بغداد / المسلة
رغم ما أصابها من عنف ورغم كل ما جرى ويجري فيها من مآس، الا انها لم تنس الكتاب وواصلت القراءة ولازالت ، بل انها فتحت ذراعيها ورعت مهرجانا دوليا للكتاب هو الأول من نوعه منذ أكثر من عقدين.
ويضم المعرض الذي افتتح أول أمس الاربعاء تحت شعار " لأن المعرفة هويتنا " ثلاثين ألف عنوان ، شاركت بها 260 دار نشر، محلية وعربية واقليمية وعالمية، من 32 دولة، وسيستمر حتى الخامس من شهر مايو المقبل.
وقالت مدير العلاقات في دائرة الشؤون الثقافية العامة بوزارة الثقافة ليلى عبدالرحيم لوكالة انباء (شينخوا)ان " المعرض يهدف إلى التواصل بين القارىء العراقي ودور النشر العربية والاجنبية بالاضافة الى المحلية لأن بغداد لا تستطيع الاستغناء عن الكتاب".
وأوضحت أن أهمية هذا المعرض تأتي من كونه يعقد في بغداد بعد قطيعة دامت اكثر من 20 سنة، لافتة إلى أن اكثر من 260 دار نشر شاركت في المعرض ، مبينة أن هناك العديد من دور النشر ترغب في المشاركة خلال الفترة المتبقية من هذا الحدث الثقافي.
واكدت ليلى عبدالرحيم أن العراق يريد ايصال رسالة من خلال هذا المعرض للعالم بأن بغداد، ورغم العنف التي جرى فيها، الا أن الوضع الامني تحسن بشكل كبير، وعاد معه الاهتمام بالثقافة وبالكتاب، مبينة أن القدرة المالية للفرد العراقي ارتفعت ايضا وهذا يساعده على اقتناء الكتب.
ووصفت المسئولة العراقية المعرض بأنه تظاهرة ثقافية كبيرة تشهدها بغداد، التي لايزال قلبها ينبض بحب الثقافة، وشراء الكتب، وقالت "قديما قيل ان القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ، اما الان فبغداد تكتب وتطبع وتقرأ".
وبينت أن وزارة الثقافة العراقية تقوم سنويا بطبع ما لا يقع عن 120 كتابا في مختلف المواضيع الادبية والسياسية والاجتماعية والثقافية المتنوعة.
من جانبه ، قال ممثل شركة المطبوعات للتوزيع والنشر اللبنانية حسن كمال ، " قدمنا إلى بغداد لاننا نعرف أن الشعب العراقي من اكثر الشعوب العربية حبا للقراءة واقتناء للكتب، لذلك نود أن نتواصل معه بصورة مباشرة، ونقدم له المزيد من الكتب وفي مختلف المواضيع".
واضاف "نسعى إلى تقديم كل ما هو جديد للشعب العراقي، لاننا نعرف أن المواطن العراقي يحب القراءة، ويحب أن يقرأ مختلف الكتب، لذلك جلبنا معنا عنوانين وكتبا جديدة"، واصفا الاقبال الجماهيري على المعرض بانه جيد رغم مرور يومين فقط على افتتاحه.
وافاد كمال بأنه وجد الوضع في بغداد جيدا وهناك تسهيلات كبيرة من السلطات الرسمية، مؤكدا أن الشركة التي يمثلها ستشارك في المعرض بدوراته المقبلة.
بدوره ، قال سامي ناجي، طالب دكتوراة في الأدب الحديث، ان " المعرض خطوة مهمة رغم تأخرها، وضعفها"، لافتا إلى أن دور النشر المشاركة قليلة قياسا بالمعارض الدولية ، لكنه استدرك " انها الخطوة الاولى في بغداد ونتمنى أن تكون الدورة المقبلة افضل من هذه ".
وانتقد ناجي بعض دور النشر لقيامها برفع اسعار الكتب قياسا لما موجود في شارع المتنبي (سوق الكتب في العراق) ، مبينا أن هذه الدور استغلت الاقبال الجماهيري على المعرض ورفعت الاسعار.
ومضى ناجي يقول "معرض الكتاب شيء جميل وحضاري ويدل على الرقي، ويساهم في رفع ثقافة الشعوب، لان الشعوب التي لاتقرأ، لا تتعلم وبالتالي تبقى متخلفة وتعاني من العديد من المشاكل، اما القراءة فهي التي تساهم في تطوير الشعوب والبلدان".
أما أم مصطفى التي اصطحبت ولدها إلى المعرض، فقالت "شيء جميل أن تحضر دور العرض بنفسها إلى بغداد، وليس عن طريق التجار، حتى تقدم كل ما لديها من عناوين"،مضيفة أن المعرض ضم مجموعات من قصص وكتب الاطفال التي تنمي قابلية الطفل وتحبب القراءة له.
وأشارت إلى أنها اشترت بعض القصص والرسومات لابنها، لانها تريد أن تغرس في نفسه حب القراءة واقتناء الكتاب، لان الكتاب كما يقول المثل هو خير جليس، يقدم لك الفائدة والمعلومة دون أن يضرك.
على صعيد متصل ، قالت لمى جبارة، موظفة في معرض بغداد الدولي"شيء جميل أن تقام هذه التظاهرة الثقافية الرائعة على ارض معرض بغداد الدولي، وجميل أن نرى المثقفين وهم يتجولون بين الكتب حيث تشعر بانهم يسيرون في حديقة غناء مليئة بالورود الجميلة الزاهية، وكل واحد منهم يقطف الزهرة التي يحبها".
وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ افتتح المعرض نيابة عن رئيس الحكومة ،وقال في كلمة له "إن العراق وطن احتضن الثقافة وشعب تغنى بالشعر وانشد اعذب الكلمات على ضفاف الهور وبين سيقان القصب وعلى سفوح الجبل يتحدى صناع الموت".
واكد أن "العراق يسعى إلى أن يكون هو البلد الذي يؤلف ويقرأ من خلال رؤية واعية لبلد كان منارة الفكر والثقافة حتى هبت عليه رياح سوداء غطت بعض اشعاعه ونحتاج لان تنجلي لنرى نقاوة معدنه ومعدن شعبه".
نقلا عن وكالة (شينخوا)