Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

رحلـة نسمات تفاؤل مع اقتراب موسم الحج

بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين لا جدال اننا عشنا ونعيش منذ عدة شهور تحت وطأة الخوف من انتشار وباء إنفلونزا ما يُسمي بالخنازير والذي كان بدايته من المكسيك لينتقل بعد ذلك إلي كل بلاد العالم‮.‬ورغم انتشاره علي نطاق واسع في عدد من دول العالم المتقدمة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا الا ان حالة الاستنفار عندهم وحملات التخويف والرقابة علي منافذ الدخول إليها لم يكن لها وجود علي الاطلاق‮.. ‬بعكس ما يجري عندنا‮.. ‬قد يكون السبب في ما هو متوافر لديهم من انضباط واجراءات صحية متقدمة سواء علي المستويين الشعبي أو المستوي الحكومي‮.. ‬وهو الامر الذي نفتقده علي‮ ‬يد المسئولين مما يعد بيئة صالحة تماما لانتشار المرض‮.‬‮> > >‬ان ما احاط بهذا المرض من ضجة عندنا يعود بشكل أساسي إلي الخوف من التجمعات‮ ‬غير المنضبطة التي تشارك فيها جنسيات متعددة تجمعهم مناسك العمرة والحج بالملايين‮.. ‬كان هذا الهاجس الذي تناولته تحذيرات الصحة العالمية دافعا للدولة الي وضع القيود علي التقدم لاداء العمرة من خلال ربط الموافقة للراغبين بشرط الا تقل اعمارهم عن ‮٥٢ ‬عاما ولا تزيد علي ‮٥٦ ‬عاما‮ . ‬باعتبار ان هذه الفئة هي الأكثر عرضة للعدوي والاصابة بالمرض‮. ‬ونجحت الدولة بنسبة ‮٠٩‬٪‮ ‬في تطبيق هذه الشروط علي المعتمرين خاصة في فترة الاقبال علي الاعتمار في شهور رجب وشعبان ورمضان‮.‬‮> > >‬هذه الاجراءات والقيود الضرورية اصابت قطاعا كبيرا من مسلمي مصر بإحباط شديد خفف منه تفهمهم وتقبلهم للتحذير من خطورة المرض‮. ‬في مقابل هذا تكبدت شركات السياحة والجمعيات المتخصصة والدولة من خلال وزارة الداخلية خسائر مادية فادحة تجسدت في تكاليف الاقامة للمعتمرين والحجاج في فنادق السعودية والتي يتم دفعها قبل شهور عديدة بل قبل عام من موسم الحج والعمرة‮.‬‮> > >‬ولابد هنا من ان نشير إلي ان جانبا‮ ‬غير قليل من الذين طبقت عليهم شروط المنع كانوا من القادرين متعودي ومحترفي السفر للعمرة اكثر من مرة في السنة وكذلك‮ ‬القيام بالحج سنويا،‮ ‬في نفس الوقت فقد وقعت هذه الشروط كالصاعقة علي نسبة كبيرة من الحجاج البسطاء خاصة كبار السن الذين امضوا حياتهم يُمنون انفسهم بأداء هذه الفريضة الروحانية وقد أحسنت الدولة فيما يتعلق بحجاج القرعة الذين يمثلون‮ ‬غالبية هذه الفئة بالحرص علي تخفيف حالة الاحباط التي انتابتهم بالاعلان أنه ستكون لهم اولوية السفر العام القادم بإذن الله‮.‬‮> > >‬وسط هذه الغيوم التي سيطرت علي الاستعداد لموسم الحج وفقا لشرط السن كانت هناك انباء تتردد عن احتمال إلغاء موسم الحج هذا العام‮. ‬كانت هذه الخطوة نقلا عن المسئولين في وزارة الصحة مرهونة بالمدي الذي سيصل إليه انتشار المرض خلال موسم العمرة‮.. ‬الشيء الذي يدعو إلي التفاؤل ان ما كان متوقعا لم يحدث وان نسبة قليلة جدا من المعتمرين الذين عادوا تعرضوا للاصابة‮. ‬دعّم هذا التفاؤل اعلان المملكة العربية السعودية التي سادها هي الاخري حالة الرعب من انتشار المرض أنه لم تكن هناك حالات وفاة بين المعتمرين بمرض انفلونزا الخنازير وان الوضع لم يكن بالصورة السيئة المتوقعة‮. ‬في نفس الوقت وتعظيما لهذه الجرعة من التفاؤل ذكرت مصادر الصحة العالمية ان فيروس المرض لم يتطور للأسوأ وانه مازال علي نفس الحالة التي تمكن الاجهزة الطبية من السيطرة عليها بالعلاج والتطعيم‮.‬‮> > >‬كان من مظاهر هذه الانباء المتفائلة ما اعلنه وزير التعليم بأنه لا توجد نية لمزيد‮ ‬من التأجيل للدراسة بالمدارس‮. ‬وحرصا من جانب حاتم الجبلي وزير الصحة الذي تتحمل وزارته مسئولية الحفاظ علي صحة المواطنين فإنه وحتي لا يترتب علي هذه الانباء نوع من التراخي في مواجهة المرض سواء علي مستوي الاجهزة الطبية او البشر‮. ‬لجأ إلي تأكيد تحذيراته بأن خطر انتشار انفلونزا الخنازير مازال واردا مع قدوم فصل الخريف‮.. ‬وليس امامنا في مواجهة‮ ‬حيرة الشعور بالتفاؤل وبين هذه التحذيرات‮ .. ‬سوي ان ندعو الله ان ينجينا من هذا البلاء‮.‬

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله