تنمية الصناعات التقليدية في الدول العربية
واقع الصناعات الجلدية بليبيا …دراسة حالة صناعة السروج بطرابلس القديمة
إعـداد : أ . كريمة بلعيد بعيص
رئيس قسم التطوير ورقابة الجودة بإدارة تنمية الصناعات التقليدية
المبحث الأول : الإطار العام للبحث
1– مقدمة :
تزخر الجماهيرية الليبية بعدة أنواع من الصناعات التقليدية التي يستعملها المجتمع الليبي منذ أقدم العصور في حياته اليومية حتى يومنا هذا . و من ثقافة المجتمع الليبي تجد المنقوشات والتشكيلات والرسومات والزخارف في كل الصناعات التقليدية اليدوية ، وتعد مدينة طرابلس مركزا اقتصاديا مهما منذ القدم ، ويمارس أهلها العديد من الحرف كالنسيج والصياغة والحدادة والصباغة والدباغة والسراجة والنحاسيات والعديد من الحرف الأخرى .
ان المصنوعات الجلدية عبارة عن صناعات بسيطة تعتمد كل الاعتماد على الثروة الحيوانية وتنصب على إنتاج السلع الاستهلاكية وهى منتشرة في معظم المناطق الليبية ، فتصنيع المواد الجلدية وإنتاجها من الصناعات الرائعة في ليبيا وتولي أهمية خاصة للتطريز المختلف للمصنوعات الجلدية وخاصة منها الموشاة بخيوط الفضة ، وكانت الورش والمخازن المتخصصة في صنع المنتجات الجلدية وتسويقها تضاهى أجود المنتجات الأوروبية بأناقتها ودقة صناعتها وصعوبة نماذجها وكانت الجلود المحلية يصنع منها الحقائب والأحذية الشعبية حيث تصدر إلى الدول المجاورة والى شعوب إفريقيا الوسطى .
وبالانفتاح على الأسواق الخارجية دخلت منتجات مشابهة للمصنوعات الجلدية التقليدية الليبية ، فتغير ذوق وطلب المستهلك ، وأصبح مندفعا إلى شراء المستورد منها ، فانخفض الطلب على المنتجات من الصناعات الجلدية التقليدية ، الأمر الذي بات يهدد بقاءها وهجر الحرفيين لها والاتجاه إلى نشاطات أخرى .
ووفقا لأهداف ومحاور الندوة الرابعة لتنمية الصناعات التقليدية في الدول العربية والتي هي تحت شعار الرؤية المستقبلية والإستراتيجية العربية للصناعات التقليدية سيناقش هذا البحث محور واقع الصناعات التقليدية العربية وآفاقها المستقبلية وبصفة خاصة واقع الصناعات الجلدية بالجماهيرية وبالتركيز أكثر على حالة صناعة السروج.
2- مشكلة البحث :
انطلاقا من الأهمية النظرية والموضوعية للبحث تحددت مشكلة البحث في كونها محاولة لرصد أهم الصعوبات التي يواجهها الحرفي مع التركيز على حالة صناعة السروج. لذا يسعى البحث على الإجابة عن التساؤلات التالية :-
أ- إلى إي مدي يعكس الواقع موضوع البحث مع الخلفية التاريخية له؟
ب- ما هي أهم المشاكل إلى تلعب دوراً في تراجع هذه الحرفة؟
ج- ما هي طرق تزيين السرج ومناسبات اقتنائه ومستقبله؟
3- أهداف البحث: يهدف هذا البحث إلى تحقيق الآتي:
أ – التعرف على صناعة السروج وطرق إنتاجها وتسويقها .
ب – التعرف على المسببات الكامنة وراء تدني صناعة المنتج التقليدي من
السروج.
ج – إقتراح توصيات هامة من شأنها أن تنهض بواقع صناعة السروج.
4- أهمية البحث :
أ – تشخيص الوضع الحالي لصناعة السروج التقليدية المحلية.
ب – إبراز أهمية التدريب والتكوين للجيل الجديد للانخراط في هذه الحرفة.
ج – إثراء المكتبات العلمية وخاصة الأكاديمية منها.
5- منهج البحث :
سينتهج المنهج الاستقرائي والتحليلي مع الأخذ في الاعتبار ما يلي :
أ- مجتمع البحث : انطلاقا مما سبق تم تحديد مجتمع البحث ببعض من صانعي السروج بسوق الصناعات التقليدية بمدينة طرابلس القديمة.
ب– عينة البحث: حرفيون من صانعي السروج.
ج – أسلوب جمع البيانات :
ج-1- دراسات سابقة ودوريات تتعلق بحرفة صناعة السروج.
ج-2- المقابلة الشخصية : سيستعين البحث بالمقابلة الشخصية كأسلوب يمكن من خلاله الحصول على بيانات مفصلة عن صناعة السروج بشكل تلقائي مع الحرفيين.
ج-3- الملاحظة: انطلاقا من كون الملاحظة وسيلة أساسية لفهم الواقع من خلال رؤيتها رؤية العيان ، فسيتم استخدامها بملاحظة صناعة السروج التقليدية من حيث شكله وطريقة صناعته وأجزائه واستحداث تصورات جديدة تسهم في مواصلة الملاحظات الميدانية وربطها ببعض التصورات والأطر النظرية.
ج-4- التصوير الفوتوغرافي والمرئي: سيتم تصوير أجزاء السرج ومسمياته وطريقة جمعه إلى أن يصل منتج في شكله النهائي.
د – الحدود المكانية: مدينة طرابلس القديمة ( موطن معظم الصناعات التقليدية).
المبحث الثاني : متن البحث
أولا / مفاهيم
دباغة الجلود: ” تدبغ الجلود بقشر شجرة (الجداري) الجبلية ، أو شجرة الأزال وذلك للجلود المعدة للبن والأحذية وحمل الطعام ، أما الجلود المعدة للماء تدبغ بورق الزيتون وقشر الرمان”.( )
أما حرفيو الصناعات الجلدية فلهم مسميات عدة مثل الدباغون وهم الذين يتولون دباغة الجلود ، والاساكفة وهم الذين يقومون بصناعة الأحذية بجميع أنواعها ، والبلاغجية وهم الذين اختصوا بصناعة نوع معين من الأحذية عرف بالبلغة ، والسبابطية وهم الذين اختصوا بنوع من الأحذية الرجالية والنسائية عرف بالسباط ولهم سوق خاص بهم عرف بسوق السبابيط ، والسراجة هم الذين يقومون بصناعة سروج الخيل ( ).
ثانيا / صناعة الجلود في طرابلس :
كانت تتمتع بشهرة طيبة في طرابلس ولكنها اضمحلت أثناء الاحتلال الإيطالي ، تدبغ جلود الماعز والضأن بطريقة بدائية تستغل فيها المواد المتوفرة محليا ( )، فالجلود جلها من أجل الاستخدام المحلي ( ).
أ– مصادر الجلد :
نحصل على الجلد بواسطة معالجة معينة من الدباغين لجلود الأغنام والماعز والجمال،( ) ونظرا لعدم تمكن تلبية الطلب من الجلود الليبية كانوا يستوردونها من أواسط أفريقيا خاصة جلد الماعز الذي يستخدم في صناعة الأخفاف والأحذية وهو طيب الرائحة وعندما يغسل بالماء الحار يعود كما لو كان جديدا( ) .
ب- صناعة الجلود :
تتم عملية صنع الجلود بعد دبغها وقد تخصصت بعض الأماكن في عملية الدبغ وتسبق عملية الدبغ غسل الجلود بالماء لإزالة الأوساخ ثم تتم عملية الدباغة وبعد الإنتهاء تنشر الجلود معرضة لأشعة الشمس لتجف ( ). فكانت صناعة الجلود متقدمة نوعا ما ، كما كان التجار في بعض الأحيان يستوردون الجلود الجاهزة من مصر والسودان وتقوم عليها صناعة الأحذية مثل ( التليك والشبشب ) والحقائب وسرج الخيل واللجام .( )
ج- منتجات الصناعات الجلدية :
ومن الصناعات الجلدية المهمة تطريز الجلد بالفضة ، حيث أظهر الصناع مهارة فائقة في هذه الصناعة وتضاهي منتجاتهم المنتجات الأوروبية والهندية . وأهمها :
1. الأحذية الجلدية : مثل بلغة منقوشة فضة أو حرير ، التليك ،السباط ، الرحية ، المداس ، وغيرها.
2. الآلآت الموسيقية مثل : الدربوكة ، البندير ، النوبة ، طبل مرزق ، طبل القصعة ، النقرة ، الباز.
3. أدوات ذات الاستعمال المتعدد : القربة ، الشكوة ، الدلو ، السوط.
4. الوسائد الجلدية.
5. مقتنيات الأسلحة : السبتة والغلاف ، غلاف للسيف مع حمالة توضع على كتف المحارب ، حزام به غلاف لغدارتين مع حقيبة للدخيرة.( )
6. الحقائب الجلدية .
7. صناعة السروج.
د _ أسواق الصناعات الجلدية :
وجود الأسواق وتعددها وتخصصها شىء ملازم لعمليات التصنيع والبيع والشراء ففي طرابلس القديمة وجدت عدة أسواق لها أهميتها وتعرف بأسماء الحرف أو البضائع التى تباع فيها وأهمها :
1– سوق الجبابرية : يقع داخل أسوار المدينة القديمة حيث كانت تصنع فيه المواد الجلدية ومنها (الجبيرة) الخاصة بحفظ النقود ، أسسه الوالي سامح باشا بعد توليه حكم طرابلس سنة 1291 هـ .
2- سوق السراجة : يقع داخل أسوار المدينة القديمة تصنع فيه سروج الخيل ويقع في قاليرية ماريوني (رواق الحرية الآن).
3- سوق فم الباب : يقع هذا السوق بالقرب من باب المنشية داخل سور المدينة وتباع به الأحذية العربية التقليدية ، وان هذا السوق كان يملكه (شيخ البلد) حاكم المدينة ، وقد تم إزالة هذا السوق وحل محله سوق المشير الذي أنشأه المشير (رجب باشا) خلال العهد العثماني (1835-1911م).
4- سوق الصناعات التقليدية : كان يسمى هذا السوق بدار البارود ، وفي سنة 1935م انشأ به سوق الصناعات التقليدية ويطل هذا السوق بمدخل سوق المشير وبمنفذ آخر على السوق المحلي وثلاثة مداخل على سوق العطارة سابقا . ومنفذ على سوق العطارة بالقرب من فندق القرني ، ومنفذ مغلق الآن يطل على أمانة العدل (باب الحرية) ، ومنفذ غير نافذ على السابق وهو سوق مفتوح يتكون من كتلة مربعة الشكل تقريبا ، به فناء واسع يحيط به أروقة من الأضلاع الأربعة ذات أعمدة رخامية . ويباع في هذا السوق المنتجات التقليدية من أحذية وحقائب وحزم تقليدية ، وقد أجريت عليه أعمال الترميم والصيانة سنة 87-1988 م ، ولازال قائما.
5-سوق الدباغة : يرجع الى عهد الوالي خليل باشا الأرناؤوطي سنة 1709 م ولازال هناك شارع بالمدينة القديمة يحمل اسم زنقة الدباغ ، ويرجع تسميته بسوق الدباغ لوجود مجموعة من المدابغ لدباغة الجلود فيه.
6- سوق النعال : وهو سوق لصناعة سبابيط النساء ويقع هذا السوق بزقاق متفرع من طريق الحلقة وتعرف بزنقة النساء ، ويصنع في هذا السوق النعال والأحذية الرجالية والنسائية.
7- سوق الحزامات : يقع في قاليرية ماريوني بباب الحرية بمبنى له أربعة مداخل بني في العهد الايطالي وهو سوق متخصص في صناعة السروج والبلغات وحزامات وتلاليك الفضة.
ثالثا : صناعة سرج الخيل :
السرج وهو على مر السنين ظل عنوان للفروسية والرجولة ، واختص عدد من الحرفيين في صناعة السروج وعرفوا بالسراجة ، واهتم الحرفيون بتزيين وزخرفة السروج بقطع أو أسلاك ذهبية وفضية ويتم ذلك يدويا ، وبصورة جميلة ، كما يقومون بتغطية السروج بقطعة من القماش الناعم الجميل الذي يعرف بالبشت ومنه اطلق على هذه النوعية من الأسرجة اسم البشت ويفتخرون بإظهارها في مناسبات الأفراح وسباق الفروسية وغيرها من المناسبات وهناك نوعين فاخرين بذل فيها صانع السرج نوعه الأول (سرج الفضة) المتمثل في تطريز زخرفته البديعة بخيوط الفضة أو الذهب ، والصائغ الذي يخدم صانع السروج في إعداد نوعه الآخر الذي يعد من أرقى أنواع السروج المعروفة (بسرج الفضة) وهو يزخرف بشرائح فضية قد تكون مذهبة أحيانا ، وتعتبر مدينة طرابلس المقر الرئيسي لمثل هذه الصناعة ، وأهمية هذه الصنعة تتضح في وجود سوق خاص يمارس فيه هؤلاء الحرفيون نشاطهم يعرف بسوق السراجة ، تصنع وتباع فيه جميع أنواع السروج وتتضاعف قيمته إذا غطى بصفائح من الفضة أو أدخل في صناعته وزخرفته خيوط فضية أو ذهبية .( )
أ- مكونات صناعة السرج :
صناعة السرج تتكون من جزء مقوس مرتفع في مؤخرة المقعد يسمى القصعة ، كما يوجد جزء مرتفع من الناحية الأمامية يسمى القربوس ويبطن بالصوف ويكسى من الخارج بالجلد ويتصل به عدد من السيور لربطه بجسم الفرس من ناحية الصدر والبطن كما يتصل به سيران يعلق فيهما ركبات ليضع الفارس رجليه عليهما ، والجدير بالذكر يمكننا التعرف على أهم مكونات السرج وهي :
1- لبد : نسيج قطني يوضع بين السرج وظهر الفرس.
2- الحلاس : نسيج يوضع فوق البد.
3- الركب : جمع ركاب ، وهو الحديدة المعلقة بالسرج على جانب الفرس يضع فيها الفارس رجله.
4- الحزام : سير عريض من الجلد غالبا يربط به السرج الى بطن الفرس.
5- الدير : سير عريض من الجلد تزين ظاهره زركشة مطرزة يدور تحت رقبة الفرس ويتبث طرفاه بمقدم السرج.
6- الأخدود : قطعتان من الجلد المضاعف ، مطرزتان ، يربط طرفاهما الأسفلان باللجام والعلويان يربطان خلف أذني الفرس.
7- الصراعان : سيران من الجلد يربطان بجانبي اللجام ، ويمسك الفارس بطرفيهما الأخرين ليكبح جماع الفرس .
8- التكفال أو الإستكفال : وهو القماش الملون الذي يطرح على كفل الفرس خلف السرج.( )
ب- أنواع السرج:
1- سرج الخيل وأنواعه هي :
أ- سرج منقوش بالفضة درجة أولى .
ب- سرج منقوش بالفضة مقاس 10سم و 12سم .
ج- سرج منقوش بالنحاس متكامل .
د- سرج نصف عمل منقوش بالفضة.
2- سرج الجمل المهري ويسمى الراحلة.
ج- الزخارف
تظهر الزخارف العربية الإسلامية على السروج الليبية ، وأبدع الحرفيون في الرسوم الهندسية واتخذوا من العناصر النباتية زخارف لها. مما جعل منها وحدة فنية رائعة متماسكة وزاد في جمالها وتناسق أجزائها عناية الحرفي الليبي بتطعيمها بالفضة والذهب والنحاس.
د- واقع صناعة السرج :
كشفت الجولة الميدانية في إطار البحث إلى أنه لم يبقَ إلا عدد قليل من حرفيي مدينة طرابلس القديمة يزاولون حرفة صناعة السروج باقتدار رغم ضغط الإستيراد الخارجي المنافس،الذي بات يهدد مصدر دخل معظم الحرفيين ووقوعهم في الأزمات وهو ما يهدد بزوال ما تبقى من هذه الحرفة. وأسفـــرت الجولـة أن مدينة طرابلس القديمة تتميز عن سائر المدن الليبية الأخرى بخصوصية حرفها اليدوية وصناعاتها التقليدية ومن داخل سوق السراجة من خـلال لقاء أحـــد الحرفيين المختصين بصناعة السروج ( )،انتهـــت إلى الواقع التالي :
• أصاب نشاط حرفة صناعة السروج تدهورا كبيرا وانعكس ذلك على اندثار دباغة الجلود ذات الأساليب البدائية التى كانت مزدهرة ودفعت بالعديد من الصناع الوطنيين الى إقفال مدابغهم والاتجاه الى أعمال أخرى.
• من خلال الزيارات الميدانية لسوق السراجة تم تقييم الواقع ، فاتضح الأسباب التى أدت الى وجود مشاكل تعوق أو تقاوم هذه الحرفة ومنها
o النقص المستمر في الأيدي العاملة.
o عزوف الجيل الجديد على العمل بهذه الحرف حتى من العائلات الحرفية المشهورة بها والاتجاه إلى التعليم الحديث مما أثر سلبا عليها.
o بالإضافة إلى صعوبة الحصول على المواد الخام المستوردة من الخارج كالذهب والفضة وتكلفتها العالية من الأسواق السوداء مما يقلل من الانتاج بالرغم من وجود وتوفر الطلب على شراء السروج.
• تغيير الأسواق المخصصة لصناعة السروج التقليدية إلى أماكن لممارسة حرفة التجارة والخدمات وغيرها من أغراض أخرى ، وإغراق السوق بالسلع القادمة من الدول الأجنبية ، فتغيرت وظيفة الأسواق وأصبحت سوقا تجاريا ومتاجر لبيع مختلف أنواع السلع ، حيث فقدت الحرفة الأصول الصناعية التقليدية الخاصة بها.
• غياب مركز لتعليم حرفة صناعة السرج الليبي .
رابعا : أهمية التدريب والتكوين المستمر في الحفاظ على صناعة السروج :
يحتل التدريب والتكوين المستمر أهمية متعاظمة ومتميزة في الحفاظ على الصناعات التقليدية باعتبار إن الإنسان نتاج الحياة والكائن الفريد القادر على البناء والتصرف بمصيره لإنتاجه المادي وكل إنتاج آخر يحققه ، وهو الهدف لعملية التدريب والتى تتمثل في محاولة النهوض بصناعته .
يعد العنصر البشري أهم عناصر الإنتاج على الإطلاق حتى في ظروف شيوع الآلة ، بحيث يصبح أثمن شيء في الوجود ، والأهمية البالغة للعنصر البشري وما يملكه من طاقات خلاقة كان من شأنه زيادة الاهتمام بموضوع تدريب وتكوين العنصر البشري وفقا للآتي :-
1- التربية والتعليم باعتباره العملية المميزة التى يتزود الإنسان بموجبها على معلومات بحيث تصبح القاعدة العريضة التى يستند إليها الإنسان في معرفة الأشياء والظواهر والقيم التى تساعده على حل مشاكله اليومية أو مجابهة المواقف المختلفة عبر حياته.
2- التدريب بهدف تحسين قدرة الإنسان على أداء عمل معين أو القيام بدور وظيفي محدد ، فهو يرتكز على تزويد الإنسان بالكيفية إلى يؤدي بمقتضاها عملا ما وبهذا فهو جزء من التعليم.
3- تنمية القدرات المتمثلة بزيادة قدرات الإنسان لتحسين مكانته الحرفية . وهي بهذه العملية دائمة التدريب من شأنها أن تمد الإنسان بالمعرفة والمهارة وبعد النظر والبصيرة.
ومن خلال التدريب يمكن تعبئة العقول ، وبالتالي يتسنى للصناعات التقليدية وخاصة في صناعة السروج زيادة عرض العمل الحرفي الفعال بمقدار كبير ، مما يفضي إلى زيادة إنتاجية العمل وما يتبعها من آثار ايجابية على الواقع الفعلي لهذه الصناعة .
خامسا : التوصيات :
1. فتح مراكز تدريب وتعليم تقنيات حرفة صناعة السروج وتوجيهها نحو تفهم معانيها وبث الروح الجمالية كقيمة للابتكار والإبداع ، لضمان استمرارية هذه الحرفة وصقل مواهبهم ، وكذلك إضافة تخصص صناعة السروج للتخصصات الحالية الموجودة بمدرسة الفنون والصنائع الاسلامية .
2. توثيق صناعة السروج وهي عملية أساسية ومن مقومات الثقافة الشعبية للمجتمع وتقييم قيمته الإبداعية والجمالية.
3. توجيه الحرفيين إلى أهمية هذه الحرفة السياحية والفنية والثقافية والتصدي للتيارات الثقافية الوافدة المؤثرة على ثقافة البلد وفكرها الأصيل.
4. توعية النشء الجديد على تفهم وتقبل الحرف التقليدية وتربيتهم على حبها وفنونها.
5. ومن التوصيات الهامة التي خلص إليها البحث ضرورة تطبيق قانون حق الملكية “الحماية الفكرية” على الحرفيين، بما يتلاءم مع مستجدات العصر وخاصة ما يتعلق بإلزام الحرفيين بوضع الأختام التي تحمل أسماءهم على ما يقومون بإنتاجه، ووضع الضوابط القانونية التي تحد من الغش، والعمل على زيادة تشغيل أيادٍ عاملة في المهن الحرفية وزيادة الإقبال عليها للتخفيف من البطالة .
المراجـــــع
1. المرزوقي ، محمد ، مع البدو في حلهم وترحالهم . تونس : الدار العربية للكتاب ، 1980.
2. حسين ، عبدالله محمد ابوالقاسم ، الحرف والأصناف في ولاية طرابلس الغرب خلال العهد العثماني الثاني 1835-1911م ، رسالة ماجستير استكمالا لمتطلبات درجة الاجازة العالية الماجستير في التاريخ الحديث ، 2001 .
3. كورو ، فرانشسكو . ليبيا أثناء العهد العثماني الثاني . ط2 . الجماهيرية ، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان ، 1984..
4. ناجي ، محمود ، تاريخ طرابلــس الغرب ، ترجمة: عبد السلام أدهم ، محمد الأسطى . بيروت : مطبعة الغريب ، 1970 .
5. بنيول ، أ . . اللباس والزينة في العالم العربي ، ترجمة : نبيل سليمان . ط1 . بيروت ، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ، 1992.
6. بن موسى ، تيسير ، ” المجتمع العربي الليبي في العهد العثماني ” . ثراث الشعب ، الجماهيرية الليبية ، العدد 8 ، السنة 2 ، اكتوبر-نوفمبر-ديسمبر 1982م.
7. جبار ، لمياء صبيح ، الصناعات الشعبية في العراق . جامعة البصرة : مركز دراسات الخليج العربي ، 1990 .
8. بن اسماعيل ،عمر على ، انهيار حكم الاسرة القرمانلية في ليبيا 1795-1835 . ط1 . طرابلس : مكتبة الفرجاني ، 1966.
9. شلابي ، سالم ، ، ألبسة على مشجب التراث . ط1.مصراتة : الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والاعلان ، 1990.
10. مقابلة مع الأخ / محمد حمودة ، ومهنته حرفي ، عمره 55 ، ليبي ، سوق السراجة ، 24/9/2009 ، الساعة 10:30 صباحا ، المقابلة مسجلة على شريط مرئي وصور فوتوغرافية.
[email protected]