كتب / جلال دويدار /رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين رغم الاهمية التاريخية والسياحية والاقليمية لمدينة الإسكندرية فإن هناك توافقا علي انها لم تأخذ حظها في استثمار هذه المقومات لجذب السياحة الخارجية بالقدر الذي يحقق العائد الاقتصادي اللائق. واذا كانت قد شهدت في السنوات الاخيرة طفرة تجميلية وتعميرية اعادت لها بعض رونقها المفقود فإن هذا لم يكن كافيا لتحقيق انطلاقها نحو هذا الهدف المنشود. بالطبع فان هذه المدينة الرائعة وإلي جانب موقعها الفريد علي البحر المتوسط فانها مازالت تحتاج إلي العديد من المشروعات العملاقة لابراز امكاناتها التي اسدل عليها الزمن ستائر الاختفاء إلي حد الضياع..ان ثروتها التاريخية والحضارية هذه تشمل اثارا رومانية واسلامية تعد بكل المقاييس جزءا اساسيا من التراث الانساني الذي لابد وان يحظي باهتمام كل الشعوب. ان هذه المدينة صاحبة هذه المكانة الفريدة مازالت تحتفظ في باطن ارضها وفي اعماق شواطئها بالكثير من متعلقات عصر بانيها الاسكندر الاكبر المقدوني عام 332 ق .الميلاد وكذلك اثار عصر الملكة الشهيرة كليوباترة وكلها من المعالم التاريخية التي تحظي بأكبر الاهتمام التاريخي والثقافي. ومنذ عدة سنوات ومن خلال السعي للكشف عن هذه الكنوز الاثرية تمكنت جهود التنقيب في بعض المواقع التي غمرتها مياه البحر والمتاخمة لشواطيء الاسكندرية إلي اكتشاف بعض هذه الاثار في منطقة الميناء الشرقي وهي تمثل حقبات من التاريخ القديم والحديث . ادي هذا الكشف إلي الحديث عن مشروعات طموحة تسمح بإتاحة الفرصة للمصريين والزوار الاجانب لمشاهدتها علي الطبيعة. حول هذه الافكار اشارت بعض الصحف إلي واحد من هذه المشروعات وهو خاص بموافقة منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة والمسئولة عن رعاية التراث الانساني والحفاظ عليه في خطاب لوزير الثقافة فاروق حسني بانها تبحث وتدرس منذ ايام اقامة معرض زجاجي داخل مياه البحر في الميناء الشرقي لمشاهدة الاثار الغارقة علي الطبيعة. وفي اتصال تليفوني مع الوزير سألته عن حقيقة هذا المشروع. قال لي ان الاكتشافات التي تم التوصل اليها بعمليات التنقيب عند شواطيء الاسكندرية كانت وراء التفكير في اقامة مثل هذا المشروع والتباحث مع منظمة اليونسكو حول امكانية تنفيذه. يقول فاروق حسني ان هناك وسيلتين كي يتحول هذا المشروع العملاق إلي حقيقة تكون من نتائجه تغيير وجه الاسكندرية السياحي تماما.. الوسيلة الاولي هي تفريغ منطقة هذه الاثار الغارقة من المياه تماما لتصبح الآثار الغارقة معروضة في متحف مفتوح للزوار. هذا المشروع يحتاج إلي تمويل يصل إلي مليار دولار امريكي. . أشار إلي انه من الممكن ان تتولي »اليونسكو« رعايته والدعوة للتبرع الدولي لتمويله مؤكدا انه سيسعي إلي الاضطلاع بهذه المسئولية اذا ما تم انتخابه لشغل منصب مدير اليونسكو المرشح له. اما الوسيلة الثانية من وجهة نظر فاروق حسني فتستهدف اقامة ممر زجاجي داخل المياه وسط مناطق هذه الاثار ليسمح للزوار بمشاهدتها وهي تجربة تم تنفيذها بنجاح كبير في عدد من الدول ومنها سنغافورة علي سبيل المثال. قال ان هذا يتطلب وقف عمليات صب مخلفات الصرف الصحي في البحر حيث ان امتزاجها بالمياه يؤدي إلي صعوبة الرؤية وهو ما ظهر واضحا وجليا في عمليات التنقيب. ويؤكد وزير الثقافة فاروق حسني ان الاقدام علي تنفيذ اي من المشروعين المقترحين سوف يؤدي إلي زيادة حماس التنقيب عن الاثار الغارقة والتي من الممكن ان يكون من بينها قبر الاسكندر الاكبر والعديد من اثاره وكذلك اثار عصر الملكة كليوباترة. ليس مطلوبا لاحياء مدينة الاسكندرية سوي تقديم الدعم والمساندة لهذه الافكار الطموحة املين ان يتحرك الجميع بجدية نحو تبني هذا المشروع وهو الامر الذي يجعلنا ندعو الله ان يكون منصب مدير هذه المنظمة الدولية من نصيب وزيرنا فاروق حسني حتي تكون هناك فرصة للالتزام بوعده بتنفيذه.