياحية الدولية. حيث يتم تبادل وجهات النظر واستعراض المشاكل والاتفاق علي سبل حلها لصالح صناعة السياحة.
<<<
وفي وسط هذه المحنة التي تواجهها السياحة المصرية منذ نهاية يناير الماضي نتيجة غياب الامن وعدم الاستقرار كان لابد من تكثيف جهود الاتصال والتواصل مع شركات الطيران العارض من اجل المساعدة علي سرعة التعافي السياحي. يأتي هذا التحرك في اطار السياسة التي يتبناها منير فخري عبدالنور وزير السياحة المصري الذي شاءت الظروف ان يتحمل مسئولية المواجهة في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها السياحة المصرية. لقد قرر ان يطرق جميع الابواب في الاسواق الخارجية ومن خلال المعارض والمؤتمرات الدولية للتأكيد علي توافر الامن والاستقرار بمصر وانها قادرة علي استقبال الحركة السياحية دون اي مشاكل. والتزاماًَ بالدور الذي يشكله الطيران سواء المنتظم أو العارض في التنمية السياحية فقد حرص علي المشاركة في الدورة الـ ٧١ للمنتدي العالمي لتعزيز الاتصالات بشركات النقل الجوي والتي تشهد فعالياتها حاليا العاصمة الالمانية برلين. بالطبع فان تواجده في هذا المنتدي أتاح له الاتصال بقيادات الطيران العالمي بكل انواعه لبحث سبل تنشيط حركة النقل السياحي .
<<<
من المؤكد ان مثل هذا التحرك يستحق الترحيب علي ضوء العلاقة الوثيقة بين السياحة والطيران . وتأكيدا لايجابية هذه المبادرة فقد اوضحت المؤشرات ان هناك اتجاها الي ارتفاع في معدلات حجوزات شركات الطيران والسياحة لصالح برامجها الي مصر. . وعلي هامش الاجتماعات اعلن منير فخري عبدالنور انه سيوجه رسالة للشعب الالماني خلال مؤتمر رابطة الاقتصاد السياحي الالماني الذي سيعقد في برلين نهاية اكتوبر يدعوه فيها الي زيارة مصر . اشار إلي اهمية العمل علي زيادة طاقة النقل السياحي في اطار خطة الترويج للسياحة إلي مصر مؤكدا ان لا سياحة بدون توافر وسائل النقل الجوي. وقد شمل برنامج المشاركة في هذا المنتدي المهم المناقشات مع ممثلي شركات الطيران وسبل تكثيف الرحلات إلي مختلف المقاصد السياحية المصرية باعتبار ان ٠٩٪ من حجم الحركة السياحية إلي مصر يتم نقلها عن طريق الجو.