(4).jpg)
رحلـة صناعة الأمل بين عام مضي وعام جديدبقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريينكلما مر الوقت تترسخ أقدام السياحة صناعة الأمل ضمن الدائرة المغلقة والمبشرة التي تخدم المصالح الاقتصادية القومية باعتبارها موردا مهما للعملة الأجنبية وطاقة خير لمزيد من فرص العمل لكل أبناء مصر . علي صخرة الأهمية المتصاعدة لهذه الصناعة لابد أن تتحطم كل المعوقات التي تعطل انطلاقها. في نفس الوقت يجب العمل علي تلاشي المواقف السلبية لبعض العناصر المحسوبة علي أجهزة الدولة والتي مازالت لا تؤمن بما تقدمه السياحة من مساهمة فعالة في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي.في هذا الاطار لابد أن نعترف وفي اطار هذا الاهتمام بأن هناك جهودا تبذل واجتهادات تقدم من جانب المسئولين عن تنمية ورعاية صناعة السياحة. وقبل اتمام مراسم وداع عام ٩٠٠٢ المنصرم واستقبال العام الجديد. حرص عمرو العزبي رئيس هيئة تنشيط السياحة الذراع الرئيسية لوزارة السياحة المسئولة عن دفع قاطرة التنمية السياحية نحو الهدف المأمول.. علي لقاء الكتاب السياحيين والاعلاميين المهتمين بشئون هذه الصناعة.. كانت فرصة وفي اطار هذا الهدف أن يعرض ركائز الحملة الدعائية الدولية التي من المفروض أن تبدأ فورا بهدف الترويج للمنتج السياحي المصري الذي يخوض منافسة شرسة في الأسواق المصدرة للسياحة.> > >استهل العزبي حديثه بالاشارة إلي محدودية خسائر الأزمة الاقتصادية علي السياحة المصرية وأن النقص في عدد السياح لم يتجاوز ٥.٤٪ من أرقام السياحة الوافدة في عام ٨٠٠٢. استشهد في لهجته التفاؤلية بما حدث لتعاملاتنا مع السوق البريطاني الذي بلغت نسبة التراجع في عدد سياحه علي مستوي العالم ٨١٪ ولكن عدد السياح البريطانيين الذين وفدوا إلي مصر زاد عام ٩٠٠٢ بنسبة ٥٪ . في نفس الوقت حافظ التدفق السياحي الروسي علي استقراره وعدم التأثر رغم انخفاض أعداد السياح الذين خرجوا من روسيا بنسبة ٢٢٪. هذه الاحصائيات تمثل ظاهرة ايجابية لصالح السياحة المصرية وتعكس رسوخ المقصد السياحي المصري في أذهان منظمي الرحلات والسياح علي السواء وهو أمر يدعو للتفاؤل بالنسبة لمستقبل السنوات القادمة. أشار إلي ان الاهتمام بجلب السياح من دول أوروبا الشرقية كان محورا رئيسيا في عملية الترويج من خلال المشاركة في المعارض السياحية في بولندا وهو ما انعكس ايجابيا علي استمرار الاقبال علي زيارة مصر.> > >وفي اطار الحديث عن حركة السياحة إلي مصر تطرق إلي المتغيرات التي طرأت علي نوعية السياح والسياحة قال انه قد بدأ الاتجاه إلي السياحة الترويحية علي مستوي العالم مع مطلع الخمسينيات وأن ذلك ارتبط بعد الحرب العالمية الثانية باتساع رقعة الطبقات المتوسطة في مجتمعات الدول الغربية وهو ما أدي إلي مزيد من الاهتمام بسياحة الشواطيء والاجازات. وقد دخلت مصر هذه الدائرة بداية من الثمانينات والتسعينيات مما شجع علي تنمية سياحية واسعة في المقاصد الشاطئية بسيناء والبحر الأحمر ساعد علي نموها زيادة كبيرة في الاستثمار الفندقي. تجسد هذا التطور في وصول عدد الغرف الفندقية في هذه المقاصد إلي ما يقرب من ٥١٢ ألف غرفة تستقبل ٥٦٪ من أعداد السياح الذين يزورون مصر والذين بلغ عددهم عام ٨٠٠٢ أكثر من ٢١ مليون سائح حققوا دخلا يزيد علي ٩ مليارات دولار. ورغم مسايرة الاتجاه العالمي في الاهتمام بالسياحة الترويحية فإن عملية الترويج لم تتخل عن السياحة الثقافية التي تمثل بالمقومات التي تملكها مصر ثروة لا مثيل لها. في أي دولة بالعالم. اعترافا بهذا الواقع فإن الحملة الدعائية اهتمت أيضا بتراثنا التاريخي والحضاري والذي يتجسد بشكل رئيسي في مدينة الأقصر ضمن عمليات الشراكة مع منظمي الرحلات وامتداد سياسة التحفيز لشركات الطيران الخاص.> > >وإلي جانب السياحة الترويحية شمل الاهتمام أيضا نوعيات جديدة من السياحة تتوافر عناصرها في مصر مثل سياحة الغوص والصحاري والاستشفاء والجولف والمشتريات. ورغم الاهتمام بسياحة الكم التي تعتمد علي التكلفة التي تتناسب مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية في الأسواق المصدرة.. فإنه ومن خلال إقامة الفنادق العالية المستوي من فئة الـ٧ نجوم بدأت السياحة المصرية تجتذب فئة السياح عالية الانفاق.الشيء المثير للانتباه في مضمون الحملة الدعائية هو شعار الحملة الذي يحمل اسم مصر بحروف لاتينية ومعالم فرعونية تعكس حضارة مصر . إلي جانب تزيين خلفية هذا الشعار بالاهرامات والآثار التاريخية التي تم اختيارها بحرفنة تصويرية رائعة. ليس هناك ما نتمناه بعد هذا العرض سوي أن يحمل العام الجديد كل الخير للسياحة المصرية.
