دبي / هادي فاروق
أجمع خبراء ومسؤولون في القطاع السياحي بدبي على أن دبي نجحت بشكل كبير في تنويع منتجها السياحي ليتناسب مع كافة الأذواق والجنسيات، مشيرين إلى أن التعاون بين القطاعين العام والخاص وصل بدبي إلى التغلب على تحديات الأزمة المالية العالمية في قطاع السياحة، حيث استطاعت دبي أن تتكيف مع ظروف الأزمة بتوفير منتج سياحي يتناسب وتلك الظروف، وهو ما أدى بالنهاية إلى زيادة أعداد زوار المدينة عاما بعد عام حتى في ظل الأزمة المالية العالمية.
وقال الخبراء إن المنتج السياحي في دبي يتناسب وكافة الأنشطة التي يعشقها محبو السفر والسياحة، حيث تمتلك دبي مقومات سياحية رائعة وأنواع مختلفة من السياحة، مثل سياحة التسوق وسياحة الاستجمام والسياحة الترفيهية، وسياحة الحوافز والمؤتمرات، وسياحة المعارض، وسياحة المهرجانات، بالإضافة إلى السياحة العلاجية والرياضية والسياحة البحرية، حيث يؤدي ذلك التنوع لجذب الشرائح المختلفة من السائحين، وهو ما نجحت دبي في عمله بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضافوا إن دبي وفرت الفنادق الفاخرة لمحبي الفخامة وذوي الدخول المرتفعة، كما وفرت دبي الفنادق الاقتصادية والتي حققت نجاحا كبيرا خلال فترة الأزمة المالية العالمية حيث استقطبت تلك الفنادق آلاف السائحين من ذوي الدخول المتوسطة والمنخفضة، وهو ما أدى إلى رفع نسب الإشغال في الفنادق بشكل كبير، كما ساهمت خطوط الطيران الاقتصادي مثل فلاي دبي في اجتذاب السائحين العرب سواء من مجلس التعاون الخليجي أو من البلاد القريبة وساعدت في تحفيز هؤلاء على زيارة دبي والإقامة في فنادقها، فأصبحت السياحة في دبي بمتناول الجميع.
وأشاد الخبراء بالجهود الضخمة التي تبذلها دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي لجلب المزيد من السائحين إلى فنادق الإمارة، حيث تعمل الدائرة على حضور عدد كبير من المؤتمرات والمعارض العالمية الخاصة بالترويج السياحي لهذا الغرض، كما كان لها دور كبير في نمو قطاع السياحة البحرية في دبي.
وقال إياد عبد الرحمن المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الاعلامية وتطوير الأعمال بدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، إن أحد أهم الأسباب التي تجذب مزيدا من السائحين إلى دبي وتسهم بشكل رئيسي في نمو القطاع هو تنوع المنتج السياحي الذي تقدمه المدينة، إذ يوجد بدبي غالبية أنواع السياحة التي ترضي كافة الأذواق والرغبات مثل السياحة التراثية وسياحة التسوق والسياحة العلاجية وسياحة الأعمال بالإضافة إلى السياحة البحرية، وهو ما يسهم بشكل كبير في تعزيز سمعة المدينة كإحدى أهم الوجهات السياحية في المنطقة والعالم. وأضاف أن دبي لم تقف عند وجود تلك المنتجات فقط، بل عملت بشكل مستمر على تطويرها لتقديم خليط سياحي فريد من نوعه وتجربة غير مسبوقة للسائح القادم من الخارج، حيث تميزت دبي بوجود مراكز تسوق تتوافق بل وتتفوق على المواصفات العالمية، بالإضافة إلى الشواطئ المتميزة، كما عملت دبي على خلق مزارات فريدة من نوعها لا يجدها السائح إلا فيها مثل برج خليفة، الذي أضحى محط أنظار العالم بحيث أصبح السائحون الأجانب يأتون فقط لرؤية البرج والتقاط الصور من فوق قمته باعتباره أحد أهم المزارات السياحية في العصر الحديث.
