لندن "المسلة" ….. نجحت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» ضمن جهودها في الترويج لإمارة الشارقة استثمارياً في استقطاب أكثر من 200 مستثمر وصناع قرار من الشركات البريطانية الراغبة في توسعة أعمالها خارجياً للمشاركة في أعمال ملتقى «يوم الشارقة في لندن»، الذي نظمته بمشاركة مجموعة جهات حكومية وخاصة من الشارقة أول من أمس في لندن.
وأكدت «شروق» خلال الملتقى مكانة الإمارة كخيار استراتيجي وبوابة مهمة للدخول إلى المنطقة من خلالها في وقت تمكنت فيه الهيئة من عقد شراكات استراتيجية مهمة مع عدد من الشركات والجهات الحكومية في المملكة المتحدة.
وترأس وفد الشارقة في الفعالية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، بحضور عبدالرحمن غانم المطيوعي، سفير الدولة لدى المملكة المتحدة، والشيخ محمد بن مكتوم آل مكتوم الوزير المفوض بسفارة دولة الإمارات في لندن، واللورد كليمنت جونز، الشريك الإداري لشركة «دي إل إيه بايبر» البريطانية، وحميد ضياء جعفر رئيس مجلس إدارة مجموعة الهلال، والدكتورة أفنان الشعيبي، الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية – البريطانية، وعدد من رؤساء ومديري وممثلي الهيئات والمؤسسات الرسمية والاستثمارية من المملكة المتحدة والشارقة حسبما ذكرت البيان.
علاقات تاريخية
وأكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، «ترتبط إمارة الشارقة والمملكة المتحدة بعلاقات اقتصادية تاريخية تعود إلى العام 1800 وتعتبر الأقدم في دولة الإمارات والمنطقة، واليوم من خلال هذا اللقاء نسعى إلى مواصلة توطيد تلك العلاقات المتميزة بيننا، ونظرتنا كانت دائماً إلى شركائنا في المملكة المتحدة ليس فقط على الصعيد المالي بل أيضاً ننظر إلى تأثيرها في خلق منصات مشتركة للابتكار والإبداع وفرص العمل، وأيضاً تأثيرها في الجانب الثقافي»
وأضافت الشيخة بدور القاسمي «تعتبر الشارقة واحدة من أكثر المناطق الواعدة لنمو الأعمال في الشرق الأوسط، كما أنها توفر بيئة استثمارية متميزة في المنطقة، وقد اخترنا تنظيم (يوم الشارقة في لندن) لترويج مقومات الشارقة الاقتصادية والاستثمارية، ولنعطي دفعة قوية للعلاقات التاريخية، وكذلك لتعزيز جهودنا الرامية إلى التعريف بالبيئة المحفزة التي تتمتع بها الإمارة بين الشركات البريطانية».
وأعلنت الشيخة بدور القاسمي خلال كلمتها عن عزم هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير«شروق» عن افتتاح أول مكتب خارجي تابع لـ «شروق» خارج الإمارات في المملكة المتحدة، وسيتولى المكتب الجديد المهام المتعلقة بتسويق إمارة الشارقة ومميزاتها ومشاريعها الريادية في بريطانيا والقارة الأوروبية عموماً.
كما سيسهل المكتب إجراءات تأسيس الشركات البريطانية والأوروبية في الإمارة ويعمل على تلبية جميع تطلعات المستثمرين والإجابة عن كل استفساراتهم المتعلقة ببدء الأعمال في الشارقة وقابلية التوسع منها مستقبلاً إلى المنطقة، وكيفية الاستفادة بالشكل الأمثل مما توفره من مزايا استثنائية للشركات وأصحاب رؤوس الأموال.
من جهته، أكد عبدالرحمن غانم المطيوعي حرص دولة الإمارات على توطيد سبل التعاون الاقتصادي مع المملكة المتحدة، وأن حرص عدد كبير من الشركات ورجال الأعمال والمستثمرين البريطانيين على حضور فعاليات الملتقى والاجتماع مع ممثلي الدوائر الحكومية في الشارقة، يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الإمارات وبريطانيا وسعي الطرفين إلى مواصلة العمل والبناء عليها.
وسلط اللورد كليمنت جونز، الشريك الإداري لشركة «دي إل إيه بايبر» البريطانية، الضوء على ما تمثله المميزات الفريدة التي تتمتع بها إمارة الشارقة من فرص لنمو أعمال شركته، والشركات البريطانية عموماً، فيما استعرضت الدكتورة أفنان الشعيبي، الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية – البريطانية، طبيعة العلاقات التجارية بين الدول العربية والمملكة المتحدة ومراحل تطورها، والتوقعات الخاصة بها في ظل الانفتاح في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
وقدم مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، نبذة عن أبرز المقومات الاقتصادية والجغرافية والاجتماعية التي تتمتع بها الشارقة وما يمكن أن تقدمه الفرص المتوافرة لرجال الأعمال البريطانيين من عائدات مجزية، لا سيما في قطاعات السياحة والسفر والخدمات اللوجيستية والنقل والرعاية الصحية والبيئة.
البيئة الاقتصادية
وقال السركال: «استشعرنا أهمية وجودنا على الدوام قرب المستثمرين والمهتمين بإطلاق الأعمال في الشارقة، ومن خلال من هذه اللقاءات نسعى إلى إبقائهم على اطلاع حول كل ما يستجد من أحداث في واقع البيئة الاقتصادية في الشارقة، لنكون بمثابة قناة تواصل مباشرة مع الإمارة تعكس وضع بيئة الأعمال بكل شفافية وصدق، وتسهل دخول الاستثمارات البريطانية والأوروبية إلى الإمارة».
واستعرض المدير التنفيذي لـ «شروق» التاريخ العريق للعلاقات بين الشارقة والبريطانية، التي تمتد إلى عام 1820، تاريخ تأسيس أول اتفاقية اقتصادية بين الجانبين، موضحاً أنه يمكن وصف علاقات الإمارات وبريطانيا بالعميقة جداً، إذ يتم تسيير 170 رحلة في الأسبوع بين البلدين.
وهناك 240 ألف مقيم بريطاني في الإمارات، منهم 120 ألف موظف كما أن الإمارات تستثمر في عدد من المشروعات الرائدة في بريطانيا، وتابع: «في المقابل، فقد سجلنا 5.7 مليارات جنيه استثمارات بريطانية مباشرة في الإمارات 2011 وهناك اليوم 7557 شركة بريطانية عاملة في الدولة».
وشارك ضمن الوفد خالد بن بطي الهاجري، مدير عام غرفة الشارقة وخالد حريمل، الرئيس التنفيذي لشركة «بيئة» وحسين المحمودي الرئيس التنفيذي لشركة الأعمال التجارية للجامعة الأميركية في الشارقة، والدكتور عبدالعزيز المهيري، مدير هيئة الشارقة الصحية.
والشيخ سعود بن محمد القاسمي، نائب رئيس قسم الاستثمار الصناعي في دائرة التنمية الاقتصادية ولالو صامويل، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لشركة «كنجيستون القابضة»، وجيمس موفات، الرئيس التنفيذي لشركة «لامبريل» وأحمد السويدي، رئيس قسم الاستثمار التجاري في الدائرة.
جلسة حوارية
وخلال الملتقى، تم تنظيم جلسة حوارية تحت عنوان «المملكة المتحدة والشارقة.. قصص وشراكات ناجحة»، شارك فيها كل من: خالد حريمل، الرئيس التنفيذي لشركة الشارقة للبيئة «بيئة»، وحسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لشركة الأعمال التجارية للجامعة الأميركية في الشارقة.
