على رغم الأجواء المتوترة التي شهدتها المدن الكردية خلال الأسابيع الماضية جراء عمليات القصف التركي والإيراني للقرى الحدودية ، فإن اعداداً متزايدة من العائلات القادمة من مناطق العراق المختلفة وصلت الى اقليم كردستان لقضاء أيام عيد الفطر.
لكن الوافدين اصطدموا بالإجراءات المشددة عند مداخل المدن، ما ولد ازدحاماً شديداً أجبرهم على الانتظار في مداخل الاقليم ساعات طويلة.
وقالت رغد خليل (27 عاماً) من بغداد لـ»الحياة» عند مدخل اربيل:»قبل يوم من حلول العيد، شاهدت في طريقي إلى اربيل أعداداً هائلة من السياح يتوجهون إلى إقليم كردستان، ما دفع شركات النقل إلى مضاعفة أجورها منذ مطلع الاسبوع «. وتابعت: «لدى بلوغنا نقاط التفتيش عند مدخل اربيل، لاحظنا أعداداً كبيرة من السياح يخضعون لإجراءات امنية مشددة، ومعظمهم يضطر إلى مراجعة خمس غرف بعد التقاط صورة لكل شخص وسط الإزدحام الشديد، قبل منحه رخصة الدخول».
وشهدت المدن الكردية أخيراً موجة احتجاجات ضد عمليات القصف التركي والإيراني على القرى الحدودية، بذريعة ملاحقة مسلحي «حزب العمال الكردستاني» وحزب «الحياة الحرة»، المعارضين للدولتين، وتسببت الهجمات بمقتل اكثر من 12 شخصاً فضلا عن نزوح مئات الأسر وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات.
وعن توجه العراقيين إلى المدن الكردية دون المحافظات الأخرى، قال علاء ياسين : «اعتقد بأن المدن الكردية تمتاز باستقرار أمني كبير، إلى جانب توافر وسائل الترفيه والأجواء المعتدلة والمناظر الطبيعية المتمثلة بالجبال والبساتين». وأضاف: «كما أن انتشار الأسواق الحديثة التي اصبحت محل شد أنظار الوافدين لتميزها واحتوائها على أسباب الترفيه، والحرية المطلقة في التحرك بالمقارنة مع الأجواء الاكثر تحفظاً في المناطق الأخرى، هذه الأمور كلها غير متوافرة حالياً في باقي المدن العراقية».
وقال المدير العام لهيئة السياحة في إقليم كردستان مولوي جباري في تصريح إلى «الحياة» ان «من الصعب تحديد ارقام دقيقة لأعداد الوافدين خلال عيد الفطر. لكننا الآن في صدد جمع الارقام من خلال نقاط التفتيش المنتشرة عند مداخل الإقليم»، وأوضح أن «الحجوزات في الفنادق شبه مكتملة، وتبدو القدرة الاستيعابية جيدة، وأعددنا خطة للطوارئ في حال تخطت الأعداد حجم التقديرات».
ولفت إلى أن الهيئة «شكلت مركزاً للمعلومات وخدمة السياح وحددت أرقام هواتف خاصة للسائح يمكن من خلالها أن يطرح أي سؤال يتعلق بالمناطق السياحية أو تقديم شكوى . بمرور الوقت فإن قدرة الإقليم الاستيعابية ستترافق مع الزيادة، متمثلة بارتفاع عدد الفنادق والقرى والمراكز السياحية، في عام 007، كانت القدرة الاستيعابية 10 آلاف سرير، واليوم بلغت 50 الفاً».
وأشار الصحافي الكردي جمال بيره إلى أن طقوس الأكراد «خلال الأعياد الدينية مرتبطة بالتقويم الهجري الذي يتغير من سنة إلى أخرى وبحسب الفصول، وعندما يصادف في أيام الصيف الحار فإن اليوم الأول من العيد يقتصر على تبادل التهاني، وفي اليوم الثاني يتوجه العديد إلى مناطق أبعد لزيارة الأقارب، إضافة إلى المناطق السياحية»، مشيراً إلى أن «الاعياد القومية تختلف كلياً، إذ تشهد المناطق التي تمتاز بأجواء الطبيعة الخلابة إقبالاً واسعاً، وهذا ما يحدث في احتفالات أعياد نوروز».
المصدر: الحياة