(3)(2).jpg)
كتب / جلال دويدار /رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين رغم أنني أدرك أنه قدرنا وطبيعة ظروفنا وما يحيط بوضعنا هو ما يجعلنا نتعرض لكثير من المشاكل والأزمات في كل المجالات الا أن هذا لا يمنع ضرورة انضباطنا وأن يكون لدينا منهج لعلاج السلبيات يستهدف تجنب الوقوع فيها وايجاد الحلول أو التخفيف من آثارها السلبية. الأكثر من كل هذا هو الايمان بأهمية العمل علي أن تجري عملية المواجهة من المنبع أي منع البلاء قبل وقوعه من خلال وضع الضوابط المناسبة لتحقيق هذه الاستراتيجة.بالطبع فإن التحرك ايجابيا في هذا الاتجاه ليس واجب جهة بعينها ولكنها مسئولية مشتركة لكل من له صلة بالمشكلة او القضية حيث أن الخروج من هذه المواقف يتطلب البحث والنقاش والتنسيق وصولا إلي أنسب الطرق حتي لا تكون هناك فرصة علي قدر الامكان امام الوقوع في الخطأ الذي ينال من الصالح العام والخاص. بالتجربة فانه لا يمكن ان تكون هناك نتيجة ايجابية محققه دون اعمال الفكر والعقل ودون ايجاد الضمانات اللازمة لتجنب الاعمال التي قد تقود إلي المخاطر حتي لو لم تكن هناك مؤشرات وتوقعات بشأنها.***كل هذه الافكار راودتني وأنا أتابع حادث الخطف المؤسف ل 11 سائحا وثمانية مصريين عند مثلث الحدود المصرية السودانية الليبية بالقرب من منطقة جبل العوينات. انه ولا جدال نوع من القرصنة وعمل اجرامي مؤسف تعرضت له صناعة السياحة المصرية وهي في أوج تألقها وانطلاقها مع بداية الموسم الشتوي. ورغم ترحيبي بالقرار الحكيم الذي صدر بوقف رحلات السفاري إلي منطقة الجلف الكبير مؤقتا والتي كانت تجذب مجموعات من هواة سياحة المغامرات الا انني كنت أري انه كان من الممكن تجنب اللجوء الي مثل هذا القرار لو كان لدينا بعد نظر بتوقع المحظور .. ساعيا الي اتخاذ ما يلزم لتأمين مثل هذا النشاط السياحي الواعد.من بين الاجراءات المطلوبة حتمية التعاون بين أجهزة السياحة والأمن واصحاب الشركات السياحية المتخصصة في تنظيم هذه الرحلات وان يشمل ذلك وضع المناطق الجاذبة لهذه الرحلات تحت الرقابة الامنية من خلال التنسيق مع دول الحدود الشقيقة المتاخمة ، خاصة ان المنطقة متداخلة وقريبة من التحركات القبلية المتصارعة داخل السودان.وحتي الآن فان المعلومات المتوافرة لدي الاجهزة المسئولة في مصر لم تسفر عما اذا كانت عملية الخطف الاجرامية قد تمت داخل الاراضي المصرية أم داخل الاراضي السودانية بما يعني ان هناك احتمالا ان تكون المجموعة السياحية قد ضلت طريقها ووقعت في المحظور بسبب خطأ في عملية الارشاد إلي جانب الاندفاع وراء اغراءات البحث عن مزيد من الاستمتاع السياحي.***انني لا أتجني ولا أسبق الأحداث عندما أقول أن مسئولية ما حدث تقع في المقام الاول علي المرشد ومنظم الرحلة لانه لم يتوخ الحذر والحرص وانخدع في خبرته. من ناحية اخري فقد كان من الضروري ان تخضع عمليات تنظيم مثل هذه الرحلات لأعلي قدر من الرقابة والمتابعة وان تكون هناك ضوابط حازمة لا يجب الخروج عنها. واذا كان ما وقع قد وقع فان الامر كان يستوجب ان تكون هناك غرفة عمليات دائمة تضم كل الجهات والاجهزة المسئولة للتعامل مع مثل هذه الازمات. ورغم كل ما حدث فانه لا يفوتني الاشادة بحالة الهدوء التي اتسم بها رد الفعل الرسمي وهو ما يجعل عندي أملا أن تنتهي هذه الازمة السياحية علي خير ويتم الافراج عن السياح المغامرين ليعودوا إلينا وإلي بلادهم سالمين آمنين.[email protected]
