Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الإهمال يغتال السياحة في القصير

البحر الأحمر ـ عرفات علي‏ … تتقادم المعالم الاثرية ويطمسها الزمان وكلها تبقي شواهد علي عصور التاريخ تحكي البطولات وتخلد الذكريات‏,‏ وبينما تتنافس الأمم علي ابراز حضاراتها والاهتمام بآثارها إلا أن الأمر يختلف في مدينة القصير بالبحر الأحمر التي إمتدت يد الإهمال فيها لتشوه قلاعها‏,‏ وتطمس نقوشها.وحتي طريق الملكة حتشبسوت الذي يسجل عظمة الدور الذي لعبته مصر الفرعونية في فتح الأسواق مع بلاد بونسط ــ هذا الطريق عاني هو أيضا من سوء الاستغلال السياحي!!

وإذا كانت السياحة الترفيهية في محافظة البحر الأحمر قد ارتسمت لها خريطة ممتدة الابعاد لدرجة أن مدينة الغردقة وحدها باتت عاصمة لصناعة السياحة في مصر, فهذا لا يعني أن محافظة البحر الأحمر تقتصر امكاناتها فقط علي السياحة الترفيهية, بل تحتوي علي مواقع أثرية يمكن أن تضيف مجالا جديدا لرواد السياحة الثقافية, من خلال مدينة القصير, ولكن للاسف معظم الآثار التاريخية الموجودة بها ضحية الإهمال والنسيان من قبل هيئة الآثار.

فكما يؤكد محمد عبده حمدان أحد أبناء مدينة القصير أن القصير كانت ذات يوم محافظة بين محافظات مصر في عهد محمد علي باشا, ومن أهم المواقع الاثرية بها القلعة العثمانية التي اقيمت في العهد العثماني وشهدت أحداثا تاريخية متعاقبة, وظلت هذه القلعة مهملة علي مدي سنوات طوال, وبعد عمليات شد وجذب بين المسئولين بالمحافظة وهيئة الآثار من أجل استغلالها سياحيا قررت هيئة الآثار افتتاحها كمراز سياحي بالمدينة, ولكن منذ نحو ثلاث سنوات قام المسئولون عن هيئة الآثار ببناء سور حول هذه القلعة, ولكن الغريب أن هذا السور أقيم بارتفاع عال لدرجة أنه بات يحجب رؤية هذا الأثر عن الزوار.

كما قامت الهيئة ببناء دورة مياه بهدف خدمة السائحين الذين يرتادون القلعة إلا أن هذه الدورة ظلت مغلقة بالضبة والمفتاح حتي أن بعض السائحين الذين يأتون لزيارة القلعة لا يجدون دورة مياه فيضطر بعض الشباب لاصطحابهم إلي المنازل المجاورة!! ومن الصور الأخري المهملة بالمدينة المبني الأثري الذي كان قد شيد في عهد محمد علي كمقر لديوان عام المحافظة, وبعض المصالح الحكومية الأخري التي كانت موجودة حين ذاك, وقد استغل هذا المبني لعدة سنوات كمقر لقسم الشرطة, ولكن منذ أكثر من ثلاث سنوات أخلي وتسلمته هيئة الآثار باعتباره أثرا إسلاميا, ويا ليتها ما تسلمته, فمن يومها أصبح هذا المبني في صورة يرثي لها, حيث ترك للتخريب, فنزعت نوافده, وغيرها وأصبح مرتعا للفئران والقطط والكلاب الضالة, ولأنه يقع علي شارع رئيسي بوسط المدينة, وهذا الشارع يمر به سائحون أجانب, فيقوم بعضهم بالتقاط صور له, وهو في صورته السيئة, فربما تصلح هذه الصور لمن يريد أن يسيء لسمعة السياحة في مصر, وهم كثيرون, وهناك شونة الغلال الاثرية التي شيدت علي مساحة5000 متر في عهد السلطان العثماني سليم الثالث, والتي كانت تشون بها الغلال التي كانت تصدرها مصر حين ذاك لدول شبة الجزيرة العربية, وكل الذي فعلته هيئة الآثار خلال السنوات الأخيرة قيامها بتسجيلها كأثر إسلامي والسلام ختام, وهي الآن تسكنها الاشباح.

