بقلم / سعيد جمال الدين
إتصالات عديدة تلقيتها من عدد كبير من الخبراء والمستثمرين السياحيين أعربوا عن تخوفهم وهلعهم من التصريحات الأخيرة التى وردت على ألسنة عدد من الأئمة السلفيين ممن أعطوا لأنفسهم حق التحريم والإاباحة فى أمور الدنيا وفى مقدمتها تحريم السياحة وتوزيع منشورات بذلك فى منطقة الغردقة مما كان وراء تخوف العديد من العاملين بالقطاع السياحى من ارتكاب حوادث ضدهم ..
لقد جاء الوقت لكى يكون لأجهزة الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمكتوبة فى دحض هذه الافتراءات والأكاذيب التى يرددها البعض حول السياحة، وأن يعلم كل مواطن مصرى الأهمية الحقيقية لقطاع السياحة الذى لا تنضب موارده، لأنها من صنع الله، وهذه الموارد تتمثل فى الشمس والهواء والطبيعة الساحرة ..
ونحن نسعى فقط لاستغلالها لمواجهة بروز تيارات وقوى سياسة لها توجهات دينية، وبالتالى يمكن أن تؤثر على صناعة السياحة.. وهذه الآراء تستغلها بعض الدول المجاورة المنافسة لمصر، ويمكن للسائح أن يتوجه لها، وهذا ليس فى صالح مصر خصوصا خلال هذه الفترة التى نسعى جميعا فيها إلى استرداد الحركة السياحية التى تستحقها مصر..
وكما هو معلوم للعامة فإن القطاع السياحى يحقق لمصر 5.6% من الناتج القومى المباشر و11.6% من الناتج القومى غير المباشر، إضافة إلى 10% من حجم الضرائب بخلاف ضريبة المبيعات،
كما أن هذا القطاع يمثل أعلى دخل بالعملة الأجنبية لمصر "13 مليار دولار سنوياً" فضلا عن أن معدل دوران العملة الأجنبية فيه يمثل أعلى معدل دوران..
ونحن نضع هذه الأرقام أمام الإخوان المسلمون والسلفيون وإذا كانوا رافضين السياحة لابد يقدموا البدائل لنا ويقدموا للشعب المصرى تعويض هذا الدخل و هيصرفوا على الشعب المصرى إزائ؟"..
ناهيك أن هذه الصناعة يعمل بها أكثر من 3 ملايين عامل معرضين للتسريح .. فالكل يجمع على أن هدفنا حاليا هو جذب السياحة وليس ترهيبها بالأفعال والكلام الذى يذكر يوميا على لسان التيارات الإسلامية التى تحاول فرض نفسها بالقوة..
فمصر ليست دولة إسلام متطرف ولكنها دولة إسلامية وسطية تسمح للجميع التعبير عن رأيه والحرية فى سلوكه ، وأخشى فى ظل تصاعد دعاوى السلفيين أن نرى الفترة القادمة لجوء كل مستثمر سياحى لحماية منشآته أو فندقه بنفسه فى ظل ما نراه من فوضى أمنية ..
إن أى فعل يستهدف تدمير السياحة المصرية، هو هدف ليس إنساني ويعد إرهابي فى الأول والأخير، ولا يمكن إدراجه تحت مسمى تطبيق أحكام الإسلام، و فرض الدين بالقوة يخالف الدين، والحرية لابد أن تكون مكفولة للجميع ، كما إننى أرفض أيضاً أن تتخذ الدولة موقفا حاسما ومشددا تجاه التيارات المتعددة التى تحاول فرض تفكيرها ورأيها بالقوة وإقناع الآخرين بتفكيرهم،
ولابد أن يكون هناك حواراً هادفاً من أجل صالح مصر وشعبها الذى عانى الكثير من الويلات مابين الحروب والأزمات السياسية والاقتصادية من سنوات يصعب عدها. ، فالسياحة هى المصدر رئيسى للاقتصاد المصرى وإثارة البلبلة حولها سيقودنا للوراء وليس للأمام.
وعلى الله قصد السبيل …….