بقلم جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
القاهرة "المسلة"… قال لي صديق عائد من اجازة في تركيا انه لا وجه للمقارنة بينها وبين مصر في كل شيء .. في الاسعار.. والمزارات.. والطقس.,اكد لي ان كل شيء نار في هذا البلد سواء ما يتعلق بالاقامة أو المشتريات. اشار الي ان الليرة التركية التي كانت تساوي كل عشر منها واحد يورو اصبحت حاليا الليرة الواحدة تساوي واحد يورو وهو ما انعكس بشدة علي ارتفاع الاسعار.
ويضيف الصديق احمد الحداد ان هذا ليس رأيه وليس احساسه أو تقديره وحده ولكنه رأي كل السياح الذين التقي بهم خلال رحلته والذين ذهبوا الي تركيا بديلا عن مصر خوفا من الانفلات الامني وعدم الاستقرار.
> > >
بعض هؤلاء السياح كانوا يحلمون بمشاهدة الاهرامات والاثار الفرعونية ونهر النيل العظيم وكثير من المعالم المنتشرة في انحاء مصر.. ان زيارتهم لتركيا انحصرت في مشاهدة الجامع الازرق وبعض القصور الفرعونية ومضيق الدردنيل.. وفيما يتعلق بالشواطيء التركية يقول هذا الصديق ان غالبيتها صخرية لاتوجد فيها الرمال الذهبية المتوافرة علي معظم الشواطيء المصرية. كل السياح الذين التقي بهم في تركيا قالوا له أن مصر تملك ثروة سياحية عظيمة وانها تعد أجمل بلد في الدنيا.
اثار اهتمامي هذا الحديث علي ضوء ما تعاني منه السياحة المصرية في الوقت الحالي والتي تتعرض للضغوط والنكسات الواحدة تلو الاخري.
وكما هو معروف فإن حركة السياحة الوافدة الينا كانت قد بدأت تتعافي لتصل الي 60٪ في ابريل الماضي خاصة في المقاصد الشاطئية علي سواحل البحر الاحمر وجنوب سيناء. كان من المفروض ان يتواصل تصاعد نسبة الاقبال والاشغال السياحي ولكن جاءت فتنة امبابة أوقفت النمو ودفعت به الي التراجع ليصل مابين 10٪ و 16٪.
> > >
وعلي مدي الشهور التي صاحبت هذا الانحسار السياحي ومع توالي الاحداث السلبية علي الساحة المصرية فان خبراء السياحة وكذلك الدوريات الصحفية السياحية اتفقوا علي ان تركيا ستكون ضمن المقاصد البديلة للسياح الذين كانوا يفضلون مصر خاصة السياح العرب، وبناء علي ذلك فان كانت هناك توقعات بزيادة كبيرة في الحركة السياحية الوافدة الي تركيا. من المؤكد أن ماحكي لي عنه الصديق المصري من واقع تجربة زيارته لتركيا سوف يجعل المقارنة لصالح مصر.. وهو ما سوف يتمثل في انتعاش حركة السياحة اليها عندما تتحسن الاحوال بإذن الله.
وعلي ضوء المتابعة للعلاقات السياحية اقليميا ودوليا وتواصلا للعلاقات الطيبة التي تربط مصر وتركيا فقد كان طبيعيا أن تكون هناك لقاءات مع المسئولين عن النشاط السياحي في دول العالم.
> > >
وفي اطار التعاون في المجال السياحي وارتباطه بالعلاقات السياسية والاقتصادية التقي منير فخزي عبدالنور وزير السياحة المصري بالسفير التركي بالقاهرة من اجل دعم التعاون في المجال السياحي بين البلدين.. تناول اللقاء تكثيف الجهود لعودة الحركة السياحية التركية الي ما كانت عليه قبل احداث ثورة 25 يناير.. وتقول الارقام أنه قد زار مصر عام ٠١٠٢ »٦١٦ الف سائح تركي« ولكن هذه الاعداد انخفضت بنسبة ٠٣٪ علي مدي الشهور الثلاثة الماضية وهو الامر الذي يتطلب العمل علي تنشيط الحملات الدعائية والتسويقية في السوق التركي خلال الفترة القادمة من اجل استعادة هذه الحركة والتي كانت قد شهدت زيادة بنسبة ٥٤٪ عام ٠١٠٢. لتحقيق هذا الهدف طلب السفير الاهتمام بتقديم التسهيلات للسياح الاتراك خاصة مايتعلق بالتأشيرات الي جانب المشروعات المشتركة في المجال السياحي وتوفير الخدمات التي تتفق وتتوافق مع ذوق هذا السائح. واتفق خلال الاجتماع أن شهر رمضان المعظم يعد فرصة كبيرة لجذب واغراء السياح الاتراك علي زيارة مصر انطلاقا من الروابط الدينية والتعاونية والتاريخية بين الشعبين.