Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

الصين تعمل على حماية البيئة الطبيعية من التصحر لحماية مواقع التراث العالمى بها

بكين " المسلة" … ستستثمر الصين أكثر من 4.7 مليار يوان صينى فى تحسين البيئة الطبيعية فى مدينة دونهوانغ الواحية المهددة بالتصحر, والتى يوجد بها كهوف بوذية قديمة اثارت الاعجاب فى العالم.وتقع دونهوانغ فى شمال غربى مقاطعة قانسو بشمال غربى الصين وتحيطها الصحراء ويحميها حزام الغابات الطبيعية والأراضى الرطبة والبحيرات حولها من هجوم كثبان صحراء كومتاغ , بيد أن هذا "الحاجز الطبيعى" حولها بدأ يتدهور بسبب الافراط فى استغلال موارد المياه.

وقال مسؤول فى مصلحة موارد المياه فى المقاطعة ان مجلس الدولة الصينى (مجلس الوزراء) قد أجاز الخطة التى تبلغ استثماراتها 4.772 مليار يوان, من أجل القيام بمعركة شرسة لمكافحة التصحر للحفاظ على الواحة بدونهوانغ.وحسب الخطة, ستبنى السلطات قنوات لجلب المياه من الخارج وتحسين أساليب وتكنولوجيا الحفاظ على المياه وتنظيم استخدام المياه وزراعة المزيد من الأشجار ونباتات الأراضى الرطبة, بهدف تحسين البيئة الحيوية للمدينة.

وتعتبر دونهوانغ مدينة مهمة على طريق الحرير القديم وفيها عدد كبير من الآثار التاريخية والثقافية وأشهرها كهوف موقاو التى أدرجت ضمن قائمة التراث العالمى بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) فى عام 1987, وهي الأولى من نوعها فى الصين.

ولكن المشاكل البيئية فى دونهوانغ أصبحت جلية فى السنوات الأخيرة, حيث انخفض منسوب المياه تحت الأرض باستمرار ونقصت موارد المياه وتدهورت النباتات وتقلصت الأراضى الرطبة.وأظهرت احصاءات حكومية أن كلا من مساحة الغابات الطبيعية ومساحة المروج ومساحة الأراضى الرطبة فى دونهوانغ قلت بمقدار 40 بالمائة و62 بالمائة و68 بالمائة على التوالي خلال الستة عقود الماضية.

وقال قاو هوا , رئيس مصلحة الغابات فى دونهوانغ, ان جزءا كبيرا من البحيرات المالحة والبحيرات العذبة فى الواحة اختفى بشكل عام.وأضاف أن صحراء كومتاغ تزحف نحو حزام الغابات الحامى للواحة ثلاثة أمتار أو أربعة أمتار كل سنة.وقال خبراء أن التصحر يهدد أيضا حماية الرسومات واللوحات الجدارية البوذية التى يرجع تاريخها الى قبل 1000 سنة فى كهوف موقاو.

بيد أن دونهوانغ تعد مثالا واحدا فقط من المناطق التى تنقصها موارد المياه بشمال غربى الصين, حيث تغطى الصحراء 1.7 مليون كيلومتر مربع من الأراضى فى منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور ومنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم ومقاطعة قانسو ومقاطعة تشينغهاى ومنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى, محتلة 17.7 بالمائة من مساحة الصين البرية.

وبدأت البلاد ومقاطعة قانسو ومدينة دونهوانغ بدراسة الوضع الايكولوجى بالمدينة للبحث عن حلول للسيطرة على التدهور الحيوى فى دونهوانغ منذ عام 2007.

وكان ون جيا باو , رئيس مجلس الدولة الصينى , قد دعا خلال زيارة لمقاطعة قانسو فى عام 2009 الى بذل الجهود لانقاذ دونهوانغ من الاختفاء فى الصحراء.وقال ون "اننا لن نسمح بأن تصبح دونهوانغ لولان الثانية".

اذ ان لولان مملكة قديمة كانت تقع فى الموقع الذى يعد شمال غربى منطقة شينجيانغ حاليا ويعتقد أنه قد أبتلعتها الصحراء قبل نحو 1400 سنة.

وقال مسؤولون فى مصلحة موارد المياه فى قانسو ان الخطة ستنفذ بمرحلتين: المرحلة الأولى من عام 2011 الى عام 2015 وتبلغ استثماراتها 2.706 مليار يوان, وتهدف الى انشاء نظام لتنظيم استخدام المياه بشكل أولى بمدينة دونهوانغ وتخفيف انخفاض منسوب المياه فى النهر الرئيسى الذي يغذى المدينة, وتخفيف تدهور البيئة الطبيعية هناك بحلول عام 2015.

أما المرحلة الثانية فهى من عام 2015 حتى عام 2020 وتبلغ استثماراتها 2.016 مليار يوان وتهدف الى تشكيل النظام المتكامل لتنظيم استخدام المياه وتحقيق التوازن فى استغلال موارد المياه تحت الأرض بواحة دونهوانغ ورفع منسوب المياه تحت الأرض فى المناطق الرئيسية بحلول عام 2020, من أجل سد حاجات المناظر البيئية الطبيعية والسيطرة بشكل أساسى على تصحر واحة دونهوانغ وانكماش مساحة المروج الطبيعية حولها للحفاظ على التوازن الايكولوجى.

وأضافوا أنهم وضعوا سلسلة من الاجراءات لمعالجة المشاكل البيئية فى دونهوانغ حسب الخطة الأخيرة. وتتمثل الاجراءات فى تعديل هيكل المحاصيل الزراعية وتنمية الزراعة التى تحتاج الى مياه اقل لتوفير موارد المياه, بالاضافة الى اغلاق سفوح الجبال من اجل المحافظة على الغابات لاصلاح البيئة الطبيعية.

وقال رن شنغ لو , رئيس قرية خشوى بمدينة دونهوانغ, ان خطة استثمار أكثر من 4.7 مليار يوان لمعالجة المشاكل الحيوية فى دونهوانغ أمر جيد جدا, مضيفا أن "هذا أمر تطلعنا اليه في السابق, ونحصل الآن عليه بدعم البلاد."

ويعتقد المحليون أن الأمر الرئيسي فى المعالجة هى تطبيق اجراءات واستثمارات الخطة بشكل صارم فى غضون العشر سنوات المقبلة, واذا تم التطبيق فمن المتوقع أن يتحسن الوضع البيئى فى دونهوانغ لتجنب وقوع مأساة لولان فى دونهوانغ.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله