بيروت / المسله
يتلازم المسار السياسي الهادئ في البلد، مع استمرار الاندفاعة السياحية نحو مستويات قياسية، كما صدر عن أكثر من معني بالقطاع، بيد أن ذلك الزخم الذي سيبلغ أشده وبنسبة 100% حتى 18 (أغسطس) المقبل، بات مرهوناً بمواصلة حالة الاستقرار والحوار الهادئ لتشكيل الحكومة العتيدة.
ومع “شد الرحال” السياحي العربي والأوروبي بالإضافة الى الاغترابي تجاه لبنان بزخم غير مسبوق، ارتفع سعر التذاكر بما يقدر بين 10 و15%، فيما يتوقع أن تصل أسعار غرف الفنادق فئة 5 نجوم الى مستويات مثيلاتها الأوروبية، إذ يتوقع أن يصل سعر الغرفة بين أول أغسطس و20 منه بين 250 الى 300 دولار، مترافقة بالطبع مع نسبة إشغال فندقي لا تقل عن 100%، في وقت ازدادت الإيرادات الناتجة عن الغرف المتوافرة في بيروت 178,3% في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2009، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مسجّلة بذلك أعلى نسبة ارتفاع في المنطقة، مقابل معدل تراجع بنسبة 2,3% في المنطقة.
وقال نقيب وكالات مكاتب السفر والسياحة في لبنان جان عبود، إن سوق قطع التذاكر يخضع للعرض والطلب، ويشتد الطلب على التذاكر في مثل هذه الأيام، مع بدء فصل الصيف. وأضاف قائلاً “الحجوزات المبكرة في المبدأ تكون أسعار التذاكر بأسعارها الموضوعة، ولكن الارتفاع يلاحظ في الحجوزات المتأخرة”.
وقال إن هناك تقسيماً تجارياً في مسألة الطيران وهي التي تؤدي الى ارتفاع أو هبوط أسعار التذاكر. وارتفعت أسعار التذاكر أكثر من 10% للموسم السياحي الحالي، وهو ما يؤشر الى تنامي قطاع السياحة عموماً في لبنان، بالتزامن مع موجة الاستقرار والمؤشرات الايجابية للمرحلة المقبلة. وتشير التوقعات الى احتمال مجيء نحو مليوني سائح الى لبنان، في إشارة واضحة للدعم العربي والدولي الذي يتمتع به لبنان، فضلاً عن الحوافز الأخرى والمتمثلة بالأسعار التحفيزية للفنادق والمواصلات والمطاعم والمقاهي بالمقارنة مع دول الجوار، بالإضافة الى عامل المناخ والموقع الجغرافي البحري والجبلي المتقارب.
وأشار عبود الى أن السوق نمت نحو 12% خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، وقال إن عامل الاستقرار يسهم بشكل بعيد في نمو السوق.
وقال إن حركة الطيران مرتفعة، وهي قد زادت الرحلات من والى بيروت، كما أضافت زيادة على مقاعدها. وقال إن الموجة السياحية الآتية الى لبنان، هي بمعظمها من دول الخليج العربي ومن الدول العربية الأخرى، ولفت الى أن وجهة هؤلاء هي غالباً منطقة بيروت الكبرى، ومن ثم جبل لبنان وجونية، فيما لا يحظى الشمال بأكثر من 3 في المئة من هؤلاء. وأكد أن لبنان سيستقبل نحو 1،7 مليون سائح، إذ أن البلد بامكانه استيعاب مثل هذا العدد، وقال إن الحديث عن مليوني سائح صعب بالنظر الى الامكانات المتوفرة، لا شيء يمنع أن يشمل هذا العدد كل أشهر السنة أي سياحة 365 يوماً. وفي لبنان أكثر من 200 مكتب أو شركة تنظم الرحلات السياحية، ونحو 230 مكتباً تابعة لمنظمة “أياتا” وما بين 600 الى 700 مكتب للسفر والسياحة مرخصة في وزارة السياحة، بالإضافة الى نحو 2000 مكتب “فاتحين على حسابهم”، وفقاً لمصدر في قطاع السفر والسياحة.
