
القاهرة / المسلة
تقيم دار الأوبرا المصرية احتفالية فنية ضخمة الليلة بمناسبة عيد ميلادها الحادى والعشرين، على خشبة المسرح الكبير بحضور سفراء الدول العربية والأجنبية وكبار الشخصيات ويتضمن الاحتفال أمسية فنية يعزف فيها اوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو المصري طارق مهران وبمصاحبة المؤلف الموسيقي وعازف البيانو العالمي السوري الأصل مالك جندلي مؤلفات للبيانو والأوركسترا أطلق عليها اسم أصداء من أوغاريت وهي أقدم نوتة موسيقية في العالم ويختتم الاحتفال الاوركسترا السيمفوني ويقدم السيمفونية التاسعة لبيتهوفن.
يشار الى ان مالك جندلي هو أول مؤلف سوري وموسيقي عربي قام بتوزيع أقدم تدوين موسيقي في العالم اكشف في مدينة أوغاريت (رأس شمرا – سوريا) على لوحات مسمارية تعود للقرن الرابع قبل الميلاد وأضاف اليها الايقاع و الهارموني ، وعزفها على البيانو برفقة فرق موسيقية عالمية. ويعتبر المركز الثقافي القومى المتعارف عليه باسم (دار الأوبرا المصرية) أحد أهم المنارات الثقافية في مصر، فمنذ انشائها عام 1988 وهى تقدم الفنون الرفيعة والأنشطة الابداعية المختلفة بأسعار رمزية (في أغلب الأحيان) وذلك بهدف جذب الجماهير اليها.
ويعتبر هذا الصرح الثقافي الكبير الذى افتتح يوم 10 أكتوبر عام 1988 هو البديل عن دار الأوبرا والتى بناها الخديوى اسماعيل 1869 واحترقت في 28 أكتوبر عام 1971 بعد أن ظلت منارة ثقافية لمدة 102 عاما.
ويرجع تاريخ بناء دار الأوبرا القديمة الى فترة الازدهار التى شهدها عصر الخديوى اسماعيل في كافة المجالات ، وقد أمر الخديوى اسماعيل ببناء دار الأوبرا الخديوية بحى الأزبكية بوسط القاهرة بمناسبة افتتاح قناة السويس حيث اعتزم أن يدعو إليه عددا كبيرا من ملوك وملكات أوروبا .
وتم بناء الأوبرا خلال ستة أشهر فقط بعد أن وضع تصميمها المهندسان الايطاليان أفوسكانى وروس وكانت رغبة الخديوى اسماعيل متجهة نحو أوبرا مصرية يفتتح بها دار الأوبرا الخديوية وهى أوبرا عايدة وقد وضع موسيقاها الموسيقار الايطالى فيردى لكن الظروف حالت دون تقديمها فقدمت أوبرا ريجوليتو في الافتتاح الرسمي الذي حضره الخديوى اسماعيل والامبراطورة أوجينى زوجة نابليون الثالث وملك النمسا وولى عهد بروسيا .
وكانت دار الأوبرا الخديوية التى احترقت فجر 28 أكتوبر عام 1971 تتسع لـ 850 شخصا وكان هناك مكان مخصص للشخصيات المهمة واتسمت تلك الدار بالعظمة والفخامة.