وأشار إلى أنه وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية التي يشهدها العالم، والتحديات الصعبة التي تواجه غالبية الوجهات السياحية عالميا، فإن دبي لا زالت تحقق نموا سنويا ملحوظا في أعداد السائحين، حيث بلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية بدبي خلال العام الماضي 8 ملايين و684 ألفا و 387 نزيلا، مقابل 7 ملايين و845 ألفا و819 نزيلا خلال العام 2009، كما بلغ عدد الليالي السياحية التي قضاها النزلاء في دبي العام الماضي 26 مليون و626 ألفا و679 ليلة مقابل 22 مليون و846 ألفا و778 ليلة خلال العام 2009، فيما زاد عدد المنشآت الفندقية من 540 منشأة في العام 2009 إلى 573 منشأة في العام 2010، وهو ما يدل بشكل كبير على زيادة الاستثمارات في قطاع السياحة بدبي.
أنواع كثيرة من السياحة
وأكد عابدين نصر الله نائب الرئيس في فنادق ميدان والضيافة إن تنوع المنتج السياحي يتيح المجال لزيادة أعداد الزائرين وبالتالي زيادة الدخل كما أنه يلعب دورا كبيرا في الاقتصاد لأي بلد من ناحية زيادة دخل القطاع السياحي، مشيرا إلى أن التنوع السياحي في دبي دعم نمو القطاع حتى خلال فترات الأزمة المالية العالمية.
وقال نصر الله إن دبي تتميز بوجود أنواع كثيرة من السياحة مثل سياحة الحوافز والمؤتمرات والتي نجحت بشكل كبير، لا سيما من خلال مركز دبي التجاري العالمي الذي يستضيف عشرات الأحداث العالمية سنويا، والسياحة الرياضية مثل البطولات المختلفة التي تمت إقامتها في دبي، لا سيما سباقات الخيول والسباحة، بالإضافة إلى السياحة الصحراوية التي نراها في رحلات السفاري والمنتجعات الصحراوية المختلفة، وسياحة الترفيه والاستجمام في المنتجعات والفنادق الشاطئية التي تشتهر بها دبي.
وأضاف أن دبي نجحت بشكل كبير في استقطاب أعداد كبيرة من السائحين لقطاع السياحة البحرية عن طريق استقطاب شركات ضخمة تمتلك باع كبير في تنظيم الرحلات البحرية بين دول العالم مثل كوستا ورويال كاريبيان، بالإضافة إلى بعض الشركات التي تقوم الدائرة بمحاولة استقطابها، وهو ما سوف يعزز مكانة دبي كوجهة لقطاع السياحة البحرية في المنطقة، حيث يتم تنظيم الرحلات البحرية في المنطقة الآن انطلاقا من ميناء راشد بدبي.
وأوضح أن ذلك التنوع يزيد من استقطاب العديد من الجنسيات المختلفة، حيث أصبحنا نشاهد نموا ملحوظا في أعداد السائحين الآسيويين القادمين إلى دبي، وهو نتاج جهود ضخمة قامت بها دائرة السياحة والتسويق التجاري في تلك المناطق بالإضافة إلى منطقة أميركا اللاتينية لا سيما البرازيل والأرجنتين، مؤكدا أن تلك الجهود المبذولة هي التي تؤدي بشكل كبير إلى زيادة إشغالات الفنادق والحفاظ على مستويات إشغال مرتفعة على الرغم من زيادة أعداد الغرف الفندقية بشكل كبير في دبي.
نمو الفنادق الاقتصادية
وقال علي أبو منصر، رئيس مجلس إدارة شركة الرؤية للسياحة إن دبي نجحت بشكل كبير في تنويع منتجها السياحي، إذ أن السياحة في دبي لم تعد تقتصر فقط على الاستجمام أو التسوق، لكنها امتدت بشكل كبير لتشمل أنواع أخرى من السياحة مثل سياحة الحوافز والمؤتمرات والتي نجحت دبي بشكل كبير في الترويج لها واستقطاب عدد كبير من الأحداث الكبرى في المنطقة ليتم إقامتها في دبي.
وأضاف أن السياحة في دبي بدأت كسياحة تسوق وترفيه واستجمام، لكن العمل المخلص سواء من قبل الجهات الحكومية أو الخاصة والتعاون الذي فتحت أبوابه حكومة دبي أمام الشركات والجهات السياحية الخاصة أسهم بشكل كبير في إدخال أنواع جديدة من السياحة مثل السياحة العلاجية والسياحة الرياضية وسياحة المهرجانات، وهو ما أدى إلى عمل نقلة نوعية ضخمة في القطاع، وزاد المردود السياحي بشكل كبير في دبي.
وأكد على أن دخول عدد لا بأس به من الفنادق الاقتصادية إلى سوق دبي ساهم بشكل كبير في استقطاب أعداد كبيرة من السائحين إلى دبي، حيث أصبح بإمكان السائحين ذوي الميزانيات المتوسطة والمنخفضة أن يأتوا إلى دبي عن طريق تلك الفنادق التي أثبتت نجاحا خلال الأعوام الأخيرة لا سيما عقب حدوث الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى خفض الميزانيات المخصصة للسياحة من قبل محبي السفر في العالم، مشيرا إلى أن الفنادق الاقتصادية الموجودة في دبي تتميز بمستوى راقي من الخدمات المقدمة للنزيل، لكنها أقل تكلفة من الفنادق الأخرى التي لا يستطيع تحملها بعض السائحين.
ولفت إلى أن كل تلك التغيرات التي طرأت على السوق السياحية واستطاعة دبي أن تتكيف مع ظروف الأزمة المالية العالمية عن طريق الأفكار الجديدة المبتكرة أدت إلى عدم تأثر القطاع السياحي في دبي مثل الوجهات السياحية الأخرى التي تأثرت به في كافة مناطق العالم، كما أن أسعار الفنادق انخفضت بعض الشيء وهو ما جعل محبي السفر والسياحة لا يترددون لحظة في أن يقوموا بالحجز والسفر والقدوم إلى دبي.
وأشار إلى أن الفنادق الاقتصادية حققت نجاحا منقطع النظير في سوق دبي إذ أنها جذبت عدد من الجنسيات الذين لا يخططون لإنفاق الكثير من النقود على رحلاتهم السياحية وساعدتهم في ذلك خطوط الطيران الاقتصادية المتوفرة في الدولة مثل فلاي دبي وطيران العربية، والتي أصبحت جسورا للتواصل السهل بين السائحين القريبين من دبي والفنادق الموجودة فيها.
استقرار كبير
من جهته، قال أشرف حلمي المدير العام الإقليمي ومدير تطوير الأعمال بمجموعة إيبروتيل والمدير العام لفندق الإمارات غراند إن التنوع الذي تتمتع به دبي يعد شيئا فريدا ويجعلها محط أنظار الكثير من السياح من مختلف أرجاء العالم، فنجد أن بعضهم يأتي للترفيه وآخرين لرحلات السفاري والتسوق وحضور المؤتمرات وإنجاز الأعمال وغيرها من أنواع السياحة.
وأضاف حلمي أن الأحداث الأخيرة في المنطقة أسهمت في رفع نسبة الإشغالات في إمارة دبي ودفعت الكثيرين لتحويل وجهتهم السياحية للإمارة نظراً للاستقرار الكبير الذي تتمتع به المدينة والبنية التحتية المتطورة التي توجد بها، أما عن أنواع السياحة الأكثر رواجاً ويقبل عليها الكثير في الإمارة في الوقت الراهن فهي سياحة الترفيه وذلك لما تتمتع به المدينة من تسهيلات ترفيهية هائلة تبهر كل من يشاهدها ويأتي بعدها سياحة الأعمال وذلك لأن الإمارة تستضيف عدد من أكبر المعارض والمؤتمرات بشكل سنوي وتستقطب آلاف الزوار من كافة أرجاء العالم ولا نغفل سياحة التسوق التي لها عشاقها ومحبيها.
وأشار إلى أن دبي أضحت مركزاً مالياً رئيسياً بالمنطقة لذلك نجد أنها محل اهتمام العديد من الشركات العالمية وكبار متخذي القرار. وعلى صعيد آخر فإن الفنادق الشاطئية في الفترة القادمة ستؤدي أداء جيداً وذلك لأنها تقدم خدمات متنوعة وتوفر للنزلاء جواً مريحاً بعيداً عن ضوضاء المدينة، لافتا إلى أن عدد كبير من السائحين الذين يأتون إلى دبي يفضلون الأماكن التي يمكنهم الاستجمام فيها وهذا ما توفره الفنادق الشاطئية في دبي.
وتوقع حلمي أن تكون نسبة الإشغالات في الفترة القادمة جيدة مقارنة بنفس الفترة من السنوات السابقة وربما تتخطى نسبة الإشغالات الـ60% في الموسم الصيفي، كما توقع أن يكون غالبية الزوار خلال الفترة القادمة من دول الخليج والكومنولث المستقلة وروسيا وأوروبا، يأتون لزيارة دبي بغرض الاستمتاع بمعالمها الجميلة والمتطورة.
الخروج من الأزمة المالية
وقال عفيف نقفي المدير التنفيذي المساعد لفندق رمادا داون تاون إن دبي تحتل الآن مركزاً متقدماً في مجال السياحة والفنادق بالمنطقة والعالم، كما أصبح لها وجود قوي على خريطة العالم السياحية، مشيرا إلى أن أهم العناصر التي تتمتع بها دبي هو الأمن والأمان الذي يشعر به كل من تطأ قدماه أرض هذه الإمارة، فيشعر الضيف وكأنه في بلده كما أن المدينة تعد نموذجاً فريداً للتعايش السلمي بين عدد كبير من الجنسيات والأعراق بشكل يبهر أي شخص، وهو ما يوفر بيئة سياحية فريدة تلقى استحسان كافة الزوار.
وأضاف أن دبي تتمتع بعدد من الخصائص السياحية الإيجابية بالإضافة إلى قدرتها على أن توفر لكل فرد من أفراد الأسرة كل ما يتمناه، وعلى مستويات راقية من الخدمة، إذ أننا نجد الكثيرين يأتون لحضور المؤتمرات والمعارض منها معرض سوق السفر العربي وجيتكس والصحة العربي ومهرجانات السينما وخلافه، كما أن التسوق والترفيه يلعبان دوراً محورياً في السياحة القادمة لدبي، نظراً لأن المدينة بها مئات الفروع لأشهر الماركات العالمية.
وأكد على أن دبي بدأت تخرج بالتدريج من الأزمة المالية وأصبحت الكثير من الشركات الآن تفتتح فروعا لها بالدولة وتقوم باستقطاب العاملين. ومن ناحية أخرى فإن حكومة دبي لا تألوا جهداً في توفير البنية التحتية القوية التي تساهم في دفع عجلة التنمية السياحية نحو الأفضل وتعظيم سبل الاستفادة منها.
وأشار إلى أن أداء الفنادق في الفترة الأخيرة تحسن بشكل كبير، إذ أن عدد كبيراً من العائلات والسائحين قاموا بتغيير وجهاتهم إلى دبي لتكون بديلاً عن المدن الأخرى في المنطقة التي تشهد اضطرابات سياسية متوقعا أن تكون نسبة الإشغالات في فنادق الإمارة خلال موسم الصيف حوالي 75%، وبالتالي سيكون هناك تحسن ملحوظ مقارنة بنفس الفترة من السنوات السابقة.