القاسمى يفتتح معرض "رسول الرحمة والإنسانية وفضائله في المدينة النبوية"
للفنان عبد الله الصانع في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية
الشارقة "مركز أخبار المسلة"…تحت رعاية الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتح الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس الدائرة المالية والمركزية في الشارقة معرض " رسول الرحمة والإنسانية وفضائله في المدينة النبوية"، المقام في متحف الحضارة الإسلامية بالشارقة للفنان السعودي الشهير عبد الله الصانع، ، والذي تمتد فعالياته حتى يوم 23 يوليو من العام الحالي.
وبهذه المناسبة قالت منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة: " نفخر بأن تكون إمارة الشارقة من أوائل المحطات التي تستضيف الفنان الشهير عبد الله الصانع وتحفه الفنية المتميزة. ونحن في إدارة متاحف الشارقة نسعى بكل السبل إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة والإجراءات المطلوبة لتفعيل أدوارنا في كافة الميادين، ونعمل على تنظيم الفعاليات والمعارض التي من شأنها تطبيق توجيهات الشيخ سلطان القاسمي والتي تهدف إلى توفير أرقى المعايير في مجال المتاحف للزائرين في إمارة الشارقة، وتنظيم المعارض المتخصصة وإطلاق البرامج التعليمية الخاصة، بالإضافة إلى نشر الأبحاث والوصول إلى كافة شرائح المجتمع.
وأضافت عطايا: "تأتي استضافة هذا المعرض من ضمن فعاليات متحف الشارقة للحضارة الإسلامية التي تهدف لإبراز الدور الفعال للحضارة الإسلامية العريقة، ليس في تاريخها المجيد فقط ولكن أيضا في ما تقدمه من إنجازات فنية وعلمية وحضارية تفيد مجتمعات العالم أجمع. ونأمل أن تكون هذه الفعالية بداية لانطلاق سلسلة من الفعاليات والإسهامات الناجحة في المسيرة الثقافية الإسلامية التي تعزز من مكانة الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014."
ويقام هذا المعرض المتميز تحقيقاً لأهداف متنوعة تمت دراستها والإعداد لها خلال خمس سنوات من التحضير والإخراج وباختيار الأحاديث من البخاري والمسلم، ومن أهم هذه الأهداف توجيه الدعوة لجميع المسلمين وغير المسلمين في شتى بقاع العالم لإبراز عظمة هذا الدين ممثلة بسيد المرسلين وبدستورنا العظيم من خلال الآيات والأحاديث، كما يساهم هذا المعرض بإظهار الروح الفنية من خلال الخطوط والزخارف الإسلامية حيث تم الإخراج ورسم جميع الأحاديث الشريفة في هذا المعرض على شكل الفم المنفرج بين شفتين عليا وسفلى وكأنها تكلم المشاهد وتروي لها ما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من معجزات وفضائل كثيرة اختصت برسولنا دون غيره .
كما يحمل هذا المعرض أهدافاً تعريفية ومن خلال التواصل مع الأخرين في الغرب ومد جسور الحوار بين حضارتنا الإسلامية وفنونها وحضارة الغرب وفنونه .
فضلاً عن ذلك فإن هذا المعرض يساهم في ترسيخ مبادئ إنسانية المسلم وسماحة مورثاته وإسهاماته في تأسيس تاريخ الحضارة البشرية ونقل الصورة الواقعية لجمال هذا الفن من خلال نقل حضارتنا وفنوننا، ويعتبر بمثابة دعوة للتآخي وهي رسالة سلام تظهر سماحة الفكر الإسلامي وتعكس الموروث العربي الأصيل .
ومن جانبه عبر الفنان عن فخره بالمشاركة في هذا المعرض وقال: "لقد كانت إرادة الله سبحانه وتعالى أن ينطلق هذا المعرض مرة خارج المملكة العربية السعودية، وبعدها يطوف العالم حيث كانت محطته الأولى دولة قطر الحبيبة، لتكون محطته الثانية الآن إمارة الشارقة حماها الله وأدام عزها ممثلة برائد نهضتها ومركز إشعاعها الحضاري الدائم وحامي حرفها العربي من الاندثار ورائد فنونها وحضارتها وتراثها العربي والإسلامي الشيخ سلطان بن محمد القاسمي وكان لي الشرف أن أعرض أعمالي التي ستزين مستقبلاً شوارع مدينة رسول الله ليشاهدها زوار العالم."
وأضاف: "لقد كتبت هذه الآيات والأحاديث بطريقة تنافسية ومبتكرة أدهشت المشاهدين في معرضنا الأول، حيث أن هذه الأحاديث النبوية قد صبت بقالب واحد يشبه الفم المنفرج بشفتين عليا وسفلى وكأنها ناطقة بأقوال سيد الكائنات، وهي طريقة جديدة تظهر لأول مرة في تاريخ المعارض ، وقد اختيرت هذه الأحاديث من البخاري ومسلم ، وأنا أخطط عند عرضه في الدول الغير مسلمة أن أضيف لهذا المعرض التقنية الصوتية ولأول مرة كذلك في تاريخ المعارض. وأتمنى لأبناء الشارقة وجميع الزوار أن يتمتعوا في هذا المعرض."
ومن الجدير بالذكر أن عبد الله الصانع «خطاط الكلمة السامية» اكتسب شهرته في الخط العربي من خلال عمله لأكثر من 3 عقود في وزارة التخطيط السعودية، قدم خلالها بخطه الخطة الخمسية للسعودية مرتين، الأولى في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، والثانية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، قبل أن تأخذ المطبعة مكانه وتصبح الخطط مطبوعة بواسطة الآلة.
إلى جانب كتابته لخطة الدولة، قام الصانع أيضا بعمل أختام وزارات عديدة وشخصيات نافذة من العائلة السعودية الحاكمة، إلى جانب عمله خطاطا لسجل التشريفات لزوار المملكة من الملوك والرؤساء والقادة حيث كان يخط أسماءهم في السجل الخاص لتقوم بعدها الشخصية الزائرة بالتوقيع.
الصانع الذي أبصرت عيناه النور في 1948 بمدينة الزبير بالعراق، تعلم الخط العربي بمعهد الفنون الجميلة ببغداد ونال شهادة فيه عام 1971، وهو يفخر بأن يكون قد تدرب على يد أهم الخطاطين في العالم الإسلامي في العصر الحديث من أمثال هاشم البغدادي، ونزيه سليم، وفائق حسن، وإسماعيل فتاح ترك، وسعد شاكر، وشاكر حسن آل السعيد، وإسماعيل الشيخلي، إلى جانب الصداقة العميقة التي تربطه بآخرين، منهم خطاط المصحف الشريف عثمان طه، وخطاط الحرم المكي الشريف عبد الله رضا، وآخرون. ويتميز الصانع عن غيره برؤيته الخاصة للخط العربي التي تتمثل في كونه جانبا من جوانب الحضارة الإسلامية العظيمة يجب أن يصل إلى كل أذن وعين وقلب في هذا العالم كما يقول.