Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

السياحة العلاجية قطاع واعد في الإمارات بقلم : زياد الدباس

 

 

بقلم : زياد الدباس

 

تراهن الإمارات على أن تصبح مستقبلاً عاصمة من عواصم السياحة العلاجية، في ظل الخطط الطموحة والإنجازات الضخمة التي حققتها خلال فترة زمنية قصيرة، وفي هذا الإطار احتلت دبي وأبو ظبي المركزين الثاني والثالث على التوالي بعد الأردن مباشرة كأكثر الوجهات السياحية العلاجية شعبية في المنطقة.


ووفق تقديرات البنك الدولي، جذبت إمارة دبي خلال النصف الأول من هذا العام أكثر من 260 ألف سائح علاجي مع توقعات بأن يتجاوز العدد نصف مليون سائح علاجي بحلول نهاية العام، في ظل خطة لجذب طالبي العلاج من كل أنحاء العالم. وبلغ إنفاق دولة الإمارات على الرعاية الصحية ما نسبته 26 في المئة‏ من إجمالي إنفاق دول الخليج، حيث يُقدَّر أن سوق الرعاية الصحية نمت في دول الخليج بنسبة 12 في المئة‏ أو نحو 40.3 بليون دولار عام 2015 نتيجة ارتفاع عدد السكان وارتفاع تكلفة العلاج.


ويُقدَّر حجم الإنفاق على القطاع الصحي الإماراتي بنحو 40 بليون درهم عام 2015، وهذا انعكس في صورة واضحة على النمو المتميز لهذا القطاع، الذي يبلغ 15 في المئة ‏سنوياً، وينعكس على دخل الدولة من عائدات السياحة العلاجية من العملات الصعبة إضافة إلى تأثيراته الإيجابية في العديد من القطاعات الاقتصادية والخدمية، مع الأخذ في الاعتبار أن الإمارات أمنت كفاءات طبية متدربة على أحدث التقنيات في أرقى الجامعات المعترف بها دولياً ومالكة لشهادات الاعتماد الدولي وخاضعة لأعلى المقاييس من قبل الجهات الرقابية الطبية في الإمارات التي تحتضن أكثر من ألفين و500 منشأة في القطاعين العام والخاص يعمل فيها حوالى 27 ألفاً و300 مهني صحي بينهم أكثر من سبعة آلاف طبيب من مختلف الجنسيات.


ومدينة دبي الطبية التي تأسست عام 2002 كمنطقة حرة تلبي الطلب المتزايد على خدمات الرعاية الصحية وتركز على المرضى وتتمتع استناداً إلى شهادات دولية بمستويات عالية من الجودة، إضافة إلى استقبالها فروعاً لمؤسسات صحية عالمية مثل «مايو كلينك» و»كليفلاند كلينك» و «جون هوبكنز كلينك» وغيرها من مؤسسات القطاع الخاص التي تعمل لتحقيق الريادة في مجال الخدمات الصحية المتنوعة في ظل توافر أحدث الأجهزة الطبية والتخصصات الدقيقة التي بلغت 150 تخصصاً وبنية تقنية متطورة تدعمها خبرات عالمية. وأصبحت الإمارات أحد المراكز المهمة لشركات الأدوية العالمية، إضافة إلى أن التكلفة العلاجية في الإمارات تساوي نحو 50 في المئة‏ من التكلفة في الدول الأخرى مثل أميركا وبريطانيا.


ويؤكد تقرير دولي أن دولة الإمارات أصبحت من بين أكبر 14 سوقاً للسياحة العلاجية بالعالم وتشمل الإمارات وتايلاند وسنغافورة وماليزيا والمكسيك والبرازيل وتايوان وتركيا وكوريا الجنوبية وكوستاريكا وبولندا والهند والفيليبين وإندونيسيا، علماً بأن 150 مؤسسة وشركة ترويج للسياحة العلاجية في العالم تضع الإمارات من ضمن مناطق الترويج للسياحة العلاجية في العالم نتيجة تميزها بالرعاية الصحية والمستشفيات المجهزة بأحدث التقنيات ذات المعايير العالمية ومؤسسات التعليم الأكاديمي والبحوث.


ولترويج السياحة العلاجية في الإمارة، أطلقت مدينة دبي الطبية الكتاب الأشهر في العالم في هذا المجال خلال معرض سوق السفر العربي الذي أقيم في أيار (مايو) 2012 بعنوان «مرض بلا حدود – طبعة مدينة دبي الطبية». وهذه هي المرة الأولى التي تضاف فيها دبي إلى هذا الكتاب العالمي بعد ست سنوات من إصداره وتستفيد الدول التي تُدرَج أسماؤها في هذا الكتاب من انتشاره الكبير على مستوى العالم. وتؤمن مدينة دبي الطبية وهي المدينة الطبية الأكبر على مستوى العالم حلولاً شاملة للعاملين في مجال الرعاية الصحية تحت سقف واحد تغطي 90 تخصصاً من خلال أكثر 130 من العيادات الخارجية والمراكز الطبية ومختبرات التشخيص التي توظف أكثر من أربعة آلاف و500 مهني مرخص.


وإضافة إلى شركات التسويق، لجأت الإمارات إلى شبكات التواصل الاجتماعي التي تعتبر في الوقت الحاضر أهم ممر تعبر فيه الحملات الترويجية، إذ أشارت الإحصاءات إلى أن 87 في المئة من المسافرين خارج أوطانهم يعتمدون على البحث عبر الإنترنت للتخطيط لرحلاتهم سواء العلاجية وغيرها من أنواع السياحة في ظل اهتمام العديد من المستثمرين من أنحاء العالم في هذا القطاع، خصوصاً المستشفيات العالمية الباحثة عن قطاع طبي خاص ومتنام ومتسارع وبنية صحية متميزة.


* مستشار أسواق المال في «بنك أبو ظبي الوطني»

نقلا عن الحياة

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله