القاهرة "المسلة" المحرر الاثرى ….. فى إطار زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن البحر الأحمر كلمة السر فى الروابط التجارية والدينية التاريخية بين مصر والسعودية وقد كان الجانب الغربى من شبه جزيرة سيناء فى بعض الفترات التاريخية طريقاً مهماً لمرور تجارة المحيط الهندى والشرق الأوسط وجنوب بلاد العرب إلى مصر وأن الحاصلات التى كانت تأتى من المحيط الهندى وجنوب بلاد العرب كانت تخزن فى موانئ البحر الأحمر العربية وتنقل بالمراكب إلى ميناء الطور قديماً لتحملها القوافل إلى مصر بحذاء الجانب الأيمن لخليج السويس وكانت ميناء الطور منافسة لميناء السويس من جهة ومينائى عيذاب والقصير من جهة أخرى لخدمة التجارة فى القرن الحادى عشر إلى الرابع عشر الميلادى .
ويضيف د. ريحان أن أهمية ميناء الطور ظهرت منذ منتصف القرن الرابع عشر الميلادى وكانت بضائع المحيط الهندى تفرغ حمولتها فى عدن ثم تنقل إلى جدة ومن جدة تنقل البضائع الخفيفة إلى مصر بطريق البر وأما البضائع الثقيلة فتنقل بطريق البحر إلى الطور لتأخذها القوافل المختلفة وتوزعها حيث تشاء وكانت تجارة مصر التى ترسلها إلى الشرق أهم وأعظم مما كان يرد إليها منها وذلك نتيجة طبيعية لتعاظم ثروتها وكثرة إنتاجها مقارنة بإنتاج المناطق المجاورة وكانت القوافل تحمل من مصر الحبوب التى اشتهرت بها والتى تدل قصة يوسف الصديق عليه السلام على مظهر من مظاهرها كما كانت التجارة تحمل من مصر المنسوجات الدقيقة والأدوات الذهبية وبعض الزجاج والأوانى الفخارية و ما إلى ذلك مما عرفت مصر بإنتاجه واشتهرت بالاتجار فيه منذ القدم أو مما كانت تصنعه من بعض الخامات التى كانت تأتيها من الشرق فتعيد تصديرها مصنوعة وكانت هذه التجارة حين تصل إلى حدود مصر أو البلاد التى تتاجر معها تدفع ضرائب لا يقصد بها زيادة الدخل بل كان يقصد منها حماية التجارة المحلية وتمكينها من أن تنافس بضاعة الدول الأخرى.
ويشير د. ريحان إلى أهمية ميناء النبك الذى يبعد 25كم شمال ميناء الشرم وهو أقرب ميناء إلى الحجاز ويقابله فى شاطئ الحجاز ميناء الشيخ حميد وبينهما 9كم وكان يرتاده عام (1324هـ / 1906م) تجار الإبل والغنم وأكثرهم من عرب الحويطات المصريين حيث يأتون بالإبل والغنم من الحجاز إلى ميناء النبك ثم يخترقون سيناء إلى السويس وفى النبك آبار عذبة وبستان نخيل كما ارتبطت العلاقات بين مصر والسعودية عبر طريق الحج بالبحر الأحمر من سفر الحجاج عن طريق نهر النيل إلى قوص بمحافظة قنا ومنها برياً إلى ميناء عيذاب المصرى على شاطئ البحر الأحمر ومنها إلى ميناء جدة .
ويتابع د. ريحان بأن طريق الحج البحرى عبر طريق قوص – عيذاب استخدم فيما بين (450 إلى 666هـ / 1058 إلى 1267م) وكان هو المسار الرئيسى للحج وخلال هذه الفترة انقطع طريق الحج عبر سيناء وأصبح البديل طريق قوص – عيذاب للحج والتجارة حتى عام (666هـ / 1267م) حين قام الظاهر بيبرس بكسوة الكعبة وإخراج قافلة الحج بالبر عبر وسط سيناء فقل سلوك الحاج لصحراء عيذاب واتجه عبر سيناء وظلت عيذاب مشهورة 215 عام فى خدمة التجارة والحج وكانت بمثابة رأس الجسر حيث تتجمع عندها كل تجارة آسيا وشرق أفريقيا وتمر عن طريقها إلى حوض البحر المتوسط وقد تحولت عيذاب إلى مركز لبناء وصناعة السفن من الخشب الذى كان يستورد لذلك الغرض.