Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

التراث الثقافي المادي والجذب السياحي في ليبيا..أ . كريمة بلعيد بعيص

 

 

 


دراسة أعدتها : أ . كريمة بلعيد بعيص
رئيس قسم التطوير ورقابة الجودة بإدارة تنمية الصناعات التقليدية

مقدمة :


تحتضن ليبيا تراثا ثقافيا ماديا ومقومات سياحية طبيعية وتاريخية وثقافية ودينية واجتماعية منتشرة في معظم المدن والقرى الليبية وتحظى بالعديد من عناصر الجذب السياحي. وبها الكثير من المعالم والمواقع الأثرية والتاريخية الهامة المنتشرة على أغلب رقعتها الشاسعة مما يجعلها متحفا كبيرا يعرض تاريخ تطور الإنسانية منذ قبل التاريخ حتى وقتنا الحاضر وهي تتدرج من كهوف الإنسان القديم ونقوشه إلى مدن الطوب والحجارة ، فهي كنوز لا تقدر بثمن وتحوي بداخلها كل عناصر الإبداع بصوره المختلفة في تركز وتنوع قلما وجد لهما مثيل ,ونجد أن التراث الثقافي متمثل في الاستمتاع بالحضارات القديمة وأشهرها الحضارة الفرعونية والإغريقية والرومانية والمسيحية والإسلامية على مر التاريخ والعصور ,تعددت الأحداث التى مرت بها ليبيا عبر مراحل التاريخ ، وفي هذا البحث سنستعرض التراث الثقافي المادي والجذب السياحي الذي يستدعي الاهتمام والعمل على تطويره والحفاظ عليه وتشجيع الاستثمار السياحي فيه، وزيادة عدد السياح إليه، وذلك بتضافر جهود جميع الأطراف .


أولا : مفاهيم وتعريفات :


تتعدد المفاهيم والتعريفات حول موضوع التراث الثقافي المادي والجذب السياحي منها مفهوم الثقافة المادية حول أي مجتمع بما تملكه من مقدرات ملموسة تمثل الماضي والحاضر ورؤى للمستقبل ، وفضلاً عن ذلك أن التراث يشكل مركباً رئيسياً لخصوصية الشعوب والجماعات كما أنه يقدم الفائدة الاقتصادية و يلعب دوراً حاسماً في التطوير الاقتصادي وخاصة على الصعيد المحلي وهذا يؤدي إلى رؤية جديدة وذلك بالاهتمام بالسكان ونوعيتهم ومهاراتهم على صعيد انقاذ وحسن استخدام التراث اقتصاديا ومن أهم هذه المفاهيم والتعريفات مايلي :


1- الثقافة : هناك تعريفات ومفاهيم متعددة للثقافة ،ومنها النعريف الذي يتماشى مع موضوع البحث تعني ” المحصلة الكلية للتراث الإنساني والاجتماعي سواء كان هذا التراث ماديا أو غير ماديا ” ( ).


2- الآثار : ” يعتبر أثرا أي شيء خلفته الحضارات ، أو تركته الأجيال السابقة عما يكشف عنه أو يعثر عليه سواء كان ذلك عقارا أو منقولا يتصل بالفنون أو العلوم أو الآداب أو الأخلاق أو العقائد أو الحياة اليومية أو الأحداث العامة ، وغيرها مما يرجع تاريخه الى مائة سنة مضت متى كانت له قيمة فنية أو تاريخية” ( ).


3- الهوية الثقافية : تعد كيان تاريخي ومتعلق بالتراث والمعاصرة والأصالة والحضارة وتعرف على أنها ” ما يمنح الناس مشاعر الانتماء والأمن والاندماج بالجماعة حيث تزودهم بالمعايير المشتركة التى تمكنهم من التواصل والتفاعل وتزودهم بالقيم والطموحات المشتركة وبامكانيات التوقع بسلوك الآخرين مما يساهم ببناء شعور الثقة بين الناس. ومكونات الهوية ، تشير الى ما يمكن تسميته بالرأسمال الاجتماعي حيث تساهم الهوية الثقافية الى درجة كبيرة في التمييز بين الجماعات” ( ).


4 ليبيا : وردت “تسمية ليبيا لأول مرة في نقشيه ترجع إلى الألف الثانية ق.م في عهد الدولة القديمة في مصر . ويبدو أن الاسم اشتق من اسم إحدى القبائل (الليبو) التى كانت تسكن غرب نهر النيل. ولقد استخدم اليونانيون القدماء كلمة ليبيا لتشمل المنطقة الممتدة من غرب نهر النيل حتى المحيط الأطلسي . وفي العهد الروماني أصبح مدلول ليبيا (أرض اللوبيين) ينحصر في ولاية أفريقيا الرومانية” ( ).


5- التراث : لما كان التراث متعلقا بالماضي ، وكان الماضي لحظة تراكم دائم فإن التراث هو نتاج الماضي بعمومه وكل ماله قيمة حضاريه ، وهناك تعريف معجمي للتراث : ” فهو في اللغة مشتق من الإرث يقول ابن منظور في هذه المادة من لسان العرب : الإرث هو الميراث وهو الأصل ، ويقال الإرث في الحسب والموروث في المال” . فالتراث ” هو كل ما مضى عليه خمسون عاما أو يزيد “( ) .
“المعنى اللفظي والعام للتراث (Heritage) هو أن الورث والإرث والوارث والتراث كلها تهدف لمعنى واحد ، فالتراث هو مجموعة الأنماط الحياتية في جوانبها المادية والفكرية الملتصقة بجيل أو أجيال سابقة” ( ).


6-تراث الإنسانية : “يشمل كل ما أورتثه الحضارات السابقة لحاضرنا سواء من جانب الفكر والأدب والفلسفة والثقافة أو في جانب الفنون والعمارة والتصميم أو في جوانب الحياة كافة فكرا أو تطبيقا”( ).

7المفهوم المادي : “هو تصور لأشياء يمكن إدراكها عن طريق الحواس”( ).


8الممتلكات الثقافية : حددت منظمة اليونسكو عام 1970م مفهوم الممتلكات الثقافية ووصفتها بأنه “كل ما تقرره كل دولة ، لاعتبارات دينية أو علمانية ، من متاحف وأبنية ونصب تذكارية ودور الكتب الكبرى ومن صور ولوحات وتماثيل ومخطوطات وطوابع بريد نادرة ومحفوظات صوتية وقطع أثاث وآلات موسيقية وحفائر ومكتشفات أثرية ومن مقتنيات تراثية يزيد عمرها عن مائة عام والتى تشكل لهذه الدول أهمية فنية وفقا للقوانين والتشريعات الوطنية التى سنتها بناء على حصر الممتلكات الثقافية التى تخصها وتم ذكرها وإعلانها في هذه القوانين”( ).


ثانيا : الموروث الثقافي :


تعمل المجتمعات والشعوب في جميع أنحاء العالم على الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري كونه يشكل جزء من تاريخها وشخصيتها الاجتماعية والثقافية ، بل إن هذا الموروث أصبح جزء لا يتجزأ من الموروث الإنساني العالمي ( ).
فبدأ الاهتمام بالموروث الثقافي الليبي على المستوى المحلي على يد القناصل والرحالة العرب والأجانب منذ نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر بعد حركة الكشوفات الجغرافية ( ).

1- التراث الثقافي المادي :
يعتبر التراث الثقافي أحد المكونات الرئيسية للهوية الثقافية للشعب الليبي وموردا مهما للتنمية المستقبلية. وفي الأراضي الليبية يوجد العديد من المعالم الأثرية التاريخية ، ويشمل كل ما يصنعه الإنسان في حياته وكل ما ينتجه العمل البشري من أشياء ملموسة وكذلك كل ما يحصل عليه الإنسان عن طريق الاستخدام فنونه التكنولوجية ( ) ، فالتراث الثقافي المادي المتمثل في المعالم الأثرية هي ممتلكات ثقافية وحصيلة الشعوب ومنجزاتها التى خلفتها وشواهد عليها وهي حلقة وصل بين الماضي والحاضر ( ).

2- التشريعات والقوانين الصادرة لحماية الموروث الثقافي :
تشكل مجموعة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والقوانين والأنظمة الوطنية على مستوى الدول الإطار العام لحماية التراث الثقافي على الصعيدين الوطني والدولي ، على سبيل الذكر وليس الحصر.
أ‌- على المستوى الوطني:
• مصلحة الآثار : من أقدم الجهات المسئولة عن حفظ وصون الممتلكات الثقافية والمواقع الأثرية والوثائق التاريخية في الجماهيرية ، وتعمل بالقانون رقم (3) لسنة 1994م بشأن حماية الآثار والمتاحف والمدن القديمة والمباني التاريخية( ).
• المركز الوطني للمأثورات الشعبية : أنشىء هذا المركز بليبيا سنة 1995م ، وقرار الإنشاء هذا سبق اتفاقية اليونسكو بشأن التراث غير المادي لعام 2003م( ).
ب‌- على المستوى الدولي :
اتفاقية لاهاي لسنة 1907 واتفاقية لاهاي لسنة 1954 والبروتوكولات التابعة لها، والاتفاقية الدولية المتعلقة بالتدابير لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل الممتلكات الثقافية لسنة 1970 و 1985، والاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي لسنة 1972، واتفاقية حماية التراث المغمور تحت المياه لسنة 2001، والاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي لسنة 2003. والتوصية بشأن التدمير المتعمد للتراث الثقافي لسنة 2003م ،واتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي لعام 2005 ( ).


3-الموروث الثقافي الليبي في ظل الموروث الثقافي الإنساني العالمي :
أبُرمت الاتفاقية الخاصة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي سنة ( 1972 ) من أجل
تحديد وحماية أروع المواقع الثقافية والطبيعية في العالم. وبعد مرور ما يقرب من 40عاماً على إبرام هذه الاتفاقية في عام 1972 ، تشمل الآن قائمة التراث العالمي 878 موقعاً ، فإن إدراج موقع ما على قائمة التراث العالمي يُعتبر تعزيزاً للمشاعر والكرامة الوطنية ، ونعلن بفخر أن خمس من الموقع الأثرية الليبية نالت شعار “التراث العالمي”. وهي :


أ- مدينة لبدة تعد أحد مواقع قائمة التراث العالمي وسجلت بتاريخ 1982، وتحتوي هذه المدينة على أكبر ساحات شمال أفريقيا التى وصفها المؤرخ البيزنطي بروكوب ( ثابازيليا ) ( ).
ب- مدينة شحات ، سجلت بتاريخ 1982 ، إحدى أجمل الآثار اليونانية في العالم حيث خصصت كموقع للتراث الانساني العالمي ( ).
ج- مواقع تادرارت أكاكوس الصخرية ، سجلت بتاريخ 1985 ، وهي أيضًا موقع مدرج على قائمة التراث العالمي، يقع هذا المرتفع الصخري الغني بآلاف الرسوم الصخرية ذات الأساليب المختلفة كليًا والتي يعود أقدمها إلى 21 ألف عام ق.م. تقريبًا، ويمكن اعتبار أن أحدثها يرقى إلى القرن الأول ميلادي. وتعكس هذه الرسوم التعديلات العميقة التي طرأت على الثروة الحيوانية والنباتية وكذلك أنماط الحياة المتنوعة للشعوب التي تتالت على هذا الجزء من الصحراء الكبرى( ).
د- مدينة صبراتة سجلت في التراث العالمي سنة 1982 .
هـ – مدينة غدامس لقد تم تسجيلها في التراث العالمي سنة 1986، نظرا لقيمتها البارزة كمستوطنة بشرية تقليدية ( ).
ثالثا : دور السياحة في الحفاظ على التراث الثقافي ( ):


تعتبر السياحـة من أهم الموارد الاقتصاديـة للعديـد من الدول الغربية والعربية. ونتيجة لانتشار العولمة فقد أصبح التعرف على حضارات الدول الأخرى أمر بالغ الأهمية. وأصبحت السياحة بأنواعها من أهم المصادر الثقافية والتعليمية عن المجتمعات المختلفة . إلا أننا نجد أن هنالك تضارباً ما بين السياحة والحفاظ على التراث الثقافي والبيئة. وقد ازداد الاهتمام بهذا الجانب من الصراع القائم ما بين الحفاظ والسياحة نتيجة للعولمة، وضعت الاتفاقية العالمية للسياحة الثقافية عام 1999 ونتيجة لإدراك أهمية استدامة مواقع التراث الثقافي والطبيعي كمصدر اقتصادي وثقافي وتعليمي. والتي أتت لتحتل مكان الاتفاقية السابقة الصادرة عن ICOMOS (اتفاقية السياحة الثقافية لعام 1976)، ويأتي الفارق الأساسي ما بين الاتفاقية الحديثة وتلك التي سبقتها من خلال العلاقة ما بين الحفاظ والسياحية.


• الوثيقة الأولى ركزت على إدارة الضغوطات ما بين السائح مواقع التراث والمسؤولين عن حماية هذه المواقع وذلك بالنظر إلى السائح من قبل العاملين بالحفاظ بأنه أحد العوامل المهددة لأصالة المواقع التراثية.
• الاتفاقية الجديدة تبحث عن علاقة جديدة ما بين الحفاظ والسائح وبالتالي فقد ركزت على أن من أهم أسباب القيام بأي عمل من أعمال الحفاظ هو إبقاء تميّز مواقع التراث والحفاظ عليها بهدف حصول السائح على أكبر قدر من التمتع بهذه المواقع وذلك من خلال أسلوب إدارة فعّال يضمن بقاء الموقع وتميزه، من خلال التوعية والحفاظ على المباني والمعالم التراثية، وأن التراث لا يمكن أن يحصل على الدعم المادي أو السياسي بدونها. وتدرك صناعة السياحة أن المواقع التراثيه والثقافية تشكل الجزء الأكبر من عوامل الجذب السياحي ،كما تدرك أن هذه المصادر هشة وغير مستردة، من هنا فإن الاتفاقية العالمية للسياحة الثقافية تدعو الى الحفاظ وصناعة السياحة على أن يعملوا جنباً إلى جنب ضمن التحديات الموجودة للوصول إلى استدامة على المدى الواسع للتراث الثقافي لكل مجتمع.
• كما جاء ميثاق الايكوموس ( الميثاق الخاص بالعمارة المحلية التقليدية ) لعام 1999، ليؤكد اهمية العمارة التقليدية ووضع المبادىء والاسس للمحافظة عليها . وكذلك اكد ميثاق الايكوموس لعام 1987 ( المحافظة على المدن التاريخية ) على اهمية التخطيط والمحافظة على هذه المناطق .


لقد أصبحت السياحة ظاهرة معقدة ذات أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية ثقافيه، تعليمية وفيزيائية وجمالية. وللوصول إلى فائدة متبادلة ما بين التوقعات والمعطيات لدى الزائرين والمجتمعات المحلية المستضيفة لهؤلاء الزائرين هنالك العديد من التحديات المطروحة. إن التراث الثقافي والتنوع في الثقافات والمجتمعات هما من أهم عوامل الجذب السياحي، والإدارة الضعيفة للسياحة وارتباط السياحة بالتطور يؤثر ويهدد البنية الفيزيائية للمواقع السياحية وخاصة لأصالتها وتميزها. كذلك تؤثر السياحة على أنماط حياة المجتمعات وعلى التكوين الايكولوجي لهذه المواقع.


على السياحة أن تجلب الفائدة إلى المجتمعات المستضيفة وأن توجد لديهم الحافز إلى المحافظة على المعالم وبقاؤها من خلال ممارساتهم . وأن تعاون جميع الجهات من مخططين وعاملين بالحفاظ والمجتمعات المحلية وأصحاب القرار هو عنصر رئيسي لإدارة المواقع ووضع سياسات التطوير التي تهدف إلى إيجاد صناعة سياحية مستدامة تعمل على التأكيد على حماية المصادر التراثية للأجيال لقادمة .


1-الجذب السياحي للموروث الثقافي :
تمثل المغريات والموارد وعناصر الجذب السياحي سواء الدينية ، الأثرية ، الطبيعية ، والعلاجية إحدى الركائز الأساسية للعرض السياحي في أي دولة، وكل هذه تعتبر عناصر منها يتحدد السائح مكان الزيارة المقصود، ولذلك تختلف هذه العناصر تبعا لطبيعة كل فرد التي يتأثر الطلب السياحي بها ، هذه العناصر تتمثل في طبيعة المكان من حيث توافر الشمس والرمال مثلا أو الجبال والجليد أو الغابات والأنهار ، وقد تكون هذه العوامل معالم سياحية أثرية في مناطق مختلفة من البلاد ( ) .
يمكن لآثار ما قبل التاريخ أن تجذب السياح الراغبين في التعرف عليها في بيئتها الطبيعية والاجتماعية ، وخاصة الآثار الثابتة غير المنقولة كالمعابد ، والأضرحة والفنون الصخرية . فالآثار تجذب إليها السائح منذ أكثر من مائة سنة وحتى يومنا هذا وإذا ما تم ربطه بنشاط سياحي منظم ، سوف يوفر دخلا ماديا كبيرا ويساعد في تطوير المناطق الموجودة بها هذه الآثار وتطويرها ، وذلك لأن السياحة الحديثة تحتاج الى شبكة من المواصلات لنقل السياح الى المناطق الأثرية ( ).


2- عناصر الجذب السياحي :
تتضمن عناصر الجذب السياحي الرئيسية في ليبيا المواقع الأثرية والتاريخية والصناعات التقليدية المحلية المتنوعة والفنون والموسيقى علاوة على المتاحف والنشاطات المشابهة التى تثير اهتمام السائح ( ) ، وتعتبر المواقع الأثرية من عناصر الجذب السياحي الرئيسة ، ويجب أن تكون عملية المحافظة عليها من خلال إدخال التحسينات والإبقاء على حالتها الأصلية بقدر الإمكان حيث أن المحافظة على هذه المواقع تزيد من الوعي بالخلفيات التاريخيــة والثقافية وتمكن الزوار من فهم ماضي البلاد الحافل وتطورها التاريخي ( ) . ويمكن أن نذكر أمثلة لعناصر الجذب السياحي التراثي والتاريخي والحضاري المتنوع الذي يمكن أن يجذب السياح ويشكل صناعة سياحة مزدهرة فمن هذه الأمثلة ( ):


أ‌- المواقع الأثرية التقليدية البارزة كلبدة وصبراتة وشحات وغيرها من المدن الأثرية.
ب‌– المناظر الطبيعية الصحراوية الشاسعة ومواقع الفنون الصخرية العديدة لفترة ما قبل التاريخ.
ج-المناطق الجبلية وخاصة الجبل الأخضر والجبل الغربي والقرى الموجودة فيها.
د-المدن التاريخية كطرابلس وزليطن.
هـ-الشريط الساحلي الطويل والشواطئ الممتدة على طول البحر الأبيض المتوسط.
و-مختلف الموارد السياحية الأخرى بما في ذلك الفرص المتوفرة للغوص البحري والسياحة الدينية والسياحية الصحية في الحمامات الساخنة .


3- أهمية التراث الثقافي في تنمية المناطق المحلية الثقافية ( ):


تعتبر صناعة السفر والسياحة من أهم القطاعات الباعثة لفرص العمل، حيث يستوعب هذا القطاع ما يزيد عن 100 مليون شخص عبر العالم. ومن الجدير بالذكر أن المؤسسات الصغرى والمتوسطة والمؤسسات العائلية تسهم هي الأخرى في إحداث مناصب شغل صغيرة لها علاقة بالنشاط السياحي. وقد بينت الأبحاث في هذا المجال أن وتيرة نمو فرص الشغل في هذا القطاع تتجاوز نسبة النمو المسجلة في باقي مجالات النشاط الصناعي، الأمر الذي يجعل الدول النامية والبلدان الأقل نموا تتمتع بميزة تنافسية هامة نظرا لكثافة فرص الشغل التي يتم إحداثها في هذا القطاع ، وجود المعالم الأثرية يوفر فوائد اجتماعية واقتصادية ملموسة للمجتمعات المحلية التي تعيش بالقرب من هذه المواقع، وللمجتمع في جملته ويمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية :-


أ- فرص التشغيل في المناطق الثقافية :
تتجه العناية عادة إلى المناطق الضعيفة للقيام بالاستثمارات السياحية، وذلك حرصا على المساواة بين مختلف مناطق البلاد من حيث خلق فرص الشغل في المجال السياحي وتشجيع السكان على الاستقرار والحد من هجرة المناطق الثقافية إلى المدن المكتظة بالسكان.
ب- الاستثمارات في البنية التحتية:
يستوجب العمل السياحي بمفهومه الصناعي استثمارات كبيرة في البنية التحتية التي تسهم بدورها في تحسين ظروف الحياة اليومية للمواطنين وتوفر أسباب الراحة للسياح. وتتعلق المشاريع التنموية في المجال السياحي بتطوير الموانئ الجوية وتحسين الطرقات وبناء الموانئ الترفيهية وتحسين أساليب تصريف المياه ومعالجتها وترميم المعالم الأثرية والمتاحف والمواقع الطبيعية.
ج- الإيرادات من الضرائب الموظفة على النشاط السياحي بالمناطق :
تستفيد خزينة الدولة سنويا من مئات الملايين من الدولارات المتأتية من الضرائب على النشاط السياحي والخدمات ذات العلاقة بالمناطق الثقافية مثل الخدمات الفندقية والمطاعم والضرائب على الموانئ الجوية وعلى المبيعات ومواقف السيارات والضريبة على الدخل وغيرها من الرسوم الجبائية .

رابعا : ليبيا والممتلكات الثقافية للمعالم الأثرية :


يعتبر علم الآثار المصدر الرئيسي في دراسة الثقافة الإنسانية حسب الزمن وخاصة الفترات الزمنية لما قبل تدوين التاريخ ( ) ، فإذا كانت أعمار الناس تحسب بالسنين ثم تطوى ذكراهم بانتهاء أعمارهم كذلك الأمم والبلدان تبقى حية طالما بقيت حضارتها وتندثر اذا اندثرت حضارتها . وقد سجل التاريخ بلدانا سادت حقبة من الزمن بما كان لها من أمجاد ، وتمتاز ليبيا بما تختزن من ثروة حضارية هائلة ، ويكفي أن نشير الى ان مدن أثرية كاملة بشوارعها ومسابحها ومسارحها ومعابدها وحماماتها وبكل معالم الحياة فيها لازالت شامخة على أرضها تتحدى الزمن . كما يؤكد هذا التراث الحضاري الضخم قدرة الانسان منذ أزمان سحيقة وعلى اصراره العنيد من أجل الخلق والابداع.
كما أن عظمة ذلك التراث لا يتحدد عند مدينة صبراته ومسرحها العجيب ولا مدينة لبدة الكبرى بأعمدتها وشوارعها وأقواسها وحتى مسرحها ، ولا بمدينة قورينا والتى لعبت دورا هاما في التاريخ الانساني القديم لما اشتهر به موقعها الاستراتيجي الهام.
كما أن تناول الجانب الأثري لا يمكن لنا بأي حال أن نستوفيه حقه لا في هذا البحث ولا في غيره . ولعلنا في هذا البحث نضع أمامكم جانبا بسيطا ومتواضعا عن تلك الثروة الأثرية الكبيرة التى تفترش أرض ليبيا على اتساعها ، كما نترك لكم الوقوف شخصيا عليها لزيارتها وقضاء أيام جميلة في ربوعها ، انظر الخريطة السياحية.

