عمان / المسلة
كتب : عبدالقادر الفاعوري
قال خبراء بيئيون واطباء ان تركيز مادة الاكسجين في هواء منطقة البحر الميت هو الاعلى في العالم، بصفة المطقة الأكثر انخفاضا في العالم، فضلا عن أن الضغط الجوي الأعلى في العالم واكد استشاري جراحة القلب والصدر والاوعية الدموية وزراعة الاعضاء عاصم البلعاوي ان الدراسات العلمية التي اجريت في المنطقة اظهرت ان نسبة الاكسجين فيها تصل الى 36 بالمئة علما بان النسبة العالمية وصلت الى 26 بالمئة في جميع مناطق العالم .
واوضح البلعاوي ان هواء المنطقة مفيد جدا للعديد من المرضى، خصوصا مرضى القلب والصدر والشرايين .
ولان نسبة الأكسجين في منطقة البحر الميت تزيد بمقدار (10بالمئة ) عن بقية المناطق الأخرى فان دخول الاكسجين الى الحويصلات الرئوية هو أعلى من حيث الكمية، وكذلك أعلى من حيث الضغط الجوي فتدخل فقاعات الاكسجين بشكل فعال الى خلايا الجسم كافة عن طريق الرئتين والجلد مباشرة، فتصل الى الدورة الدموية بشكل كثيف ومضغوط ما يؤدي الى انتعاش الاعضاء المصابة والخاملة فتنشط وتبدأ عملية البناء، لأن الاكسجين هو الاساس في عمليات الاستقلاب وتجديد الخلايا في كافة الجسم وتأخير الشيخوخة .
واشار الى أن الاوكسجين بكميته وضغطه في الجسم تزداد فعاليته أيضا في البحر الميت بوجود عوامل أخرى، منها معدل ظهور الشمس يوميا أكثر من 6 ساعات خلال السنة وانخفاض نسبة الرطوبة فيكون الجو جافا ومريحا للمريض وللخلايا التي تؤدي عملها على أحسن وجه.
واشار البلعاوي الى ان الدراسات اثبتت أن طبقة الاوزون المفيدة للجسم والموجودة فوق سطح البحر الميت هي الاكثر كثافة في العالم، ولغاية الآن لم يحدث فيها انحسار يذكر كما في البلدان المتقدمة وتبين أيضا أن طبقة الاوزون وطبقة الضباب الكثيف والثقيل الناجم عن تبخر الاملاح المعدنية من البحر الميت تعملان على ترشيح وفلترة الاشعة فوق البنفسجية الضارة فتردها وتسمح للاشعة الفوق بنفسجية المفيدة بالوصول الى رواد البحر الميت، ما يؤدي الى انصباغ الجلد دون حرقه عند التعرض لاشعة الشمس لفترة طويلة.
وزاد أن الاملاح الموجودة في الاكسجين مثل البروميد مفيدة للاعصاب والمغنيسيوم والكالسيوم لعضلة القلب والموجودة بأضعاف مما هي عليه في اماكن اخرى تزيد في اعطاء الجسم الفرصة الاكبر والاوفر في ترميم مايحصل من تلف خلايا واسترخاء وخاصة للذهن والنفس معا.
واكد البلعاوي ان مجرد الاقامة في البحر الميت لمدة اسبوعين الى اربعة اسابيع تفيد في كثير من الامراض، ومنها الربو القصبي واحتشاء عضلة القلب والقدم السكرية وبعض انواع الحساسية ومرض كرون والامراض الجلدية مثل الصدفية والبهاق والالتهابات المزمنة وحب الشباب وغيرها .
واشار الى انه ونظرا لهذه الفوائد من الاكسجين الاكثر تركيزا والموجود تحت ضغط مرتفع فقد ابتكر العلماء جهاز يستعمل بشكل كبير في العالم وهو جهاز الاكسجين المضغوط، حيث كان الاردن سباقا باستعماله في العلاج الطبي لكثير من الامراض وذلك بالتعاون مع مركز( سي او بي بي ) في مدينة أتلانتا من ولاية جورجيا الاميركية وبرئاسة الخبيرة الدكتورة “هيلين جيلي ” التي تؤكد الفوائد الكبيرة لاستعمال العلاج بالاكسجين المضغوط .
من جانبها نصحت الخبيرة في جامعة ايموري في مدينة أتلانتا الاميركية هيلين جيلي الاقامة في منطقة البحر الميت بشكل متكرر، حيث يساعد الاكسجين الزائد في شفاء كثير من الامراض، مثل التهاب المفاصل والتهاب العظام والصدفية ويخفف مضاعفات مرض السكري والاصابات العصبية المختلفة .
من جانبه اكد المدير الاقليمي لمنطقة غرب اسيا في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة عودة الجيوسي، اهمية النظر لقيمة ونوعية الهواء والبيئة في منطقة البحر الميت على انها ميزات بيئية عالية ولا بد من الاستفادة من القيمة الاستثمارية في المشاريع الرفيقة بالبيئة .
واشار الى ان السياحة البيئية تمثل رافدا للاقتصاد القومي، لذا لابد من الحفاظ على موارد البيئة في البحر الميت حتى يتسنى الحفاظ على الميزة النسبية التفاضلية للموارد الطبيعة، وان وجود الاكسجين يحافظ على البيئة في ظل ظاهرة التغير المناخي.
واوضح مستشار التخدير هايل غرايبة، ان الانسان يحتاج الى 250 مل من الاكسجين وان الكميات الزائدة من الاكسجين المتوفرة بكثرة في البحر الميت تساعد في علاج امراض الجهاز التنفسي الحادة والمزمنة والغرغرين وعلاج التوحد عند الاطفال اضافة الى امراض الرئة المزمنة، التي تحتاج الى علاج متواصل، حيث ثبت ان نسبة تشبع الدم في الاكسجين تستمر لعدة اسابيع مرتفعة عند مكوث المرضى لمده بسيطه في منطقة البحر الميت .
ويبلغ انخفاض منطقة البحر الميت عن سطح البحر 430 مترا، ومايزال ينخفض أكثر فأكثر سنة بعد سنة.