بقلم :جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
ليس جديدا القول بأن الطيران هو عصب حركة السياحة العالمية وان نهضة صناعة الامل علي مدي العقود الماضية كانت مرتبطة بصناعة النقل الجوي التي شهدت طفرات هائلة من التطور شملت الامان والسرعة والطاقة الاستيعابية وخفض تكلفة التشغيل.
كل هذه العوامل ساهمت وبشكل فعال في تسهيل عمليات التنقل والسفر والتوسع في تنظيم البرامج السياحية وهو ما ترتب عليه في نفس الوقت اتاحه الملايين من فرص العمل في المئات من الدول بالاضافة إلي توفير الدعم والمساندة للاقتصاديات القومية لهذه الدول.
<<<
انطلاقا من هذه الحقيقة فان الارتباط بين السياحة والطيران يتعاظم وعلي أساس من المصلحة المشتركة للصناعتين. علي ضوء هذه الحقيقة فانه لا يمكن انكار الدور المنوط باقامة المطارات في المقاصد السياحية لزيادة حركة الوافدين خاصة من خارج الحدود. بناء علي ذلك فان نهضة السياحة المصرية في البحر الاحمر وجنوب سيناء وفي الساحل الشمالي انما تعود إلي انشاء المطارات ومبادرة مصر للطيران بتسيير خطوط جوية اليها لتأتي بعدها شركات الطيران العالمية للمساهمة في عملية التنشيط ليكون لها بعد ذلك نصيب من كعكة الاقبال السياحي.
<<<
وفي هذا المجال وكمثال حي وجلي علي هذا الواقع فقد كان لانشاء مطار مرسي علم دور بارز واساسي في إنجاح جهود الترويج والتنشيط للسياحة في هذه المنطقة. ادي ذلك ايضا إلي التوسع في اقامة الفنادق وخلق مجتمعات حضارية جديدة يرتبط نشاطها بحركة السياحة. ولا ننسي في هذا المجال أن ظهور هذه المقاصد السياحية ساهم في الخروج من حيز الوادي الضيق الذي انحصرنا فيه لممارسة الزراعة والحياة خاصة ان هذه المناطق السياحية تقع في الارض الصحراوية التي تطل علي بحارنا الممتدة لآلاف الكيلومترات.
ونظرا لهذه العلاقة الوطيدة بين السياحة والطيران فان ما قد يمس هذه الصناعة من قريب أو بعيد لابد ان تكون له ردود فعل سلبية أو ايجابية علي حياتنا . في نفس الوقت فان حركة الطيران مرهونة مثلها مثل السياحة بتوافر الامن والاستقرار في الدول وهو ما يجب أن يكون هدفا نعمل من أجله.
<<<
ولأن الجانب الاكبر من النشاط السياحي اصبح يخضع للعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تسود العالم فقد كان من الطبيعي ان يكون لخفض التكلفة تأثير كبير في تعاظم حركتي الطيران والسياحة وزيادة الاقبال علي السفر والمشاركة في البرامج السياحية.
من هنا فان للازمات الاقتصادية التي يتعرض لها العالم انعكاساتها في زيادة أو انحسار الحركة السياحية. وباعتبار ان قيمة وتكلفة تذكرة السفر بالطائرة تمثل نسبة كبيرة من قيمة الرحلة السياحية فان اعباء رحلات الطيران ترتبط دوما بتكلفة التشغيل والتي تتحدد بشكل اساسي وفقا لاسعار الوقود.
<<<
وفي الاونة الاخيرة ونتيجة لارتفاع اسعار البترول اضطرت شركات الطيران سواء المنتظم أو العارض إلي زيادة قيمة تكاليف السفر التي امتدت بالتالي إلي تكلفة البرامج السياحية وهو ما ادي إلي زيادتها نسبة ٠١٪ و٥١٪.
ولابد ان نحمد الله وفي اطار الحرص علي دور السياحة في نمو الاقتصاد القومي أن اسعار البترول تشهد حاليا بعض التراجع. من المؤكد ان ثبات هذا الاتجاه سوف يساهم في عدم تصاعد اسعار تكلفة السفر. وبالتالي عدم التأثير علي حركة السياحة التي لديها ما يكفيها من المشاكل التي تعوق مسيرتها.