بقلم د. ابراهيم بظاظو – رئيس قسم السياحة / جامعة الشرق الأوسط
يعتبر الأردن واحد من أهم مناطق الجذب السياحي الديني في العالم ؛ ويعود ذلك أساساً إلى أهميته الدينية والتاريخية ،ويتمتع الأردن بمواصفات أخرى تجعله مقصداً للسياح والزوار من مختلف أنحاء العالم طوال السنة، فبالإضافة إلى طيبة أهله وكرمهم، ويتمتع الأردن بتضاريس ومناخات شديدة التنوع، والأردن عبارة عن جسر يربط بين قارات أفريقيا وآسيا، وأوروبا ،مما كان له تأثير كبير على مجرى تاريخ الأردن.
فقد كانت أرض الأردن بالنسبة للمسيحيين الموجودين في المنطقة، وللقادمين من أماكن بعيدة، تمثّل المكان المثالي لأحياء المراحل والحقب المختلفة في الكتاب المقدس من خلال الصلوات والتأمل. وبالأخص تلك المراحل التي تتحدث عن الأنبياء: إبراهيم ولوط واسحق ويعقوب وموسى. ولأن الحجاج اعتبروا أنفسهم ورثة الإيمان، كانوا يطوفون في أنحاء الأردن.
إن الأردن هو البقعة التي تعمد فيها السيد المسيح فجميع الوثائق التاريخية ومدلولات الرحالة والباحثين ومضامين الكتب السماوية تؤكد تعميد المسيح علي يد يوحنا المعمدان شرقي نهر الاردن – وخير دليل على ذلك الارض المسجلة باسم الكنيسة الارثوذكسية لدى دائرة الاراضي والمساحة منذ العهد العثماني الى ان تم نقلها للسجل الاردني عام 1949م. ويؤكد هذا ماورد في الكتاب المقدس "هذا ماجرى في بيت عنيا، في ماوراء نهر الاردن، حيث كان يوحنا يعمد. هذا ما ورد في «انجيل يوحنا 1-28» حول معمودية السيد المسيح شرقي نهر الأردن.
ومن الشواهد الأخرى المؤكدة على أن مغطس معمودية السيد المسيح شرقي نهر الأردن هو الاعتراف الدولي المتمثل برجال الدين والمجمعات الكنسية المنتشرة حول العالم ،كما أن الموقع تمت زيارته من أعلى سلطة دينية مسيحية متمثلة بابا الفاتيكان اولها في 21-3-2000من قبل البابا الراحل يوحنا بولص الثاني والثانية بتاريخ 9-5-2009 من قبل البابا بندكتوس السادس عشر أكدا خلال زيارتيهما بإعترافات خطية ثبوت معمودية السيد المسيح على الأرض الأردنية في وادي الخرار شرقي نهر الأردن. وقد تحدث جلالة الملك عبدالله بن الحسين في استقبال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في مطار عمان الدولي 20-3-2000 "إنها لحظة فريدة زاخرة بالعواطف الجياشة، تلك التي تجلب معنى التسامح و التعايش، ومن أرض أحلام بعيدة إلى أرض قريبة من الواقع، إنها لحظة تشهد حج رجل مقدس إلى تقاطع التاريخ والجغرافيا، حيث بدأت الديانات، وبزغ فجر الحضارات إن تجربتنا المشتركة لا يعبّر عنها ما هو أفضل من كلمات الله عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) صدق الله العظيم ".
لذلك المطلوب منا لتثبيت موقع المغطس معمودية السيد المسيح يكون الترويج بإبراز عناصر الجذب السياحي الديني في المغطس، وإيصال معلومات إلى الأسواق السياحية المختلفة والكنائس في العالم ،وإعداد دراسات متخصصة تبين نوعية المنتج السياحي منطقة المغطس ، والتركيز على تقنية الاتصالات والفضائيات لترويج الحج المسيحي في المغطس ،والتركيز على تطوير الوسائل الإعلامية لتثقيف المجتمعات الغربية ، من خلال إيجاد تعاون وثيق بين الهيئات السياحية لتنسيق الترويج السياحي مع مراعاة الظروف المكانية والجغرافية بين الدول.والعمل على عقد تحالفات فيما بين شركات ووكالات السياحة وبينها وبين شركات الطيران والملاحة وغيرها، تفعيل برامج سياحية وفعاليات ،وتكثيف اللقاءات والورش العمل والاجتماعات بين المعنيين في قطاع السياحة ورجال الدين وخاصة وكلاء السياحة والسفر .لذا يجب العمل على وجود مجلس سياحي ديني يهتم بأمور الترويج السياحي لموقع المغطس، وتخفيف القيود الأمنية وتسهيل الإجراءات الجمركية والنقاط الحدودية البرية والبحرية والجوية، وبناء أنظمة الكترونية للحصول على التأشيرة السياحية وتوحيد آلية الحصول عليها.