وقالت شركة أنستازيا للسفر والسياحة، إن موجة ضخمة من السياح الخليجيين آتية الى لبنان خلال الشهر الحالي، ولفتت الى أن سوق التذاكر من لبنان الى الخارج قوي هذا العام وبشكل لافت. وقال جورج بتراكيان من “تانيا ترافل”، إن سوق التذاكر يخضع لمعايير العرض والطلب، وقال إن الشركة مهتمة بالمغادين من لبنان الى الخارج. فيما قال علي سرور من “العالمية للسفر والسياحة”، إن حركة سوق التذاكر انتعشت بدءاً من أول (يوليو) الجاري، وأضاف إن الحركة بدأ نشاطها في أعقاب الانتخابات النيابية التي أجريت في السابع من (يونيو) الماضي.
وأشار الى أن هناك حركة سياح عربية لافتة كما أن هناك من المغتربين باتجاه لبنان من أوروبا وأميركا. وتنقسم السياحة في لبنان الى نوعين: الواردة Incoming والصادرة.Outgoing ان السياحة الواردة تتطلب وجود رضى سياسي عربي تام لتحث رعاياها على القدوم الى لبنان، وغربي لقدوم الاوروبيين الى البلاد. اما السياحة الصادرة Outgoing فان العوامل الامنية والسياسية تؤثر اقتصادياً في اتخاذ اللبنانيين قراراً بمغادرة لبنان، للسياحة الى الخارج. وقال النقيب السابق لوكالات السفر والسياحة غسان خير الدين “جات ترافل”، إن لبنان لا يستفيد سوى من السياحة الوافدة اليه، أما الصادرة الى الخارج فهذا معناه أن اللبناني يدخر ليصرف في الخارج.
ودعا خير الدين السياسيين الى “عدم النفخ”، وقال إن هناك مبالغة في مجيء مليوني سائح، لأنه لا يعقل أن يكون بامكان مطار رفيق الحريري الدولي، استقبال 9 طائرات في الساعة الواحدة، كما أنه لا يمكن بأحسن الأحوال أن تستوعب الفنادق مثل هذا العدد، بالإضافة الى أن أسعار الفيزا مع رسم الخروج والبالغ 65 دولاراً هي مرهقة، صحيح أنها أقل من الدول الأوروبية إلا أن هذه المقارنة لا تجوز ويجب مقارنتها بالأسعار الموجودة في دول الجوار. ولفت الى أن نسبة لا تقل عن 41% من فاتورة المطاعم تذهب “بقشيشاً” والضريبة على القيمة المضافة.
وقال إن الموسم لن يزيد عن 1،2 مليون سائح. وعزا خير الدين ارتفاع تذاكر السفر الى شركات الطيران الخاصة التي تضع معايير لا تخضع لإدارة الطيران المدني، وقال إن حجتهم في رفع أسعار التذاكر، كون الشركات اشترت المحروقات وخزَّنتها عندما كان سعر البرميل 147 دولاراً في (يوليو) 2008، وبالتالي لا يمكن خفض الأسعار ولو هبطت أسعار النفط. وقال إن هناك نحو 51 شركة طيران لا تخضع لإدارة الطيران المدني. وهذا لا يجوز بالمطلق وألا تخضع للرقابة.
ولفت الى أن بالامكان تفعيل القطاع السياحي، لكن يجب أن يسبقه التنظيم لجهة زيادة أعداد الغرف في لبنان، والسير بالبنى التحتية نحو الأفضل من المياه والكهرباء والطرق وتخفيف زحمة السير، وأن يتم تخصيص أو تسويق 5 من 7 أيام في الأسبوع. وقالت شركة “نخال ترافل” السياحية، إن الحركة السياحية الوافدة من الخارج الى لبنان هي أقوى مما كانت عليه في نفس الفترة من السنة الماضية، ولكن الحركة السياحية المعاكسة أي من لبنان الى الخارج هي أقل. ورفضت الشركة إعطاء رقم محدد للحركة باعتبارها غير مخولة باعطاء أرقام. وأوضحت أن ارتفاع أسعار التذاكر يعود الى كون شركات الطيران تجارية، وبالتالي فإن هناك درجات في الطيران، ولكل درجة نحو ثلاثة الى 5 أسعار، وهي تخضع لعملية العرض والطلب، وقالت إن الأسعار لبعض الدرجات ارتفعت بنسبة تراوح بين 10 الى 15%، لكن الدرجات العادية لا تزال أسعارها رخيصة.
وفي قطاع فنادق 5 نجوم، قال المدير العام لفندق السفير هليوبوليتن (5 نجوم) طارق عمّاش، إن الموسم منذ بداية الشهر الحالي الى اليوم بالنسبة لقطاع فنادق 5 نجوم، تشير الى أن معدل الإشغال فيها هو 75% مع سعر وسطي للغرفة 200 دولار. ونتوقع بدءاً من 20 الشهر الجاري أن ننتقل من 75 الى 90% كنسبة إشغال بمعل وسطي لسعر الغرفة يصل الى 250 دولاراً، لنصل الى نسبة إشغال 100% بدءاً من أول (أغسطس) المقبل حتى 18 منه أي قبل بدء شهر رمضان المبارك.
وقال إن التحسن اللافت في القطاع الفندقي مرده قدوم موجات سياحية أوروبية، وقال إن القطاع بدأ يقترب في أسعاره من فنادق “الكوت دازير” و”موناكو”، وأضاف عماش أن هناك أثراً لأزمة المال العالمية في ما خص موضوع الأسعار.
وأوضح أن سوق القطاع الفندقي نما بنسبة 5% بالمقارنة مع نفس الفترة المماثلة من العام الماضي أي منذ بداية تموز (يوليو) وحتى 13 الجاري منه. إيرادات الغرف ترتفع 178% خلال 5 أشهر في وقت تفيد المعلومات المتوافرة الآن أن إشغال الفنادق في بيروت بات يلامس نسبة 90%، أظهرت دراسة أجرتها شركة الاستشارات والتدقيق “إرنست أند يونغ” عن القطاع الفندقي في منطقة الشرق الأوسط، أنّ نسبة إشغال الفنادق في بيروت بلغت 70%في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2009، مسجّلة بذلك زيادة 34% عن نسبة 36% التي بلغتها في الفترة نفسها من عام 2008. وقد سجّلت بيروت نسبة الإشغال الـ13 الأعلى بين 22 سوقاً في المنطقة، بعد أن سجلت نسبة الإشغال الأدنى في الفترة نفسها من عام 2008.
وسجّلت بيروت أعلى نموّ في نسبة إشغال الفنادق في المنطقة، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى أنّ نسب الإشغال أصلاً كانت مرتفعة جداً في معظم الأسواق الإقليميّة. وقد جاءت نتائج هذه الدراسة في النشرة الأسبوعية لمجموعة “بنك بيبلوس” (Lebanon this Week). وأشار التقرير إلى أنّ متوسط سعر الليلة في فنادق بيروت بلغ 189 دولاراً في الخمسة أشهر الأولى من 2009، ما يضعها في المرتبة 12 من حيث أكثر الفنادق غلاءً، لتتقدّم بيروت بذلك على مدينة العين في الإمارات العربية المتحدة، وعمّان في الأردن، والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وكافة الأسواق السياحية في مصر. إلا أنّ متوسط سعر غرفة الفندق في بيروت ارتفع 46% عن الفترة نفسها من عام 2008، ليمثّل بذلك أعلى نسبة ارتفاع بين كافة أسواق المنطقة.
وقد أتى متوسّط سعر الغرفة في بيروت أقلّ من المعدّل الإقليمي الذي بلغ 195 دولاراً، والذي سجّل تراجعا بنسبة 2,5% عن المعدّل الذي بلغه في الفترة نفسها من عام 2008 والبالغ 200 دولار. إلا أن متوسط سعر الليلة في فنادق بيروت في (مايو) 2009، انخفض بنسبة 5,6% عن (أبريل) 2009، لكنه ارتفع 23,1% عن (مايو) 2008، وهذه نسبة الارتفاع الأعلى في المنطقة. وقد بلغت نسبة إشغال الفنادق في بيروت 57% في (يناير) و68% في (فبراير) و74% في (مارس) و81% في (أبريل) و70% في (مايو) 2009. وعلى سبيل المقارنة، بلغت نسبة إشغال الفنادق في بيروت 43%في (يناير)، و32% في (فبراير)، و34%في (مارس)، و44% في (أبريل)، و29% في (مايو) 2008. وقد كانت نسبة إشغال الفنادق في بيروت 57% عام 2008 ككلّ. علاوة على ذلك، بلغت الإيرادات الناتجة من كل غرفة متوفّرة (RevPAR) 133 دولاراً في بيروت في الأشهر الخمسة الأولى من 2009، أي أعلى بأكثر من مرتين من معدّل 48 دولاراً الذي سجّلته في الفترة نفسها من العام السابق، ما يصنّف بيروت في المرتبة 11 في المنطقة، متقدّمة بذلك على كل الأسواق في مصر وعمّان والمدينة المنورة. وازدادت الإيرادات الناتجة عن الغرف المتوافرة في بيروت 178,3% في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2009، مقارنة بالفترة نفسها من عام السابق، مسجّلة بذلك أعلى نسبة ارتفاع في المنطقة، مقابل معدل تراجع بنسبة 2,3% في المنطقة.
