بقلم سعيد جمال الدين
حقيقى لا أفهم ما يحدث فى مصر حالياً .. لماذا هذه النظرة العدائية للسياحة من بعض الاتجاهات والائتلافات التى ظهرت ونشأت بعد ثورة يناير الماضى .. فقد سمعت من عدد ممن يطلقون على أنفسهم لجان شعبية أو إئتلاف شعبى أو حركات ثورية تحررية إنكشارية بأنهم يرفضون إعتماد مصر على صناعة هامة مثل السياحة وأنه يجب البحث عن صناعات أخرى تكون أكثر نفعاً من السياحة ..
لأنهم من وجهة نظرهم لا يشعرون بهذه الصناعة ولم يدخل جيوبهم أياً من إيرادات السياحة .. وللأسف لقد ظهرت هذه النظرة العدائية والإستعدائية للسياحة مؤخراً ..وما كنا ننتهى من أراء السلفيون وأن السياحة حرام لأنها تعتمد على العرى وزيارة الآثار لكونها تماثيل وأصنام وهنا فرق بين عبادة الأصنام مثل اللاتى والعزة وغيرهما وبين زيارة ما كان يقومون به المصريون قبل الإيمان بالله بعبادته ..
الغريب إننى عندما ناقشت أحد ممن يقولون من شباب الثورة وللأسف فهو مدير مدرسة إعدادى وهو أحد قادة إئتلاف الوعى الديمقراطى الشعبى وتبين أن فكر هذا الصديق الذى أعرفه منذ سنوات وقاد أجيال كثيرة تخرجت من تحت يده لكونه مدرساً متميزاً فى اللغة العربية تغير بشكل كبير وعلى ما يبدو أنه تعرض مثل غيره من الشباب أو حتى من هم فوق سن الشباب ( 45 عاماً وما فوق ) وتم عمل غسيل مخ لهم من وأين وكيف لا أعلم ..؟!
وقد أتفق معهم فى النظرة العامة لمصر من أهمية أن تكون دولة منتجة ولا تقل عن الصين والهند وأمريكا واليابان وألمانيا ، وأن تكون الصناعات المصرية هى الأمل فى فرض أسم مصر عالمياً وهو أمر يتفق عليه العامة ،
ولكن أن تكون النظرة الحالية هى تحويل الدفة من السعى لإعادة التدفق السياحى لمصر والتى تأثرت بشكل واضح بعد الثورة وتكثيف الجهود لهذه المهمة التى تنقذا إقتصاد القومى المصرى إلى عدم إكتراثهم وإهتمامها بصناعة السياحة التى تفتح أبواب الرزق لأكثر من 6 ملايين مواطن مرتبطون بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الصناعة..
هو استخفاف منهم وبدلا من قيامهم بنشر الوعى بين المواطنين بأهمية السياحة على الأقل لمدة السنوات الخمسة المقبلة وحتى تتجاوز مصر التداعيات التى واجهتها مصر بعد الثورة وطرح الحلول للمشاكل التى تواجه إنطلاق الصناعات المصرية وتبوئها لمقعدا متميزا بين دول العالم وإعادة بنائها بالشكل السليم ..!
فقد غاب على العديد ممن يحملون الرايات الثورية التحررية الديمقراطية المصرية أن هناك دولاً كبيرة تعتمد إعتماداً رئيسياً فى دخلها القومى من العملات الأجنبية مثل أسبانيا وألمانيا وتركيا وبريطانيا وغيرهم ..
وكم كنت أتمنى من هؤلاء ممن يدعون نشر الوعى الحضارى والديمقراطى أن يعيدوا قراءة التاريخ المصرى والدور الهام للسياحة فى مصر لعلهم يعيدوا التفكير فيما يردونه بين أعضاء إئتلافهم ويعرفوا القيمة الحقيقية للسياحة وأهميتها بين رجل الشارع العدى وسائق التاكسى والعاملين فى صناعات السجاد والكليم وغيرهما لعلهم يرجعون إلى الحق ..
وعلى الله قصد السبيل