القاهرة / راغب شوقي … يتميز حي (خان الخليلي) بأجواء تراثية فريدة في شهر رمضان الكريم حيث يقصده المصريون والسائحون للتمتع بمذاق خاص في أيام وليالي ذلك الشهر الفضيل.
ورغم التطورات الجارية على الساحة المصرية منذ (ثورة 25 يناير) الا أن منطقتي (الحسين) و(خان الخليلي) يحتفظان بأجواء رمضانية خاصة تجذب الأفراد منذ الغروب حتى طلوع الفجر.وتحرص المطاعم الشعبية المتجاورة على صف طاولات الطعام قبل الغروب على جذب الصائمين وغيرهم من السائحين على تناول بعض الاطعمة التي تتميز بها.
وذكر محمد حسن أحد العاملين في احد المطاعم أن الاقبال على المكان من جانب المصريين والسائحين لم يتأثر كثيرا بالاحداث التي تمر بها مصر لاسيما من جانب العائلات والاصدقاء الذين اعتادوا على ارتياد المكان في رمضان. وأشار الى حسن أن بعض السائحين الاجانب يحرصون على تناول وجبتي الافطار والسحور والبقاء في تلك المنطقة التاريخية الى جانب الرواد الاخرين للمشاركة في التمتع بالاجواء الرمضانية التي تتميز بها دون غيرها.ورأى حسن أن الاقبال على المطاعم والمقاهي والحوانيت بمعروضاتها المتنوعة طوال شهر رمضان يعد موسما ينتظره جميع العاملين في تلك المنطقة التاريخية الشعبية من العام للعام بعيدا عن أية اعتبارات اخرى.
وقال سيف الاسلام مصطفى أحد رواد حي خان الخليلي انه يحرص على اصطحاب اسرته الصغيرة منذ سنوات لقضاء يوم رمضاني في تلك الاجواء التراثية المميزة. واضاف أنه لم يلحظ تغيرا ملموسا على تأثر خان الخليلي بالاحداث التي تمر بها البلاد وان أصبحت أقل ازدحاما مؤكدا حرصه على ارتياد بعض المقاهي الشرقية الشهيرة في الحي مثل (خان الخليلي) و (الفيشاوي) التي تعد ملتقى الادباء والشعراء والفنانين.
وذكر أن هذه المقاهي التي يحتضنها خان الخليلي تحظى بليال رمضانية خاصة لاسيما مع تناول الشاي الاخضر والشاي بالنعناع برائحته المميزة واداء بعض المطربين الهواه أغنيات تراثية وشعبية شهيرة.
ويعد خان الخليلي الذي استخدم في الماضي كوكالة تجارية من أبرز مراكز احياء التراث الاسلامي التاريخية اذ يضم العديد من الحرف اليدوية التقليدية والتراثية السياحية التي تنتج العديد من التماثيل والتمائم الفرعونية والقطع الفنية المصنوعة من الاحجار الكريمة والزجاج والنحاس والفضة والخشب والجلد وغيرها.
وتضم الازقة والحواري الضيقة في ذلك الحي الذي اصبح متحفا سياحيا كبيرا وسوقا للتحف النادرة العديد من المحلات والبازرات التي تعرض المشغولات المتنوعة كالملابس النسائية والاطفال الشعبية فضلا عن الاعشاب والعطور والبخور بروائحها المميزة.وتحتوي الأسواق على العديد من التحف والرسومات واللوحات اليدوية والرسم على اوراق البردي الى جانب اشغال يدوية مثل الارابيسك وتطعيم الخشب بالصدف والنقش على المعادن وصناعة الحلي والمسابح والعقود والزجاج الملون والسجاد اليدوي والشيشة والنرجيلة.
ويضم خان الخليلي شارع (المعز لدين الله الفاطمي) الذي تحول الى "متحف مفتوح" يضم مبان تراثية اسلامية واجتماعية وتعليمية وغيرها مثل (مسجد الحاكم بأمر الله) و(كتاب خسرو باشا) و(قبة ومدرسة قلاوون) و(مسجد السلطان برقوق) و(قصر الامير بشتك).ويعود تاريخ انشاء حي خان الخليلي الذي يعد من أجمل الاحياء الشعبية التراثية الى العصر المملوكي اذ بناه الأمير المملوك شركس الخليلي في عام 1382 فيما تعني كلمة "خان" شارع أو حي بالتركية.
ومثل حي خان الخليلي الهاما للعديد من الكتاب والادباء المصريين الذين من ابرزهم نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الاداب والذي حملت احدى رواياته عنوان (خان الخليلي) والتي تدور احداثها في الحي وتم تجسيد احداثها في فيلم سينمائي.