يضيف عادل عايش مدير جمعية المحافظة علي التراث بالقصير أن هناك بعثة إنجليزية من جامعة ساوث هامتسون اللندنية برئاسة ديفيد بيكوك كانت قد حضرت للمدينة عام2000 و2001 و2002, وقامت بالتنقيب والبحث عن الآثار في منطقة القصير القديم, واكتشفت وجود منطقة أثرية رومانية, وأخري إسلامية علي مساحة تزيد علي كيلو متر مربع, كما اكتشفت أيضا ميناء القصير القديم, والذي كان يسمي حين ذاك بالميناء الأبيض, والذي لعب دورا بارزا في حركة التبادل التجاري بين مصر وبلاد بونط, وغيرها من الدول الأخري علاوة علي حركة السفر للخارج, وللأسف فوجئنا بأن المنطقة الأثرية الرومانية التي اكتشفتها البعثة يتم استخدامها حاليا استغلالا سياحيا ترفيهيا في مجال الغطس, كما أن البعثة عثرت علي نحو700 قطعة أثرية مختلفة علاوة علي نحو500 قطعة عملة, وتم نقل هذه القطع يومها لوضعها بمخزن خاص موجود بمدينة قفط التابعة لمحافظة قنا.

ويشار أيضا إلي وجود عدة أضرحة إسلامية بالمدينة مهملة أيضا, ولم يتم تسجيل سوي ضريح واحدا منها كأثر إسلامي.ويقول أن الأهم أيضا هو طريق وادي الحمامات الأثري الذي يربط بين مدينتين أثريتين الأولي هي مدينة القصير المشار إليها بالبحر الأحمر والثانية هي قفط بمحافظة قنا, وهو من أهم الطرق المصرية القديمة, حيث استخدمه الفراعنة القدماء في تجارتهم إلي بلاد بنت وعلي جانبيه تركوا بصماتهم بكتابات ونقوش يصل عددها إلي2300 نقش أثري مازالت باقية والملكة حتسبشوت سلكت هذا الطريق, ونقشت بأسمها ما يحكي قصة عبورها لهذا الطريق, وفي منتصفه توجد منطقة الفواخير وتوجد لها مباني المصنع القديم لمنجم الذهب الذي أقامه الفراعنة أيضا, وتوجد علي قمم الجبال المحيطة ما كان يسمي بأبراج المراقبة والأباريق التي كان يسترشد بها المارة, وتتوافر يضا نقوش ترجع للفرس, كما أن أهم ما يميز طريق وادي الحمامات القديم هو تعاقب عدة عصور علي استخدامه, وعلي جانبيه توجد بيئة طبيعية فريدة في مكوناتها تصلح كمنطقة جذب هائلة للسائحين, فلماذا لا تستغل مقومات هذا الطريق سياحيا من خلال افتتاحه أمام حركة التفويج السياحي بين القصير والاقصر وقنا بدلا من توجه السائحين من القصير إلي سفاجا, ومنها لقنا, ومن قنا للاقصر لمسافة تصل ضعفين لهذا الطريق,ويطالب علي شوكت رئيس مدينة القصير هيئة الآثار بوضع خطة شاملة للنهوض بآثار المدينة وترويجها سياحيا لأن السياحة الترفيهية في ازدياد مستمر مما يستلزم ويطالب بسرعة افتتاح متحف للآثار بالمدينة تجمع فيه جميع القطع الآثرية الخاصة بمدينة القصير, ويصبح مزارا سياحيا بالمدينة.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله