سيون الكورية "المسلة" سامي المغربي…افتتح الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مساء أمس فعاليات أيام الشارقة الثقافية بمجمع " جي يون جي " الثقافي بمدينة سيون الكورية الجنوبية التي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة خلال الفترة من 16 سبتمبر وحتى 16 نوفمبر المقبل .
ويأتي تنظيم الأيام في أطار أتباع الشارقة لتقليدها السنوي بإقامة هذه الاحتفالات الثقافية في بلد جديد من بلدان العالم شرقا وغربا لمد أواصر المحبة والالتقاء الثقافي بين الشعوب الإنسانية وتعريفها ونشرها لثقافة الإمارات وفنونها الأصيلة بين شعوب الأرض .
وقد جاءت الايام هذا العام لتمتد عبر الفعاليات والبرامج التي تضيء بها أيام الشارقة الثقافية مدينة ولاية " جي يون جي " ذات الدور الاقتصادي والثقافي والسياسي الهام علي مدي التاريخ وحتى الآن والتي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة وتضم عددا كبيرا من الشركات الصغيرة والمتوسطة الي جانب كونها المقر الرئيسي لشركة سامسونج للالكترونيات الشهيرة عالميا.
ورصدت دائرة الثقافة والأعلام بالشارقة في هذا الاطار برنامجا ثقافيا متنوعا وموسعا لهذه الأيام الثقافية سيركز على المنجز الثقافي الإماراتي وبما شهده من تطور وانفتاح خلال الأربعين عاما الماضية.
وكان في استقبال سموه معالي سعادة كيم مون سون حاكم مقاطعة جيون جي وسعادة كوان يونج بن رئيس مجمع جيون جي الثقافي وكبار المسئولين بالمجمع وعدد من كبار المسئولين الكوريين و السفراء العرب المعتمدون لدي دولهم في العاصمة الكورية سيؤول وسعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والأعلام بالشارقة والسيد علي المري مدير عام دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية ومدير إدارة الفنون هشام المظلوم ومدير إدارة التراث بالدائرة عبد العزيز المسلم بدائرة الثقافة والأعلام بالشارقة وكبار الفنانين والمفكرين والمثقفين ورجال الأعلام والصحافة وشخصيات اجتماعية بحضور جمع غفير من أبناء مدينة سيون الذين حرصوا علي الحضور مجسدين صور التلاقي والتواصل عبر الفن والثقافة والإبداع في الوقت التي كانت تقوم فرقة للفنون الشعبية الإماراتية بتقديم لوحات فلكلورية متنوعة.
ثم ألقى الشيخ سلطان بن محمد القاسمي كلمة أكد فيها أهمية توطيد العلاقات مع الشعوب والانفتاح على الثقافات الاخري وتبادل المعارف والخبـرات معها .. مشددا سموه على عمق العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية .. وفيما يلي نص الكلمة .
" يسعدنا أن نتواجد معكم وفي أحضان بلدكم العريق الذي استقبلنا بالمحبة والصداقة التي نبادلكم إياها ونعتز بها إيمانا منا بأهمية توطيد العلاقات مع الشعوب والانفتاح على الثقافات وتبادل المعارف والخبـرات ..
الأمر الذي يعزز صداقتنا ويفضي بنا إلى الطريق السالك نحو الرقي والتطور والنماء وما هذه البوابة التي تفتحونها لنا للإطلاع على الثقافة العربية من خلال أيام الشارقة الثقافية وما تحتويه من معارض تاريخية وتراثية وفنية ولقاءات ثقافية إلا سبيلً من السبل التي نحرص عليها ونسعى لدعمها وتشجيعها على الدوام " .
" الحضور الكريم .. إن إطلاعكم على الثقافة العربية ينطوي على قدر كبير من المعاني والدلالات فإبحارنا المشترك في هذا المدى يمنحنا فرصة المشاركة في صنع مستقبل مزدهر يقوم على التعاون والتكامل .. لقد علمنا التاريخ أن الثقافة الإنسانية تتّحد في جوهرها وإن تباينت في مظاهرها وهذا تأكيد آخر على وحدة البشرية التي تستقيم على الثقافة والفنون والآداب .. وتمثل الشارقة في هذا الباب معنىً مكثفا للحضارة العربية الإسلامية ذات الاتساع الزماني والمكاني والحضور التاريخي الذي مازج بين الثقافات والرؤى والأفكار لنصل إلى خلاصة عذبة لثقافة عربية إسلامية تتّصل بثقافات الشعوب .
" إن حضور الشارقة ومساهمتها النوعية في هذا المحفل الثقافي تأكيد جديد على عمق العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية .. تلك العلاقات التي لم تعد ماثلة بين بلدينا في العلاقات الاقتصادية المتينة فحسب بل أيضا في الجانب الثقافي الذي يُكمل المشهد ويمنحه المتانة والقيمة النوعية ".
" أيها الإخوة الأعزاء .. إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن تكون هذه المناسبة مدخلاً للإطلاع عن كثب على ثقافة بلدكم العريق في هذا المكان الهام من العالم والاستزادة من تفاصيل معالمها الحاضرة في الفنون والآداب المختلفة وبما يمنحنا فرصة للتأمل والنظر في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى حوار الشعوب والحضارات مقدرين البعد الحضاري للتاريخ الثقافي الإنساني الذي تحظى به كوريا الجنوبية ".