والدكتور عبدالعزيز المهيري، مدير هيئة الشارقة الصحية، ولالو صامويل، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لشركة «كنجيستون القابضة»، وجيمس موفات، الرئيس التنفيذي لشركة «لامبريل»، وأدارها أوليفر كورنوك، مدير التحرير في «أوكسفورد بزنس».
وتناولت الجلسة استعراضاً للعلاقات الاقتصادية الإماراتية البريطانية، وتلك التي تربط الشارقة ببريطانيا على وجه الخصوص، إضافة إلى عدد من قصص نجاح الشركات البريطانية في الشارقة، وكيف استطاعت الاستفادة من البيئة المشجعة في الإمارة لتحقيق النمو خلال فترة وجيزة، كما ناقشت عوامل الجذب للشركات الأجنبية والفرص الكامنة في اقتصاد الإمارة.
واستعرض خالد حريمل أهم المشاريع التي تعمل عليها الشركة ضمن إمارة الشارقة الفرص الكبيرة المتاحة في قطاع البيئة، معرباً عن شكره لهيئة الشارقة للتطوير والاستثمار لتنظيم الملتقى وإتاحة الفرصة لتقديم فرص الاستثمار المميزة في مجال البيئة، بالإضافة إلى تطوير فرص التعاون مع الشركات البريطانية.
وأشار حسين المحمودي إلى فرص الأعمال والاستثمارات التي يمكن أن يشارك فيها قطاع التعليم والطلبة، والدور الرئيس لتبادل الخبرات وعقد الشراكات الاستراتيجية في تسريع وتيرة التوظيف والنمو الاقتصادي في البلدين.
اجتماعات
في ختام أعمال الملتقى تم عقد سلسلة من اجتماعات العمل الثنائية مع عدد من الشركات البريطانية المهتمة بالاستثمار في الشارقة، لبحث سبل تسهيل إجراءات إطلاق أعمالها في الإمارة، وتقديم كل أشكال الرعاية والدعم اللازمة لها.
زيارات ميدانية تستشرف الشراكات الاستراتيجية
سبق فعاليات الملتقى زيارات عمل ميدانية نفذها وفد الشارقة الخميس الماضي لمقار عدد من الشركات والهيئات الحكومية البريطانية، للتعرف إلى أفضل الممارسات العالمية المتبعة لديها في استقطاب الشركات الرائدة وجذب الاستثمارات، وعقد شراكات استراتيجية معها، إضافة إلى الترويج للإمارة بصفتها وجهة رئيسة للأعمال في المنطقة.
وزار وفد الشارقة، هيئة التجارة والاستثمار البريطانية، وتعرف إلى إجراءاتها في مساعدة الشركات التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً، وأيضاً المستثمرين الدوليين الذين ينظرون إلى بريطانيا كوجهة للاستثمار، ودعمهم لتحقيق النجاح في الأسواق العالمية والمحلية المستهدفة.
وفي «كلية لندن الإمبراطورية»، جامعة العلوم عالمية المستوى وذات السمعة الدولية المرموقة على صعيد التدريس والبحوث، تعرف أعضاء الوفد على منهجية الجامعة القائمة على الالتزام بتطوير الجيل المقبل من الباحثين والأكاديميين والعلماء في مختلف التخصصات؛ كما تعرفوا في «ميدسيتي»، على آليات تعزيز وتنمية قطاع علوم الأحياء في الجنوب الشرقي لإنجلترا، وجذب الاستثمار والمشاريع التجارية والصناعية إلى المنطقة في هذا المجال.
خدمات مهنية
وفي «غرفة تجارة لندن» اطلع الوفد إلى المجموعة الواسعة من الخدمات العملية والمهنية التي تقدمها الغرفة لأعضائها، وكيفية تمثيلها مصالحهم في المحافل الدولية.
وفي آخر محطات الزيارة اطلع الوفد على المهام الرئيسة لمبادرة «فيوتشر سيتي كاتابلت»، التي تعنى بتسريع تطوير الأفكار الحضرية وتنفيذها على أرض الواقع في المجتمعات.