إدلب / المسلة
تعد آثار قرية دير سنبل بمحافظة إدلب التي تعود إلى العهد البيزنطي من أهم المواقع الآثرية التي تحتضنها إدلب ليس لروعة المباني والآثار الموجودة فيها فحسب بل للتنوع المعماري الفريد في محتوياتها الذي يعكس غنى الابداع البشري.
وتضم آثار دير سنبل الواقعة في جبل الزاوية جنوب مدينة إدلب على مسافة نحو 32 كم العديد من المدافن التي ما زالت بحالة سليمة والقصور ودور السكن والبازليك الكنيسة والمعاصر والبرج وآبار تجميع وتخزين المياه والأحواض إضافة إلى مجموعة من النقوش والرسوم المنحوتة في الواجهات وعلى سواكف الأبواب والنوافذ.
وتسمية دير سنبل تقسم إلى قسمين الاول الدير ويعني مكان العبادة والثاني سنبل تعني الطيب أو الخير فيصبح المعنى الكامل للاسم دير الطيب أو دير الخير. وقال نيقولا كباد رئيس دائرة آثار إدلب أن قرية دير سنبل تعتبر نموذجا لما يسمى المدينة السكنية وهي مؤلفة من شوارع وفيلات أشهرها فيله الحمل الوديع التي تعود إلى القرن الخامس الميلادي وتتألف من طابقين وسميت بهذا الاسم لاحتوائها على نقش يمثل حملا على ظهره إشارة الصليب وتوجد على إحدى عتباتها زخارف غنية.
وأضاف أن أعمدة رواق وتيجان فيله الحمل الكورنثية الشكل فقدت وتداعت وبقي الهيكل الخارجي لها لافتاً إلى وجود فيله أخرى غنية بالزخارف الموجودة على أبوابها ونوافذها تعود إلى القرن السادس الميلادي مكونة من طابقين تداعت أيضاً أعمدتها وتيجانها. بدوره أوضح أنس زيدان رئيس شعبة التنقيب والدراسات الآثرية في الدائرة أن الكنيسة البالغة مساحتها 352 متراً مربعاً من أشهر آثار القرية وهي مكونة من 3 ابهاء وحنية ساحة واحدة.
وتقع هذه الكنيسة وسط التجمع السكني لقرية دير سنبل القديمة بين القصر المعروف باسم الحمل الوديع والقصر المعروف وفقا للتسمية المحلية باسم قصر الأفندي وهي متداعية ومهدمة باستثناء أجزاء من الواجهة بإرتفاع 5 أمتار والجدار الشمالي الغربي على إرتفاع 4 أمتار.
وأضاف زيدان أن باقي أقسام الكنيسة متناثرة في صحن الكنيسة وحولها مثل التيجان وقواعد الأعمدة والقنطرة الموجودة بين الأعمدة والواجهة المثلثية أو ما يدعى بالجبين المثلث مبيناً أن إرتفاع الواجهة الرئيسية لها يبلغ 5 أمتار ولها سور يحيط بها من الجهات الأربع وثلاثة مداخل في الواجهة الرئيسية كما أنها محاطة من الأعلى والجانبين بأفاريز اطارات ولها سواكف مزخرفة من الجهة الخارجية لواجهة الكنيسة. وأوضح زيدان أن زينة الكنيسة بشكل عام فقيرة نسبيا بالزخارف والنقوش غير أن حجارتها وأعمدتها وتيجانها الكورنثية المنهارة بفعل الزلازل تتميز بضخامتها وكبر حجمها.
ويوجد في الكنيسة صفان من الأعمدة وفي كل صف 9 أعمدة وجميعها متساقطة ما عدا العمودين الموجودين ضمن جدار الواجهة الرئيسية للكنيسة وهما يجاوران المدخل الرئيسي للكنيسة وجميع الأعمدة في الكنيسة لها قواعد مكونة من طبقتين الأولى مربعة الشكل والثانية دائرية. وأشار زيدان إلى أن عمليات الكشف والتنقيب المستمرة في الكنيسة أدت إلى العثور مؤخرا على لوحة فسيفسائية تم الكشف والتنقيب عن الجزء الموجود ضمن حنية الكنيسة الرئيسية بطول 5 أمتار وعرض 4 أمتار.
وأضاف زيدان أن الألوان المستخدمة في المنظر العام للوحة المكتشفة هي الأسود والأزرق الغامق والأحمر الزهري والأبيض وهي مزخرفة برسوم ورموز زخرفية هندسية ونباتية وكتابية عديدة.
وتتميز اللوحة المكتشفة بوجود نصين كتابيين في أجزاء منها باللغة اليونانية الأول مكون من خمسة أسطر والثاني من ثلاثة أسطر يعبران عن أدعية وابتهالات دينية واسم صاحب الكنيسة والمشرف على عمل اللوحة.