بقلم / جلال دويداررغم الخوف الذي يسود قطاع السياحة من إنعكاسات الأزمة الاقتصادية والتي ادت إلي التوجس من هبوط كبير في معدلات التدفق السياحي جاءت البيانات التي اعلنها زهير جرانة وزير السياحة في المؤتمر الصحفي الذي عقده علي هامش »بورصة برلين« ـ أكبر حدث سياحي علي مستوي العالم ـ ليثير قدرا من الاطمئنان والتفاؤل. قال الوزير ان احصائيات شهر يناير تشير إلي ان التراجع في الحركة السياحية إلي مصر لم يتجاوز 21%.اضاف ان المشكلة التي تعاني منها السياحة حاليا هي الانخفاض الكبير في الحجوزات المسبقة للبرامج السياحية وان معظم الحركة السياحية خلال الفترة القادمة سوف تعتمد علي حجز اخر لحظة.. يعود ذلك إلي حالة عدم الاستقرار التي تسيطر علي حياة الافراد نتيجة الازمة المالية والخوف من فقدان العمل أو خفض الاجور وهو الأمر الذي يجعلهم في حالة ترقب وتأجيل لرحلاتهم السياحية حتي اخر وقت.من ناحية اخري فإنه يبدو ان الخوف مما هو قادم ومن التأثيرات السلبية علي صناعة السياحة قد ادت إلي مزيد من الترابط وبذل المزيد من الجهد من اجل احتواء هذه الاوضاع السيئة أو التخفيف من وطأتها. ظهر هذا جليا في اللقاءات المكثفة التي جرت خلال بورصة برلين بين العارضين للمنتج السياحي وبين الطالبين والمروجين له. اهم المشاكل والقضايا التي كانت تشغل بال العاملين في الانشطة السياحية تركزت في انخفاض عملة الدول المصدرة للسياحة وهو الامر الذي يترتب عليه ارتفاع تكلفة الرحلة. ومن اجل تعظيم الدور المنوط بكل الاطراف المختلفة في المنظومة السياحية لعبور الازمة ولتشجيع منظمي الرحلات علي بذل المزيد من الجهد لجأت مصر علي لسان وزيرها إلي مواصلة النظام الذي يقوم علي التعاون والمشاركة والمساهمة في إعداد الحملات الدعائية بالاضافة إلي تخفيف الاعباء المالية علي شركات »الشارتر« بتقديم حافز مالي عن كل راكب علي رحلاتها.. وفي إطار التنسيق والفهم المشترك قامت وزارة الطيران المدني بخفض قيمة رسوم الهبوط والايواء للطائرات في المطارات المصرية.ورغم حالة التشاؤم السائدة فقد شهد الجناح المصري الذي شاركت فيه ستون شركة سياحية وفندقية حركة دائبة وإقبالا كبيرا سواء من المحترفين السياحيين أو من الباحثين عن فرص للقيام برحلات سياحية.. وقد تجسد جانب من هذه الحركة في اللقاءات المكثفة التي اجراها وزير السياحة زهير جرانة مع كبري شركات السياحة والطيران والفنادق والتي ايدت وجهة نظرها في الاوضاع السياحية. توقعوا جميعا ان تخف وطأة التأثيرات السلبية علي صناعة السياحة مع نهاية عام ٩٠٠٢ ومع بداية عام ٠١٠٢ مسايرة للجهود التي تبذلها الدول لمواجهة تداعيات الازمة الاقتصادية.. ولعل ما تميز به المؤتمر الصحفي لوزير السياحة هذا العام هو ان يتم ولأول مرة التوقيع علي اتفاقيتين دوليتين تدخل بهما مصر مجالات جديدة من الخدمات السياحية لجذب نوعيات جديدة من السياحة.. الاتفاقية الاولي وقعها احمد النحاس رئيس اتحاد الغرف السياحية مع اكبر شركة دولية متخصصة في الإشراف والإعداد والتنسيق علي مراكز الـ SPA بالفنادق والمتخصصة في الإستشفاء والعلاجات الطبيعية بينما عُني الاتفاق الثاني باقامة اكبر مركز عالمي للاستشفاء في مركز بورت غالب السياحي ووقعه المهندس إبراهيم صالح نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الخرافي مع واحدة من أكبر الشركات الاوروبية في هذا المجال ويشمل الاتفاق ضمان استخدام المركز لقضاء إجازة النقاهة لمرضي التأمين الصحي الالماني وعلي اساس ان الإدارة والاطباء سيكونون من الخبراء الالمان المتخصصين.واذا كان كبار المسئولين وخبراء السياحة المشاركون في بورصة برلين قد ابدو رضاءهم عن سير الحركة السياحية من بداية العام وحتي نهاية ابريل القادم فإن القلق يساورهم بالنسبة للصيف نظرا لانحسار الحجوزات المسبقة لهذه الفترة.. من هنا فإن كبار منظمي الرحلات وبدعم من وزارة السياحة المصرية ركزوا جهودهم في اقناع شركات الطيران المنتظمة والخاصة علي مواصلة تسيير رحلاتهم مع تصعيد الحملات الدعائية.