" بهذه المناسبة نتقدم إليكم بالشكر الجزيل على دعوتكم الكريمة وإنه ليسعدنا أن نعمل معا على فتح آفاق أخرى للتبادل الثقافي .. كما ندعوكم لتقديم الثمار اليانعة للثقافة الكورية في بلدنا لثقتنا بأن التبادل الثقافي جسر يرتقي بعلاقات الصداقة والتعاون في مختلف المجالات ". .
من جانبه القى كيم مون سون حاكم مقاطعة جيون جي وسعادة كوان يونج بن رئيس مجمع جيون جي الثقافي كلمتين رحبا فيهما بصاحب السمو حاكم الشارقة واعربا عن فخرهما بمنح جامعة هانيانج الكورية الدكتوراة الفخرية لسموه وعن سعادتهما باستضافة تلك التظاهرة الثقافية الهامة التي تقيمها الشارقة في بلادهم التي ستساهم بالنسبة للكوريين بمعرفة ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة .
واعربا عن املهما أن يكون هذا الحدث من شأنه أن يعزز التبادل الثقافي بين البلدين .. مشددين على اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة بالفن والثقافة والتعليم.
بعد ذلك قام القاسمي يرافقه معالي كيم مون سون و كوان يونج بن والحضور بتفقد الأيام الثقافية للشارقة حيث كان في استقبال سموه ربوت آلي يرحب بسموه ويحكي نبذة عن تلك الفعاليات والمركز الثقافي الذي يستضيفها .
وتضم ايام الشارقة مجموعة من المعارض الفنية والتراثية والتاريخية بالاضافة الى جملة من العروض الموسيقية الشعبية التي تضئ المشهد الثقافي الزاخر في إمارة الشارقة .. كما توجز الصورة المشرقة لها كونها عاصمة الثقافة العربية القادرة على التواصل المعرفي الأمين والصادق مع كثير من البلدان الآسيوية والأوربية والإفريقية وبلدان الأمريكتين واستراليا.
وتشتمل الأيام على معرض يضم قسما تاريخيا يشتمل على 55 خريطة من مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة من الخرائط التاريخية النادرة التي توثق لمنطقة الخليج العربي في أزمنة مبكرة وقديمة الى جانب 30 لوحة خطية وزخرفيه أبدعها خطاطون من الإمارات ومن مختلف الدول العربية طبقا لقواعد الخطوط الأصيلة إضافة إلى اللوحات الحرفية المنفذة بالأساليب الفنية المعاصرة.
ويشتمل معرض الفنون المعاصرة على قسم لبينالي الشارقة للفنون ومجموعة من إبداعات التشكيليين الإماراتيين من مختلف الأجيال تؤكد على تطور الحركة التشكيلية الإماراتية المعاصرة التي باتت مواكبة للطرح البصري في مختلف أرجاء العالم المتقدم.
وقدمت فرقة الشارقة للتراث الفني عروضا من الموسيقى الشعبية التراثية المميزة بأنماطها القديمة وآلاتها الشعبية الشهيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما تشارك لوحات الفنون الشعبية والأهازيج التقليدية التي تعبر عن تراث الإمارات في الفعاليات المتميزة التي يقدمها المعرض والتي تعكس وجها مشرفا للشارقة والإمارات بأصالتها وارثها الحضاري الخاص المتميز الذي لاقى اهتماما وإعجابا خاصا من الجمهور الكوري.
وحرصت الدائرة على ان يكون التراث العربي الإسلامي متواجدا ممثلا في فن الخط العربي حيث نظمت ورشة فنية للفنان الإماراتي المعروف خالد الجلاف الذي نظم عدة ورش ومحاضرات في جامعة هانيانج وجامعات كورية أخري لطلبة أقسام الفنون .
وقام الفنان خالد الجلاف بإهداء كيم مون سون و كوان يونج بن ورئيس جامعة هانيانج الدكتور ديك هو ليم لوحات خطية كتب عليها أسمائهم كنوع من الاعتزاز بفن الخط العربي وأيضا للتعبير عن مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة.
وكان حاكم الشارقة قد التقي كيم مون سون حاكم مقاطعة جيون جي وكوان يونج بن رئيس مجمع جيون جي الثقافي قبل بدء الفعاليات بمجمع " جي يون جي " الثقافي .
وأعرب كيم مون سون عن سعادته وتشرفه بإقامة تلك الأيام التي تعد مبادرة طيبة في سبيل دعم العلاقات بين البلدين الصديقين .. وأثنى على كل المشاركين والمنظمين لتلك الفعاليات الثقافية التي تقيمها الشارقة في بلاده متمنيا للجميع كل التوفيق والنجاح.
وأكد علي الدور الكبير الذي تلعبه مثل هذه الفعاليات الثقافية في التعارف والتقارب بين الشعوب الأمر الذي يسهم بدوره في توفر أجواء صحيحة للتواصل الثقافي والحضاري.
وقال الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ان هذه الفعاليات فرصة سانحة طيبة يتعرف خلالها الشعب الكوري الصديق علي ما أبدعه وأنتجه وأحسن صنعه الإنسان في الإمارات .. مؤكدا سموه ان هذا التواصل الثقافي والمعرفي يقرب الشعبين الصديقين من بعضهم بعض في أطار حوار الحضارات .
وأشاد بمبادرة الحكومة الكورية في استضافة أيام الثقافة الشارقة مما ساهم في التعريف علي الكثير عن هذا الشعب الطيب .. مؤكدا سموه ان الأيام القادمة ستشهد تطوير وتعزيز مجالات عديدة في الاقتصاد والسياحة والتبادل الثقافي إن شاء الله.