Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

ثقافة أبوظبى تطلق معرض” فجر التاريخ” فى العين فبراير القادم

أبوظبي / المسلة

 تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع متحف موسغارد الدانماركي معرضا بعنوان " فجر التاريخ ..البعثات الدنماركية والاكتشافات الأثرية في أبوظبي 1958-1972" خلال شهر فبراير المقبل في محيط قلعة الجاهلي بمدينة العين.ويهدف المعرض الى تسليط الضوء على الحفريات التاريخية للآثاريين الدانماركيين في إمارة أبوظبي بين عامي 1958 و1972 .

وأكد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن الهيئة تتبنى رؤية شاملة للثقافة تضم التراث المادي وغير المادي على حد سواء و تسخر جميع مواردها للحفاظ على الأصول المعمارية والأثرية لإمارة أبوظبي ..مشيرا إلى مواصلة تنفيذ جملة من المشاريع الحالية والمستقبلية فيما يتعلق بتنظيم العمل الأثري وتطوير الإجراءات الضرورية للإشراف على عمليات الترميم والمسح والتنقيب الأثري بشكل مشروع وبطرق علمية بحثية وفقا للمعايير العالمية المعتمدة في هذا الشأن فضلا عن تعزيز جهود حماية التراث الثقافي وإدارته والترويج له.

وأوضح أن متحف موسغارد قد عمل على استكشاف الآثار والثقافات التقليدية لدول الخليج العربي على مدى ما يقرب من 60 عاما بالتعاون مع السلطات المحلية ومن هنا تأتي أهمية هذا المعرض الذي تنظمه الهيئة للتعريف بحضارة دولة الإمارات خاصة وأنه في عام 2013 سوف يفتتح متحف موسغورد مبنى ضخما وجديدا للمعارض يضم قسما بأكمله مخصصا للتاريخ المبكر والثقافة في منطقة الخليج العربي.

من جهته اعتبر محمد خلف المزروعي المستشار بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن تسليط الضوء على الحفريات التاريخية للآثاريين الدانماركيين في أبوظبي بين عامي 1958 و1972 يصبّ في جهود تعزيز الهوية الوطنية والفخر بها وتعريف المواطنين والمقيمين والزوار بالتاريخ العريق لإمارة أبوظبي ودورها في مسيرة الحضارة الإنسانية.

وأكد أن الحفاظ على التراث المادي لإمارة أبوظبي وحمايته من الاندثار في شتى صوره يأتي في أولى محاور استراتيجية الهيئة المنبثقة عن استراتيجية حكومة أبوظبي مُشيرا إلى أن الهيئة تقوم وبالتعاون مع كافة الجهات المعنية بمراجعة سياسات التخطيط لحماية الأماكن ذات الأهمية التراثية والثقافية وتفادي أي عمليات توسّع غير مدروس من شأنه أن يؤثر على المكتشفات الأثرية.

وأوضح أن تاريخ الحفريات التي أجراها في أبوظبي فريق مؤلف من 34 آثاريا دنماركيا بقيادة بي.في.غلوب وتي.جي.بيبي يرجع إلى عام 1958 حين تمّ توجيه الدعوة لهم للبحث عن الحضارات الزائلة القديمة في إمارة أبوظبي التي ظلّ مجتمعها في ذلك الوقت تقليديا إلى حد بعيد. واتسم تمويل أول بعثة للحفريات الأثرية بموازنة محدودة للغاية تبلغ 2000 جنيه إسترليني.

وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي تم شحن جميع المكتشفات إلى المتحف في أرهوس ليجري حفظها وتسجيلها ودراستها ثم أعيدت إلى أبوظبي بعد افتتاح المتحف الوطني في العين عام 1971 .

وقد وفرت الحفريات التي أجريت بين عامي 1959 و1961 اللمحات الأولى حول عصر يعود إلى ما بين 4 ألاف إلى 5 آلاف عام حين كان هذا الجزء من شبه الجزيرة العربية مركز الحضارة الحية والغنية التي أدارت إنتاج وتوزيع كميات هائلة من النحاس إلى العالم القديم وسميت هذه الحضارة على اسم الجزيرة .. حضارة أم النار وتدلل مدافن أم النار حيث تم استخراج الكثير من القطع الأثرية على أهمية الوحدة داخل العشيرة أو القبيلة.

من جانبه أكد سامي المصري نائب المدير العام للفنون والثقافة والتراث مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي والتطوير في الهيئة أن استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تسعى كذلك إلى تفعيل دور المتاحف من النواحي التعليمية والتثقيفية وتعريف شرائح المجتمع المختلفة وتوعيتها وتثقيفها بتاريخ وحضارة دولة الإمارات العربية المتحدة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.

واكد ان تنظيم هذا المعرض الهام بالتعاون مع متحف موسغورد الدانماركي يسعى لإبراز عدد من أهم المواقع التاريخية والأثرية في المنطقة كمستوطنة أم النار ومدافن جبل حفيت ومدفن هيلي الكبير وبرج هيلي وقرن بنت سعود.يذكر ان حفريات أم النار كشفت عن حضارة جديدة بكل معنى الكلمة تعود إلى العام 2400 قبل الميلاد تقريبا وتم العثور على الكثير من آثار إنتاج النحاس وتصنيعه.وعاش تجار أم النار ومارسوا أعمالهم في بيئة منظمة تنظيما جيدا وفي ظل العديد من الأنظمة المعترف بها عالميا للأوزان والمقاييس بما فيها النظام المطبق في بلاد الرافدين.

اما مدافن جبل حفيت فقد اكتشف الخبير كارن فريفلت في عام 1970 أن عمر القدور الموجودة في هذه المدافن يبلغ 5 آلاف سنة وأنها جاءت من بلاد الرافدين- العراق حاليا ويبرهن هذا الاكتشاف على الروابط بعيدة المدى بين أبوظبي والمدن القديمة في بلاد الرافدين في هذه الحقبة من فجر التاريخ.

ومن برج هيلي كان يتم تنظيم الدفاع عن مستوطنة الواحة المهمة هذه وفي بلاد الرافدين كان يطلق عليها اسم "مجان" بوصفها بلدا غنيا بالنحاس والأخشاب والحجارة الصلبة والأحجار شبه الكريمة ووجد الآثاريون حول البرج فخارا شبيها بالذي تم اكتشافه في مدفن هيلي الكبير وأظهر ذلك ان الذين دُفنوا في هذا المدفن هم أنفسهم بناة البرج.

اما قرن بنت سعود فقد قام في فبراير 1970 الفريق الدانماركي برحلة قصيرة إلى هذا التكوين الصخري ووجد أنه مغطى بمدافن حجرية وكان أحدها غنيا بمكتشفات من العصر الحديدي.وفي الرميلة أشارت حفرية صغيرة أجريت عام 1968 إلى وجود مستوطنة مع بقايا لمنازل وأوان فخارية محفوظة جيدا تعود إلى العصر الحديدي فيما بين 900 إلى 600 قبل الميلاد.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله