مستقبل جديد للبشرية ولعالم الطيران
26 ساعة طيران متصلة لاول طائرة بالطاقة الشمسية
الاعداد لتجربة جدية للطيران لخمسة ايام دون توقف أو التزود بالوقود
شاهد الطائرة فى جنيف / خالد صلاح عطية
فى مطلع القرن الماضى تمكن الانسان من اختراع الطائرة وتمكن الامريكيان اورفيل رايت ويلبور عام 1903 من تصنيع اول طائرة فى التاريخ وتمكن اورفيل بمفرده من الاقلاع بالطائرة التى تم تصنيعها من الخشب والاسلاك وقطع القماش لمسافة 37 كيلو مترا وكانت هذه الرحلة هى البداية للمخترعين والطيارين للعمل المتواصل لتحسين تصميم الطائرة وظلت التجارب تزداد سنويا بسرعة اكبر ولمسافات اطول مقارنة بالرحلة الاولى وفى مطلع الثلاثينيات بدأ تشغيل الطائرات المصنعة من المعدن والتى حلت محل الطائرات الخشبية وتزامن هذا مع بداية اختراع المحركات النفاثة لتكون مصدرا لتزويد الطائرات بوحدات دفع ذات قدرات عالية
وخلال الحرب العالمية الثانية تم تطوير الطائرات واستخدامها لتكون اول المقاتلات ومع بداية الخمسينيات اصبحت الطائرات النفاثة تلعب دورا مهماً فى نقل الركاب من دولة لاخرى فى سهولة ويسر ولم يدر بخلد الكثيرين فى ذلك الوقت ان يشهد العالم على مدار الاعوام الماضية هذا التطور السريع فى هذه الصناعة والتى اصبحت اسرع وسيلة انتقال من دولة لاخرى واذا كان ماوصلت اليه صناعة الطيران لم يدر بفكر اكثر المتفائلين فى الماضى فإن عجلة الزمان مستمرة فى الدوران ولم يقف التطور او الفكر البشرى عند حد معين وانما استمرت الابحاث وظل الانسان ينهل من العلم وتمكن الانسان من بناء طائرة عملاقة تستوعب اكثر من 800 راكب بالاضافة الى امتعتهم ( الطائرة ايرباص 380) وانه من المؤكد ان السنوات القادمة ستشهد تطورا غير متوقع هذه الصناعة وستلعب الطاقة الشمسية دورا كبيرا فى مستقبل البشرية وان كانت الابحاث خلال السنوات الماضية انحصرت فى عدة اتجاهات ومن بينها وأهمها كيفية ترشيد استهلاك الوقود وتعددت الابحاث والدراسات وخرجت العيد من التوصيات والاسس التى تساعد شركات الطيران فى حال اتباعها على تقليل استهلاك الوقود والتى اخذت بها العديد من الشركات .. وأصبحت الانبعاثات الناتجة عن الرحلات الجوية مصدرا جديداً للتجارة حيث قررت الدول الاوروبية فرض رسوم جديدة على كل شركات الطيران التى تطير فوق المجال الجوى الاوروبى تحت بند تجارة الانبعاثات حيث سيفرض على كل طائرة تدخل الاجواء الاوروبية بداية من عام 2020 سداد رسوم مقابل الانبعاثات التى تحدثها الطائرة فى الاجواء الاوروبية .
الطيران بالطاقة الشمسية :
واذا كان العالم يلهث وراء الابحاث للوصول الى حلول جذرية لترشيد استهلاك الوقود فإن هناك مؤسسة سويسرية نجح خبراؤها على اخراج طائرة جديدة تعمل بالطاقة الشمسية وان كانت التجربة الاولى التى تمكنت هذه المؤسسة من تنفيذها تحت اشراف اثنين من الطيارين هما اندريه بروشبرج وبيرنارناد بيكارد قد كتب لها النجاح وتمكن الطيار اندريه بروشبرج من التحليق بالطائرة الجديدة التى تم تصميمها وتنفيذها بعد تجارب عديدة من التحليق بالطائرة فى اول تجربة لمدة 26ساعة متصلة فى اول تجربة للطائرة التى بدأ بناءها فى نوفمبر 2003 وتمكن قائدها من التحليق على ارتفاع 8500 مترا ( 27900) قدم داخل الاجواء السويسرية فى ابريل الماضى لمدة 26 ساعة متصلة دون ان يتم تزويدها بأى نوع من أنواع الوقود وتم الاعتماد بالكامل على الطاقة الشمسية من خلال بطاريات يتم شحنها طوال ساعات النهار ويتم استخدام هذا الشحن خلال ساعات الليل .. ليبث فريق العمل صحة نظريتهم التى وضعوا لها عنوان الطيران بدون وقود من اجل بيئة أفضل واذا كانت هناك تجارب عديدة تتم حاليا من قبل العديد من الشركات لاستخدام الوقود الحيوى فى محاولة للحفاظ على البيئة فإن فريق العمل الذى يقود البحث فى كيفية الوصول الى الطيران بدون وقود اعتماداً على الطاقة الشمسية مستمر فى ابحاثه كما يشير لذلك الطيار اندريه بروشبرج وتنصب الابحاث حالياً على بناء طائرة جديدة تكون جاهزة للطيران عام 2013 تتسع لاثنين من الطيارين لاتمام اكبر تحدد لها عام 2014.
فوق سماوات اوروبا :
ويقول الطيار بيترناد بيكارد ان مطلع الربيع القادم سيشهد تجربة جديدة بالطائرة لساعات طيران اطول حيث يتم حالياً وضع خط سير الطائرة والتى من المقرر ان تكون هذه الرحلة فوق المجال الجوى الاوروبى مشيراً الى التنسيق التام بين المؤسسة والقائمين على المجال الجوى الاوروبى لتحديد اليوم المقرر لاجراء التجربة نظراً لقيام الطائرة بالتحليق على ارتفاع 8500 متر وهو نفس معدل الارتفاع الذى تطير عليه الطائرات العادية وقال ان هدفنا من نجاح هذا المشروع ليس المحافظة على البيئة ولكن ايضاً القضاء على التلوث فى ظل التغيرات المناخية مع ايجاد طاقة بديلة تكون صديقة للبيئة والانسان.
بدون وقود :
وقال الطيار اندريه بروشبرج ان المرحلة الحالية تشهد تصميم الطائرة الجديدة والتى تتسع لعدد 2 من الطيارين مع زيادة المساحة الداخلية للطاقم حتى يتمكن احدهم من القيام اثناء الرحلة والمشى بضع خطوات بالاضافة لضرورة مراعاة تجهيز الطائرة بدورة مياه صغيرة ومكان لحفظ وجبات الطعام مشيراً الى الابحاث الحالية تشمل ايضأ نوعية الطعام الذى يجب تناوله خلال الرحلة لتوفير الطاقة المطلوبة وانه فور انتهاء الابحاث المختلفة وطذلك الانتهاء من بناء الطائرة الجديدة ستقوم برحلة طويلة لمدة خمسة ايام متصلة يتعاقب خلال النهار مع الليل للاستفادة من الطاقة الشمسية التى يتم شحن البطاريات بها طول ساعات سطوع الشمس مشيرا الى ان هذه التجربة سيتم تنفيذها خلال عام 2013 أو 2014 مشيراً الى أنه لكى يتحقق ذلك فإنهم سيخضعون لعمليات تدريبية كثيرة من بينها كيفية الاعتياد على النوم لمدة لاتتجاوز 20 دقيقة كل ثمانى ساعات حتى يظلا مستيقظين طوال زمن الرحلة وكذلك التدريب على الجلوس لفترات طويلة لان هذه الطائرة لايتوفر بها امكانية السير بداخلها أو الوقوف فيها.
وأكد اندريه ان هدفهم الاول ليس بناء أو انتاج طائرات نقل ركاب أو بضائع ولكننا نهدف الى المحافظة على البيئة فى المقام الاول وتوفير التكنولوجيا اللازمة التى يمكن للشركات المصنعة للطائرات الاعتماد علبها فى بناء وانتاج اجيال جدية من الطائرات مشيراً الى ان ابحاثهم لم تجد اى معاونة من قبل الشركات المصنعة للطائرات المدنية خاصة شركتى بوينج والايرباص.
محاولة لقراءة المستقبل :
وأعلن الطيار بيرترناد بيكارد انهم يعملون وفق رؤية جيدة فى محاولة لقراءة المستقبل وهى رسالة الى العالم كله بضرورة البحث فى كيفية الاستفادة من الطاقة الشمسية فى مختلف المجالات مشيراً الى انفاق المؤسسة 115 مليون فرنك سويسرى ( 140 مليون دولار امريكى تقريباً ) خلال عشرة أعوام فى الابحاث وبناء الطائرة الاولى مشيرا الى ان سلطات الطيران المدنى السويسرى قدمت لهم العديد من المساعدات طوال فترة الابحاث وانه تم التنسيق من خلالهم للطيران فوق سماوات مختلف الدول الاوروبية خلال التجربة القادمة.
وقال الطيار بيرترناد بيكارد ان الدراسات التى اجرتها المؤسسة تؤكد ان وضع الطيران المدنى سيختلف خلال الثلاثين عاماً القادمة فارتفاع اسعار الوقود سيقضى على شركات الطيران منخفضة التكاليف بالكامل وكذلك ستسبب فى افلاس نصف شركات الطيران العادية ولذلك لابد ان تعمل هذه الشركات من الان على ايجاد البديل .. وتأتى الطاقة الشمسية من بين الحلول الرئيسية لاستمرار صناعة النقل الجوى مشيراً الى أن هناك دراسات تتم حالياً لتخفيض وزن الطائرات بنسبة تصل الى 30 % خلال السنوات القليلة القادمة وهناك رؤية لعام 2050 يتم وضعها حالياً تعتمد على توفير طائرات بدون وقود وقال ان الدراسات تؤكد ضرورة الاعتماد على الطاقة الشمسية خلال المرحلة القادمة فى مختلف وسائل النقل من طائرات وقطارات وسيارات الى جانب امكانية الاستفادة من الطاقة الشمسية فى صناعات اخرى كثيرة.
وأكد الطيار بيرتارناد بيكارد على انهم لايحتاجون الى دعم او مساندة الشركات المصنعة للطائرات حالياً وانه يجب على هذه الشركات ان تقوم بطرق ابواب المؤسسة لانها تمتلك سر هذه الصناعة المتقدمة وسنوفر عليهم سنوات من الابحاث والتجارب.