القاهرة " المسلة " … أعلن الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشئون الآثار اليوم، بدء رفع الغطاء الحجري تمهيداً لبدء أعمال ترميم وتقوية أخشاب المركب الثاني للملك خوفو بمنطقة الأهرامات بالجيزة. صرح حواس بأن هذا المشروع يأتي في إطار التعاون بين مصر واليابان وهو أول مشروع ترميم في العالم تستخدم فيه التكنولوجيا الحديثة في مجال الترميم.
وقال حواس إن المشروع يستغرق خمسة أعوام يتم خلالها رفع الأخشاب التي من المتوقع أن تكون في ثلاث عشرة طبقة سيتم نقلها إلي داخل الموقع للبدء في ترميمها بعد إجراء الأبحاث على نوعية الأخشاب الموجودة منذ 4300 عام تقريباً. أضاف أنه ستتم إقامة مبنى خاص كمتحف للمركب الثانية عند المدخل الجديد لمنطقة الأهرام من ناحية طريق الفيوم. وأضاف في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده بحضور يوشيمورا ممثلاً عن جامعة "واسيدا" اليابانية، إنه أثناء عمليات تنظيف الحشوات الحجرية للألواح الحجرية للمركب تم الكشف عن خرطوش يحمل اسم الملك خوفو وبجواره اسم ابنه وولي العهد جدفرع ولكن بدون خرطوش.
ويعد هذا الكشف هو الثاني من نوعه في العثور على اسم الملك خوفو داخل الإطار الملكي المصري المعروف بالخرطوش ضمن مجموعته الهرمية حيث عثر من قبل على خرطوش الملك خوفو داخل الحجرات الخمس الموجودة بالهرم الأكبر، ويؤكد هذا الكشف أن هذا المركب الثانية من المحتمل أن تكون قد تم وضعها قبل المركب المجاورة لها والموجودة الآن داخل المتحف الخاص بها بمنطقة الأهرامات.
وأكد حواس في مؤتمره الصحفي اليوم أن هذا المركب والمركب المجاور له الموجود بجوار الهرم الأكبر هما مركبان للشمس وكانت المركب الأول قد كشف عنها المهندس الراحل كمال الملاخ في مايو 1954 كما عثر على فتحه المركب الحالية منذ عام 1994 إلا أنها بقيت مغلقة طوال السنوات الطويلة الماضية إلا أنه في عام 1987، حينما كان أحمد قدري رئيس لهيئة الآثار بدأت تجربة جديدة لتصوير ما بداخل حفرة المركب من محتويات دون المساس بها وتم وضع أجهزة قياس الحرارة والرطوبة داخل الحفرة وأثبت أن الرطوبة تبلغ 4 % وأوضح أن الفريق الياباني المصري استخدما تجهيزات دقيقة للتحكم في درجة الحرارة والرطوبة آلياً لتكون درجة الحرارة عند 25 مئوية ونسبة الرطوبة عند 25 % حتى لا تتأثر أخشاب المركب.
هذا ويصل عدد الكتل الحجرية التي تغطي الحفرة الثانية لمركب الملك خوفو إحدى وأربعين كتلة حجرية وتبلغ أطوالها أربعة أمتار بعرض متر واحد ويصل وزن اكبر كتلة إلي حوالي 16 طناً وأوضح يوشيمورا أنه تم تصميم أجهزة رفع حديثة لرفع الأحجار من الحفرة وتغطيتها بألواح خشبية معالجة كيميائياً وتم حشوها بعازل حراري وذلك للحفاظ على أجواء لرطوبة والحرارة داخل حفرة المركب وقد تم بالفعل اليوم رفع أول كتلة حجرية.
وأعرب زاهي حواس عن سعادته بهذا العمل الأثري والعلمي والذي من شأنه أن يكشف المزيد من المعلومات التاريخية عن الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر. وقال إنه شاهد اليوم في ساعات الصباح ألفا سائح من مختلف الجنسيات لزيارة الأهرامات وأبو الهول وأضاف أن مواقع مصر السياحية والأثرية بخير ومؤمنة تماماً. وأوضح أن كافة التعديات التي وقعت على أراضي الآثار تم رفعها بالتعاون مع القوات المسلحة وأجهزة الشرطة وأنه سيتم استكمال إزالة باقي تلك التعديات على مدار الشهرين القادمين.