وبلغ معدل الإيرادات الناتجة عن الغرف المتوفرة في بيروت 108 دولارات في (يناير) و136 دولاراً في شباط (فبراير) و135 دولاراً في (مارس) و159 دولاراً في (أبريل) و129 دولاراً في أيار (مايو) 2009. وعلى سبيل المثال بلغ معدل الإيرادات الناتجة عن الغرف المتوفرة في بيروت 59 دولاراً في كانون الثاني (يناير)، 40 دولاراً في (فبراير) و38 دولاراً في (مارس) و59 دولاراً في (أبريل) و44 دولاراً في (مايو) 2008.
وسجّلت أبو ظبي بشكل عام أعلى نسبة إشغال فنادق في الشرق الأوسط بنسبة 79%، وأعلى متوسّط سعر غرف في المنطقة (357 دولاراً) وأعلى إيرادات ناتجة من كل غرفة متوفّرة (284 دولاراً) في الأشهر الخمسة الأولى من 2009، في حين سجّلت بيروت أعلى نموّ في الإيرادات الناتجة من الغرف المتوافرة بنسبة 178,3%. هذا وسجّلت المنطقة البحرية في دبي أعلى متوسط سعر للغرف (352 دولاراً)، وأعلى متوسط إيرادات ناتجة من الغرف المتوافرة (298 دولاراً) بين الأسواق الثانوية. “غلوبل ريفند” وعلى صعيد الإحصاءات الصادرة عن شركة “غلوبل ريفند”، المكلفة إعادة دفع ضريبة القيمة المضافة إلى السائحين على النقاط الحدودية اللبنانية، اظهرت ارتفاعاً في إنفاق السائحين بلغت نسبته 28% خلال الفترة المنتهية في (يونيو) المنصرم قياساً بالفترة المقابلة من سنة 2008. واحتلت نفقات السائحين القادمين من المملكة العربية السعودية 20% من مجموع الانفاق السياحي بين البلدان، والامارات العربية المتحدة 12%، والكويت 12%، ومصر 8%، والأردن 7% وبقية الدول مجتمعة 40%. أما على صعيد تطور المشتريات بين السياح، فتأتي سوريا في المرتبة الأولى من بين 10 دول، مع وصول هذا التطور في الإنفاق الى نسبة 93%، يليها السعودية 74%، ثم قطر 58%، ثم مصر 54%، والكويت 43% وقطر 78%، ثم الأردن 18%، ويلاحظ تراجع انفاق الفرنسيين 24%، النيجيريين 14% وبريطانيا 8%. وفي ما زادت النفقات حسب الفئات بنسبة 28%، فقد أظهرت الإحصاءات أن “الأزياء والثياب” شكلت نسبة 67%من مجموع النفقات. وتبعتها “الساعات” بحصّة 11%، ثم “مستلزمات المنازل والحدائق” 5%، و”العطور ولوازم التجميل” 5%، 4% لبضائع مختلفة. ورصدت زيادة للإنفاق بحسب الفئات، بلغت نسبته 28%، فقد زاد الإنفاق على فئة “الأزياء والثياب” بنسبة 28%، “الساعات” 9%، “العطور ولوازم التجميل” 25%، “مستلزمات المنازل والحدائق” 51% والبضائع المختلفة 51%. وبحسب المناطق داخل لبنان، فقد حظيت بيروت بأعلى نسبة من الانفاق السياحي وصل الى 82%، ثم في المتن جبل لبنان 13%، و2% في كسروان جبل لبنان، و1% في بعبدا، وسائر المناطق 2%. وزاد الانفاق بنسبة 31% في بيروت، و15% في المتن، و6% في كسروان وبعبدا 14%.
نقلا عن: المستقبل