خريطة ليبيا السياحية
المصدر : الهيئة العامة للسياحة والصناعات التقليدية
إن أهم المعالم الأثرية والتاريخية في ليبيا (مواقع بها معالم حضارات ماقبل التاريخ وأخري للحضارات الاغريقية والفينيقية والرومانية والاسلامية) لها طبيعة خاصة من حيث طبيعة آثارها وموقعها والظروف البيئية التى تتعرض لها، ومن ثم حمايتها والمحافظة عليها ( ) يمكن ذكرها على النحو الآتي :.

1- قوس ماركوس أوريليوس بمدينة طرابلس :
قوس النصر الذي كرس للإمبراطوريين الرومانيين ماركوس أوريليوس ولوكيوي
فييروس بمناسبة انتصارهما عام 163م.
ومن المعروف أن أقواس النصر كانت تبنى على الطرق الرئيسية للمدن أو عند تقاطع الطرق وفي الميادين العامة وعند مدخل المدن . ووالجدير بالذكر أن أولى أقواس النصر شيدت للامبراطور أغسطس بمناسبة انصاره على مارك انطونيوس عام 30 ق.م . ومنذ ذلك التاريخ توالى تدشين أقواس النصر في معظم المدن الكبرى التى كانت تحت الهيمنة الرومانية ( ). يعتبر هذا القوس من أهم المعالم والأقواس في ليبيا وهو الأثر الوحيد الباقي من مدينة أويا والذي بني على نفقة أحد أبناء مدينة أويا ويدعى جابوس كالبوزتبوس ( ).
2- قلعة طرابلس :
قلعة طرابلس المعروف بالسرايا الحمراء ، معلم من أبرز
معالمها أنه شكل في عصور غابرة أعظم حصون المدينة ،
بني أثناء فترة الاحتلال الإسباني لليبيا سنة 1510م ( ).

3- مدينة لبدة الكبرى :
تعتبر مدينة لبدة من المدن التاريخية الكبرى من حيث عظمة آثارها . وقد تأسست كمحطة تجارية في مطلع الألف الأول ق.م على يد الكنعانيين . ومنذ أواخر القرن السادس عشر قبل الميلاد أصبحت إحدى المدن المهمة التى تتبع إداريا الإمبراطورية القرطاجية . ومن عام 146 ق.م بدأت السيطرة الرومانية على المدينة وذلك بعد القضاء على مدينة قرطاجة على يد الرومان ، وفي عام 46 ق.م وعقب انتصار يوليوس قيصر على منافسيه الرومان دخلت مدينة لبدة تحت الحكم الروماني ، وحكمها الامبراطور الليبي سبتموس سيفيروس في القرن الثالث الميلادي ، ولازالت المدينة تحتفظ حتى الآن بالعديد من المباني كالمسارح والحمامات والمعابد ودور العدالة وأقواس النصر والنافورات والتماثيل في معظم الميادين والشوارع الكبرى( ).


4- مدينة قرزة :
قرزة ،أقيمت في عهد الامبراطور سبتموس سيفيروس الذي حكم الامبراطورية الرومانية من سنة م193 الى 211سنةم ، وهو ليبي الأصل( ) ، لم يعرف سبب

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله