بعد تصريحات الفنانة دينا بأنها ستعيد لمصر وضعها الاقتصادي بعد ثورة 25 يناير، وستجلب السياحة إلى مصر من خلال هز الوسط تذكرت على الفور المشروع الذي طالما طالبت به جميع راقصات مصر وهو معهد عالي للرقص الشرقي .. والذي تم طرح فكرته بالفعل في وقت سابق وتقدم الدكتور فريد إسماعيل لمجلس الشعب ليمنع الخطوة التي (ستهزنا) هزة حضارية والتي من شأنها أن تجعل المصريين أمة واحدة بل (واحدة ونص) .. وهي خطوة إنشاء معهد للرقص الشرقي تابع لأكاديمية الفنون أي أنه خاضع لإشراف وزارة التعليم العالي … لذلك شطح خيالنا وتفتق ذهننا وفكرنا ما الذي سيحدث لو تم بالفعل إنشاء أول معهد للرقص الشرقي و(هز الوسط) وبدأ طلاب الثانوية العامة في تقديم أوراقهم إليه… فاغمض عينك لدقائق معدودة وانتقل معنا لترى بنفسك:
من أمام المعهد الذي تعلوه يافطة مكتوب عليها المعهد العالي للرقص الشرقي وهز الوسط … في اليوم الدراسي الأول نرى الطالبات ملتزمات بالزي الموحد وهو بدلة رقص (بالترتر وخرج النجف) وبعضهم ممسك بأدواته الدراسية (الطبلة والصاجات) وبدأنا نسأل أولياء الأمور والطلبة عن المعهد وقيمته الحضارية: حكمت عفت الطالبة في أولى هز أرداف قالت: المعهد كان خطوة مهمة لمنافسة الرقاصات الروس، بإذن الله هنشويهم ونقطعهم والله ولي التوفيق. ..
قابلنا طالبة ثانية مسرعة جداً .. حاولنا التعرف عليها ومعرفة رأيها في المعهد … فاعتذرت عن الإجابة "لأنها كانت متأخرة عن سكشن الصاجات". وفي أحد الأركان وقفت طالبة تبكي بحرقة شديدة حيث ضاع مستقبلها بسبب عدم قبولها في المقابلة الشخصية التي تؤهل لدخول المعهد … بينما وقف شاب لم نر من ملامحه أوضح من الشارب العريض الذي يغطي نصف وجهه وهو يصرخ بأعلى صوت له أمام الفراش "يا عم بدلة رقص إيه اللي هلبسها؟.. في غلط في أوراق التنسيق أنا سمير مش سهير".
ومن أمام باب لجنة (الانترفيو) والمقابلة الشخصية وهي شرط أساسي للقبول في المعهد .. التقينا بأحد أولياء الأمور الذي يحاول المراجعة مع ابنته والتأكد من مذاكرتها وإلمامها بالمعلومات العامة .. الأب ممسك بالطبلة والبنت أمامه بترعش … مش من الخوف … لأ دي بتسمع له المنهج ..
الأب: هزي يا بت كويس …أحسن تسقطي في الانترفيو بتاع المعهد.
البنت: أنا خايفة يا بابا من الجزء بتاع الرعشة قوي … خايفة مجاوبش صح.
احنا: يا ترى امتحانات القبول صعبة؟
الأب: والله البنت قطعت نفسها مذاكرة المهم دعواتكم ليها بالتوفيق.
التقينا بعدها بعميدة المعهد وسألناها عن استعدادات المعهد للعام الدراسي الجديد فقالت "بدأت الدراسة تنتظم في العديد من أقسام المعهد .. يعني جدول المحاضرات نزل … وعندنا أقسام كتير زي قسم القصعة والرعشة وقسم معاملة الزباين وجايبين نخبة من أفضل الدكاترة …
وانتهينا من بناء مدرجين جداد، مدرج لبنى الكلوباتية .. ومدرج سمية تقضية.. وبالنسبة لأوائل الخريجين إحنا بإذن الله هنوفر لهم فرص عمل في أهم الملاهي الليلية بالإضافة إلى منحة (بديعة مصابني) اللي بيمنحها المعهد للأولى على المعهد، والمنحة عبارة عن بدلة مرصعة بخرج النجف والترتر بالإضافة إلى غيار داخلي تحت البدلة ده لو الطالبة حبت .. وده تأكيدا منا على قيمة التفوق".
وفي أثناء تجولنا في المعهد وجدنا إعلان على لوحة الإعلانات في المعهد: يعلن كباريه الليل الحزين عن حاجته لعدد واحد رقاصة شرط إجادة اللغة الإنجليزية والفرنسية تحدثا ورقصا، وأن تكون حاصلة على بكالريوس المعهد العالي للرقص الشرقي .. يفضل أن تكون حاصلة على ماجيستير الصاجات .. والكباريه يؤهل المتقدمات لاستكمال دراستهم والحصول على درجة الماجستير و الدكتوراه.