ادلب من زياد طالب … تشكل آثار دير ترمانين في ادلب انموذجا فريدا للفن المعماري القديم من خلال ما يعرف بالبلدة القديمة التي تقع شمال شرق مدينة إدلب على بعد 40 كم وأعطى مرور الطريق الحجري الروماني القديم الذي كان يربط انطاكية بحلب عمقا تاريخيا يحكي قدم هذه الأمكنة وعراقتها اقتصادياً وتجارياً وسياحياً.
ويرى بعض الباحثين أن تسمية "ترمانين" تعود إلى الآرامية وأصلها "كفر رمانين" ومعناها "مزرعة الرمان" وبالسريانية "دير الشيخ" والقسم الأول من الاسم جاء من الدير المجاور لها ويعرف ايضا بدير سابان.
وأوضح أنس حج زيدان رئيس شعبتي التنقيب الأثري والترميم في دائرة آثار إدلب أن الآثار الموجودة حالياً عبارة عن خراب أثري أغلب ابنيته منهارة وما تبقى منها يشير إلى وجود كنيسة ونزل للسكن وبناء سكني صغير إضافة لمقبرة وخزانات لحفظ المياه وهناك كتابات على إحدى العتبات مؤرخة بعام 592 ميلادي.
وأشار زيدان إلى أن الكنيسة التي تقع جنوب النزل السكني هدمت عام 1888 ميلادي ولم يبق منها سوى نافذة وزخارف موجودة وبعض الاعمدة وهي تشبه كنيسة قلب لوزة وخاصة الشريط التزييني الذي يلف البناء مشكلاً أطر النوافذ والأبواب ما يشكل دليلاً على تقارب تاريخ بناء الكنيستين في فترة القرنين الخامس والسادس الميلاديين.
وبين عبد السلام رحمو نائب رئيس شعبة المباني في الآثار أن الأساسات المكشوفة تبين وجود ما يشبه برجاً مضلعاً في الزاوية الشمالية الغربية وعلى الزاوية المقابلة برج آخر وفي جانبيهما معصرة زيتون أما النزل الكبير الفندق فيقع إلى الشمال من بناء الكنيسة على مسافة 10 أمتار وهو بناء ضخم تتجاوز ابعاده 20 ضرب 10 امتار ومؤلف من طابقين يظهر في جدرانه عدد من الأبواب والنوافذ الكبيرة.
ولفت إلى ان هذا الفندق هو بناء بمثابة دار الضيافة وفندق للمسافرين يشتمل على أربعة أبنية أما المقبرة وتضم عدداً من القبور المنقورة بالصخر فهي أشبه بغرفة غير مسقوفة تحت سطح التربة لافتاً إلى وجود قبور منحوتة على شكل قوس داخل الجدار والى جانب هذه الأبنية يوجد خزانان لتجميع الماء يقعان أمام النزل الكبير وتصل بين الخزانين قناة سطحية محفورة بالصخر.
ومن جهة أخرى بينت ميسون جلبي رئيس شعبة الهندسة في الدائرة ان ما اكسب الموقع تميزا قربه من دير عمان وتعني بالسريانية دير الجماعة أو دير العم أو دير الشعب يقع غربي قرية التوءمة إلى الجنوب الشرقي من دير ترمانين وبجوار دير ترمانين عدد كبير من مواقع المدن المنسية ومنها سرمداً التي تقع شمال ادلب دثرت ولم يبق منها إلا قبورها وعلى بعد (ا) كم من القرية يوجد مدفن اسكندر المعروف بعمود سرمدا وفتحت على يد أبي عبيدة ابن الجراح سنة 17 هجري.